حصريا.. أ.د. سيد علي اسماعيل يكتب عن بدايات السينما في مصر ..الحلقة الأولى: (الفانوس السحري والصور المتحركة)
المسرح نيوز ـ القاهرة| سينما وتليفزيون
ـ
أ.د سيد علي إسماعيل
كلية الآداب جامعة حلوان
تناول كثير من الباحثين والكُتّاب موضوع بدايات السينما في مصر، ولأنني متخصص في حفريات التاريخ الفني والنبش فيه، وجدت موضوعات سينمائية منشورة في الدوريات القديمة، ووجدت أيضاً أخباراً سينمائية مبثوثة في الأخبار المسرحية المنشورة في الدوريات المصرية منذ أواخر القرن التاسع عشر!! مما يعني – احتمالية – عدم اهتمام المتخصصين في السينما وتاريخها بهذه الموضوعات أو الأخبار، مما يعني أيضاً أنني سأتحدث – في سلسلة المقالات هذه – عن أمور ربما، لم يسمع بها أحد من قبل، لأنها – حتى الآن – لم تُنشر عن بدايات السينما في مصر في الدراسات الحديثة!!
الفانوس السحري
يُعدّ الفانوس السحري آخر الاختراعات، التي سبقت ظهور الفن السينمائي في مصر.. هكذا قال يعقوب لنداو في كتابه (دراسات في المسرح والسينما عند العرب) ص(259، 260) – منشورات الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1972 – واستشهد في ذلك بمذكرات سائح أوروبي زار الأقصر في مصر ومعه فانوساً سحرياً – في منتصف القرن التاسع عشر – وحضر احتفالاً ضم كبار رجال البلدة مع عمدتها في منزل (مصطفى أغا)، وشاهد الجميع الفانوس السحري، الذي أصرّ صاحب البيت على أخذه من السائح مقابل تابوت فرعوني يحتوي على تحف وآثار ثمينة! ثم تطرق الكاتب – يعقوب لنداو – بعد ذلك إلى الحديث عن السينما، وكيف دخلت إلى مصر، دون أن يتحدث عن أي شيء يتعلق بالفانوس السحري مرة أخرى! وهنا نأتي إلى ما اكتشفناه حول هذا الفانوس السحري في مصر!!
نشرت جريدة (الأهرام) المصرية – التي كانت تصدر من مدينة الإسكندرية – يوم 8/10/1881، خبراً مطولاً تحت عنوان (الفانوس السحري)، أوضحت فيه أن شاباً اسمه (إسكندر أفندي دباك)، حاصل على بكالوريوس العلوم من المدرسة الطبية الكلية الأميركانية في بيروت – الجامعة الأمريكية ببيروت الآن – جاء إلى مصر عن طريق البحر بطبيعة الحال، واستقر في مدينة الإسكندرية لقضاء فترة استجمام، فتعرف عليه بعض شباب الإسكندرية، وعرفوا أنه يحمل فانوساً سحرياً، يشرح من خلاله علومه المتنوعة. ولأن الفانوس السحري يُعدّ من الاختراعات الحديثة، التي لم تشهدها مدينة الإسكندرية، اتفق الجميع على أن يقوم هذا الشاب بتقديم محاضرة علمية بواسطة الفانوس السحري في قاعة ستوراري – وهي إحدى قاعات التمثيل المسرحي والفني بالإسكندرية – وتم الاتفاق أن المحاضرة ستشمل شرحاً مصوراً، بأسلوب التشخيص أي التمثيل، كما قالت الجريدة في نهاية خبرها المنشور: “…. فأجاب المومأ إليه سوألهم، وعزم على تقديم ذلك مع تشخيصه بالفانوس السحري في قاعة ستوراري الساعة 9 مساء يوم الثلاثاء 12 أكتوبر الجاري. فالأمل أن يقدم أولو العلم والأدب لحضور هذا التشخيص”.
