الباحث المصري “عبد الهادي يونس” ينال درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى عن رسالته: “المسرحية الشعرية النسوية فى مصر “
المسرح نيوز ـ القاهرة ـ إسلام نور
ـ
نال الباحث “عبد الهادى يونس صالح محمود مؤخرا ” درجة الدكتوراة بدرجة ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الآداب جامعة أسيوط والتي كانت بعنوان. (( المسرحية الشعرية النسوية فى مصر _ دراسة موضوعية فنية.))
وقد تكونت لجنة التحكيم من الدكاترة:
أ.د./ محمد عبد الحكم عبد الباقى ..رئيس قسم اللغة العربية بكلية الاداب _ جامعة أسيوط…
أ.د./ محمود علي عبد المعطى …استاذ بقسم اللغة العربية …ووكيل كلية الاداب سابقا…..جامعة اسيوط….
أ. د./ عبد المرضى زكريا خالد…استاذ ورئيس اللغة العربية بكلية التربية…جامعة عين شمس
أ. د. / دادود لطفى حافظ….رئيس الادب بكلية التربية.ًجامعة الازهر بأسيوط.
وقال اليباحث في بيان رسالته:
“كان اهتمام الباحثين والدارسين بالمسرح الشعري الذي أبدعه الرجل ، وظلت المرأة بعيدة عن ذلك الاهتمام ، ولعل هذا ما دفعني إلى تناول المسرحية الشعرية النسوية محاولا بذلك العثور على حلقة مفقودة من حلقات الدرس الفني للمسرح الشعري العربي .
ولم تكن المرأة الشاعرة بعيدة عن هذا اللون الأدبي الرفيع ، وإن كان إبداعها قد تأخر كثيرًا ، لكنها استطاعت أن تُخرج لنا إبداعًا متميزًا ، ومن هؤلاء الشواعر وفاء وجدي ، وجليلة رضا ، ونور نافع ، ونوال مهني ، وصفاء البيلي ، وشريفة السيد .
والمسرحية تستمد وجودها من الحياة ، ولا تخرج عن الواقع الإنساني ، وتقوم على مجموعة من العناصر الرئيسة كالفكرة ، والحبكة ، والصراع ، والشخصيات ، وكل هذه العناصر تتم صياغتها من خلال حوار درامي محكم ومتناغم .
وعلاقة المسرح بالمسرحية علاقة العام بالخاص أو بمعني آخر : المسرح شكل فني عام ، أحد موضوعاته أو عناصره النص الأدبي ( المسرحية ) ، كما أن النص لا يصبح مسرحية إلا بعد تقديمه علي خشبة المسرح ، وأمام الجمهور ، فالمسرح يضيف للكلمة المكتوبة الحركة والديكور واللون والتشخيص الحي ؛ لأنه تجسيد لشيء معنوي ، كما أن المسرح قادرعلى توصيل الشعر للجمهورعن طريق آخرغير القراءة لمن أراد أن ينعم بسماع الكلمة الشاعرة ، كما يُقدم الشعر مطعمًا بالصوت ، ومدعمًا بالصورة .
والفن المسرحي هو من أهم فنون الأدب ؛ تجسيدًا للحياة وتعبيرًا عنها في آن واحد ، والمسرحية الشعرية من الفنون الرفيعة التي تجمع بين فن المسرح بما يعنيه من رسم الشخصيات ونموها ، والصراع الدرامي فيما بينها ، وبين فن الشعر بموسيقاه وأوزانه وصوره وأخيلته ، وكتابة المسرحية الشعرية أمر ليس باليسير . ولا يستطيع أن يقدم علي فن المسرح إلا شاعرٌ متمكنٌ ذو مقدرة إبداعية كبيرة ، كما يُعد هذا الفن ” سجلا حافلا بالأحداث السياسية ، والتحولات الاجتماعية ، فظهرت المعاني وانعكست التحولات في معالجات درامية تدرجت من التسجيل الواقعي المباشر إلى التجريد والرمز ، والبعد الزماني والبعد المكاني ، وظلت منصة المسرح تدار لمناقشة قضايا الوطن ، وتجسدت على خشبته حياة فنان الشعب ؛ المتنوعة ، وطبقاته المتعددة “.