ومن المؤكد أن نشر هذا الخبر، أثار الجمهور ودفعه للاستعداد لحضور هذا العرض الفني المتميز، والدليل على ذلك أن الجريدة نشرت خبراً جديداً تحت عنوان (الفانوس السحري) – بعد ثلاثة أيام من نشرها للخبر الأول، وقبل إقامة العرض بيوم واحد، وتحديداً يوم 11/10/1881 – أبانت فيه للجمهور أن العرض الذي سيعرض في قاعة ستوراري، قدمه الشاب إسكندر دباك من قبل في دمشق وبيروت! وربما استغل تجارياً القائمون – على هذا المشروع الفني – شغف الجماهير لمشاهدة العرض، فجعلوا دخول الفرد بمقابل مادي – على اعتبار أن قاعة ستوراري هي قاعة تمثيل – فحددوا مبلغ (أربعة فرنكات) للدرجة الأولى، وفرنكين للدرجة الثانية، والتذاكر تُباع عند (حبيب غرزوزي) الكتبي!! وحبيب هذا، هو صاحب أكبر مكتبة لبيع نصوص الروايات والمسرحيات والكتب الأدبية في الإسكندرية، وكان متعهداً للعروض المسرحية والفنية، ومكتبته كانت متخصصة في بيع تذاكر العروض المسرحية، التي تُقام في الإسكندرية.
وأخيراً تم أول عرض علمي فني بواسطة الفانوس السحري؛ والذي يُعد أول عرض سينمائي جماهيري في مصر، يشاهده المتفرج في قاعة فنية، ويدفع مالاً ثمناً لتذكرة الدخول!! ولأهمية هذا الحدث، سننقل ما نشرته جريدة (الأهرام) يوم 12/10/1881، تحت عنوان (الفانوس السحري)، قائلة: ” أمس مساء قدّم جناب الشاب النبيه إسكندر أفندي دباك بكلوريوس علوم في قاعة ستوراري تشخيص الأجرام والكواكب والشهب الثوابت والسيارات وغيرها بالفانوس السحري. وشرح عن ذلك شرحاً مفيداً وأظهر لحضرات الحضور كيفية دوران الأرض والقمر وغيرهما حول الشمس. وتكلم عن أسباب المدّ والجزر في الأبحار، وعن تركيب الكون والهيكل الحيواني، وعما استمده الإنسان باللذة العقلية من الوسائط الموصلة إلى الدرجات العلياء، وبحث في أمور كثيرة أدبية وعلمية وعقلية. وكانت القاعة غاصة بالشهود، فسر الجمهور وتصوروا حقيقة الحالة وشكروا لحضرة الزكي إسكندر أفندي اجتهاده، فنهنئ حضرته بهذا النجاح وندعو له بالتوفيق”.
نجح العرض نجاحاً كبيراً، وأصبح مشروعاً تجارياً فنياً، حيث إن جريدة (الأهرام) نشرت يوم 20/10/1881، خبراً قالت فيه: ” بلغنا أن جناب الشاب الذكي إسكندر أفندي دباك الموجود الآن في المحروسة عازم على تقديم تشخيص بالفانوس السحري في تياترو الأزبكية يوم الجمعة 21 أكتوبر الحاضر الساعة 8 ونصف أفرنجية مساء. فنحث الجمهور في عاصمتنا على الإقدام لحضور هذا التشخيص غير مرتابين في أنه سيكون غاية في الاتقان لقاء ما نعهد بدراية المومأ إليه، وبناء على ما ذكرتموه عن انشراح الجمهور في ثغركم من تقديمه”.
وبعد شهر ونصف الشهر، وتحديداً في 6/12/1881، نشرت جريدة (الأهرام) خبراً عن عروض فنية ستُقدم إلى الأطفال في دار الأوبرا الخديوية، ومنها (الفانوس السحري) بجانب ألعاب مضحكة وأوبريت .. إلخ. ولم تحدد الجريدة اسم إسكندر دباك، وربما يكون هو المعني بالخبر، وربما يكون غيره!! مما يعني انتشار عروض الفانوس السحري الجماهيرية؛ بوصفها آخر مرحلة قبل ظهور الفن السينمائي في مصر!!
الصور المتحركة
كانت النتيجة الطبيعية لانتشار الفانوس السحري ظهور الصور المتحركة، التي أخبرتنا عنها مجلة (الهلال) في مايو 1895، قائلة: “يشتغل مصورو أوربا الآن في اختراع طريقة تظهر بها الصور الفوتوغرافية كأنها تتحرك …… والظاهر أن الألمانيين سيحوزون قصب السبق في هذا الميدان، لأن أحدهم المسمى أوتومار أنشولتز قال إنه قد بلغ الغاية المطلوبة من هذا الاختراع”.
وفي ديسمبر 1896، نشرت مجلة (الهلال) أيضاً خبراً تحت عنوان (معرض الصور المتحركة)، قالت فيه: ” في القاهرة شركة أفرنجية لها محل بالأزبكية قرب التلغراف المصري، تعرض فيه صوراً تظهر للناظرين أنها تتحرك حركة طبيعية، وقد تقاطر الناس لمشاهدتها، وسنذكر فلسفتها وتعليلها في فرصة أخرى”. وتتمثل أهمية هذا الخبر في أمرين: الأول، أن الشعب المصري شهد السينما بعد عام واحد من عرض الأخوين لوميير، وبعد عام واحد أيضاً من أول عرض سينمائي جماهيري تم يوم 28/12/1895 بالمقهى الكبير بشارع الكبوشيين بباريس – كما ذكر صلاح ذهني في كتابه (قصة السينما) – والأهمية الأخرى لخبر مجلة الهلال، تتمثل في أن بالقاهرة سينما مفتوحة أمام الجماهير، وهذه السينما كانت موجودة في منطقة الأزبكية – منطقة المسارح والقاعات الترفيهية – قبل ديسمبر 1896، ستقوم المجلة بالحديث المستفيض عنها فيما بعد!!
أول دار سينما في مصر
صدق جرجي زيدان – صاحب مجلة الهلال – ونشر في فبراير 1897، مقالة كبيرة تحت عنوان (الصور المتحركة)، واصفاً فيها كل ما يتعلق بأول دار سينما افتتحت بالقاهرة أمام الجماهير. وبدأ الكاتب بتعريف القراء اسم هذا الاختراع، وهو (سيناماتوغراف أو كيناتوغراف)، وأقرّ بأنه وجد بضعة حوانيت في القاهرة تعرض أنواعاً من مناظر هذا الاختراع، مما يعني أن أكثر من دار للسينما تم افتتاحها خلال شهرين!! وذكر الكاتب بأنه زار المكان المسمى (Kinetographe) بجانب التلغراف المصري بالأزبكية – مكتب بريد العتبة الآن – ووصفه في مقالته، عندما دخله هكذا: ” قاعة منارة بالكهربائية في صدرها ملاءة بيضاء تغطي أعلى الحائط. فلما استقرّ بنا الجلوس، أطفئ النور وظهر على تلك الملاءة أظلال كالتي تُرى بواسطة الفانوس السحري، إلا أنها تتحرك”.
وبدأ الكاتب يروي لقراء المجلة ما شاهده من أشرطة سينمائية، قائلاً: “وفي جملة ما رأيناه تلك الليلة قطار وصل المحطة، وأخذ الناس ينزلون منه، أو يدخلون. وفيهم من يحمل صندوقه وعصاه، وآخر يهرول وقبعته بيده. ورأينا أيضاً امرأتين تناصبتا للمبارزة فتطاعنتا أمام الشهود حتى طعنت إحداهما الأخرى، فحُملت المطعونة وسارت الطاعنة. ورأينا كتيبة من الفرسان يمرُّون سراعاً كأنهم يهاجمون حصناً، وغير ذلك من المناظر التي توهم الناظر أنه يرى حقيقة”.
ويوضح الكاتب أن هذه المشاهد لم تظهر متتابعة أو في شريط سينمائي واحد، بل كانت تُعرض على الجمهور بصورة مستقلة، وتتخللها فترات استراحة بين كل مشهد وآخر، وكانت القاعة تضاء لإراحة العين. وبعد انتهاء العرض طلب كاتب المقال من صاحب المحل أن يرى بعينيه الآلات التي تقوم بهذا العرض، فوافق صاحب المحل وأخذ الكاتب أعلى الصالة، وشاهد الآلة، فرسمها ونشر رسمها في المقالة مع وضع حروف على أجزائها المرسومة، ووصفها بدقة، قائلاً:، تحت عنوان جانبي (الآلة):
“عبارة عن صندوق طوله متر تقريباً مقسوم إلى نصفين يميني ويساري. وترى اليميني مفتوحاً وبابه إلى اليمين (ل) وفي داخله ثلاث بكرات (ب – ك – ق) تدور على محاورها وبين الأولى والثانية نافذة صغيرة (ف). وأما النصف اليساري فمقفل وفيه الأدوات التي تدار بالقبضة (ع) فتدير البكرات في النصف الآخر. وترى على البكرات لفافة ممتدة عليها كلها فتبدأ من البكرة (ب) عند (ث) فتنحدر إلى النافذة من (ج) إلى (ف) ثم تخرج عند (ط) فتمر على البكرة (ك) عند (و) فتنحدر إلى البكرة (ق) وتلتف عليها فالبكرات ثلاث ولكن المستعمل للّف اثنتان فقط (ب – ق) أما (ك) فإن اللفافة تمر بها مروراً والقصد من نشر هذه اللفافة ولفها مرورها بتلك النافذة (ف) وهناك زجاجة نصف شفافة تنفذ أظلال الصور منها إلى الخارج كما ستُرى”.
ويسهب جرجي زيدان في الوصف، فيقول: “واللفافة المشار إليها عبارة عن قدة مستطيلة من مادة مرنة شفافة اسمها سليولوبيد تشبه المادة الغروية التي يصنعون منها الأمشاط الشفافة أو نحوها. وطول هذه اللفافة بين 25 و30 متراً وعرضها ستة سنتيمترات وعليها ترسم صور الحادث الواحد متعاقبة حسب تعاقب وقوعها، وقد يبلغ عددها أحياناً ألف ومائتي صورة لتصوير حادث وقع في 45 ثانية. وتلف هذه القدة الطويلة على البكرة العليا (ب) ويكرُّ طرفها عند (ج) في النافذة (ف) فتنفذ عند (ط) ثم يصعد بها عند (ر) على البكرة (ك) فتدور عند (و) ثم تنحدر إلى البكرة (ق) وهناك تشدُّ فإذا أديرت الآلة بالقبضة (ع) تحركت البكرات على أسلوب تنحل به اللفافة عن البكرة العليا (ب) فتمر بالنافذة (ف) وتنزل فتلتف على البكرة السفلى (ق) ويتم لفها كلها في 45 ثانية. ثم أن حركة الآلة متقطعة على أسلوب تقف به اللفافة عند كل صورة 1/300 من الثانية عند النافذة (ف) ثم تمر بمثل هذه المدة على التوالي. وتغطي النافذة زجاجة نصف شفافة تتحرك صعوداً أو نزولاً حسب حركة اللفافة فمتى وقفت اللفافة صعدت الزجاجة فإذا انحدرت اللفافة نزلت الزجاجة لتغطيها وهكذا”.
وحتى ييسر الكاتب أسلوب شرحه، نجده يقول: “فافرض إننا وضعنا هذه الآلة في صندوق التصوير الفوتوغرافي (كاميرا) وجعلنا النافذة (ف) من جهة عدسة التصوير حتى ترتسم الأشباح على زجاجتها مصغرة كما ترتسم على زجاجة التصوير الفوتوغرافي الاعتيادي وكسونا سطح اللفافة على طولها بالجلاتين الحساس الذي تكسى به زجاجات التصوير الفوتوغرافي وجعلنا هذه الآلة أمام منظر متحرك كرجل ينشر بالمنشار مثلاً وأحكما وضع الآلة حتى ترتسم صورة الرجل على زجاجة النافذة ثم أدرنا الآلة فاللفافة تمرُّ متقطعة وراء الزجاجة تقطعاً منتظماً كما تقدم وكلما وقفت لحظة ارتسمت عليها صورة من صور ذلك الرجل وحركة منشاره وفي كل صورة تغيير طفيف جداً عن التي قبلها لأن بين حدوث الصورة الواحدة وحدوث الأخرى 1/300 من الثانية وهو ما لا يكاد يتصوره الوهم. فالعمل الذي يعمله ذلك النجار في 45 ثانية يرتسم منه على تلك اللفافة ألف صورة مساحة كل منهما 4 سنتيمترات في 6 تندرج تدريجاً طفيفاً بين الحركة الأولى للمنشار والحركة الأخيرة فلما ترتسم هذه الصور على الجلاتين تعالج كما تعالج زجاجات التصوير الشمسي حتى تصير رسوماً ثابتة على مادة اللفافة وقد اختاروا السليولوبيد لصنع هذه اللفائف لأنه شفاف كالزجاج ولكنه لدن مرن يلتف وينتشر بسهولة”.
وقبل أن يختتم جرجي زيدان مقالته عن الصور المتحركة – بعد أن وصف بدقة آلة التصوير – شرح أسلوب العرض السينمائي، قائلاً: “… يجعلون هذه الآلة واللفافة فيها كما تُرى، ويضعون وراء النافذة من اليمين عدسة مكبرة، هي بالحقيقة جزء من الآلة. ويجعلون أمام النافذة من اليسار نوراً كهربائياً شديد اللمعان، يمرُّ قبل وقوعه على النافذة في محلول الشب، لكي تنفثئ حرارته. فإذا أرسلت النور على اللفافة فيها نفذها إلى العدسة المكبرة فينفرج ويتسع ظل الصورة الصغيرة فيقع على الحائط المقابل مكبراً كما يراه الناس. فإذا لم تدر الآلة فالصورة تبقى ساكنة كما تظهر بالفانوس السحري، أما إذا أديرت الآلة ومرّت الصور متتابعة مسرعة أمام النافذة، فإنها تكون كذلك على الحائط. والمدة بين ارتسام الصورة الواحدة وارتسام الأخرى 1/300 من الثانية كما تقدم، وهي لا تكفي لزوال الصورة الأولى من العين قبل ارتسام التالية فتتصل تلك الصور بعضها ببعض فتظهر متحركة”.
الخاتمة
أما ختام المقالة، فكان مفاجأة تمثلت بأن مجلة (الهلال) تتابع كل تطور يتعلق بالفن السينمائي؛ حيث إنها لم تكتف بنشر تفاصيل أول دار للسينما في القاهرة، بل واختتمتها بأحدث التجارب المتعلقة بالسينما، وهو الحديث عن تجارب لجعل الصور المتحركة تتكلم!!، وفي ذلك قالت، تحت عنوان (الصور المتحركة الناطقة): “يشتغل بعض العلماء الآن في اصطناع صور تتحرك وتتكلم في وقت واحد باستخدام السيناماتوغراف والفونوغراف معاً، فستأتي أيام نرى بها العالم وحوادثه رأي العين ونحن جلوس في غرفنا وذلك كله من معجزات هذا القرن”!
يتبع الحلقة الثانية والأخيرة