ويعدُّ أحمد شوقي في قمة الريادة في هذا المجال ، وإن كانت هناك محاولات سابقة عليه ظهرت مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي على يد مارون النقاش ، ويعقوب صنوع ، وسلامة حجازي ، ومحمد تيمور ، وكانت تلك المحاولات هي الدرب الأول الذي قاد شوقي إلى ما وصل إليه ، وسلك نهجه عزيز أباظة في مسرحه الشعري ، أما صلاح عبد الصبور فيمثل قمة التطور الحقيقي بعد شوقي ، ومن بعدهم أنس داود ، وعبد الرحمن الشرقاوي ، وفاروق جويدة ، وغيرهم من الشعراء الذين أجادوا في هذا الفن
د
* أسباب اختيار الموضوع :
ولقد كانت هناك دوافع وراء اختيار موضوع الدراسة ، منها :
– المسرحية الشعرية لدى المرأة المصرية لم تنل اهتمامًا نقديًا كافيًا ، على الرغم من وجود المرأة كمبدع في هذا المجال ؛ حيث أنتجت عددًا من المسرحيات الشعرية التي تستحق العناية والاهتمام ، تلك المسرحيات التي عبرت فيها المرأة عن ذاتها ، وقضايا مجتمعها .
– محاولة استقراء صورة المجتمع والكشف عن أبعادها ، والعلاقات الكامنة وراء اتجاه المرأة في التعبير الإبداعي ، وخاصة في المسرحية الشعرية التي لم تتناولها أقلام النقاد بالبحث أو الدرس .
– يرمي هذا البحث إلى الكشف عن الدوافع الكامنة وراء اتجاه المرأة للتعبير الدرامي وخصوصًا أن هؤلاء الشواعر كان لهن إبداع متميز في مجال الشعر ، تناولته أقلام النقاد بالدراسات الأكاديمية فاتجه البحث للكتابة الدرامية ، وذلك باعتبار الإبداع الدرامي للمسرح من مجالات الإبداع التي تأخر اشتراك المرأة فيها ليس في مصر فقط ، ولكن على المستوى العالمي .
– يحاول هذا البحث أن يجاوز النظرة الأحادية التي سادت في الدراسات بتركيزها على إبداع الرجل ، وهو الأمر الذي لا يعد مقبولا ، بعد أن أصبح في الثقافة العربية وجه آخر تمثل في إبداع المرأة ، وخصوصا أن هذه التجربة الإبداعية للمرأة تجاوز نصف قرن من الزمن مما يجيز دراستها وإخضاعها للبحث الأدبي .
– يفرز هذا البحث دور المرأة المبدعة العاشقة لوطنها ، المعبرة عن همومها من حيث ضغوط الرجال ، والحياة الاقتصادية ، والبيئة الاجتماعية، والحب ، والزواج ، والإنجاب ، والحرية ، والعدالة.
* الدراسات السابقة :
ولم تكن الدراسات التي كٌتبت حول المسرح الشعري كثيرة ، وخاصة ” المسرحية الشعرية عند المرأة ” ؛ نظرًا لندرة الكتابة حول المسرح الشعري لدى الشعراء المحدثين ، وعلى الرغم من ذلك فإن عددًا من الباحثين تناولوا بأقلامهم المسرح الشعري ، ومن بين تلك الدراسات :
دراسة الدكتورة / سامية حبيب بعنوان ” مسرح المرأة في مصر ” دراسة تاريخية اجتماعية فنية جاءت حول إبداع المرأة في مجال الدراما النثرية ، وسعت إلى الكشف عن الدوافع الكامنة وراء اتجاه المرأة في التعبير الدرامي ، وركزت الكاتبة على استقراء صورة المجتمع والكشف عن الأبعاد والعلاقات المتشابكة وفقا للكتابة الدرامية التي أنتجتها المرأة بخيالها الخصب ، ومدى ارتباطها بالسياق الاجتماعي الذي عاشته البلاد ، وخصوصا في مطلع الخمسينيات ، فكان اهتمام الكاتبة بالمبدعات في مجال الدراما النثرية .
منهج الدراسة :
أما المنهج الذي اتبعته في دراستي فهو ” المنهج الوصفي ” وأعني به توصيف أعمال الشواعر المصريات في هذا المجال ، ويندرج تحت ذلك تحليل وتقويم لما سأعرضه منها في مسرحهن الشعري ، وكان وراء اختياري للمنهج الوصفي قناعة بمدى التأثير الذي يتركه الزمن على الفن والظواهر الأدبية ، والشخصيات المبدعة وأسلوبها ، الأمر الذي يساعدنا على قياس درجات التطور في ضوء المقاييس النقدية ، وتعد البحوث الوصفية خطوة أولية ضرورية ، وفي بعض الأحيان الطريقة الوحيدة التي يمكن استخدامها لدراسة المواقف الاجتماعية ، ومظاهر السلوك الإنساني ، وقد أدى المنهج الوصفي إلى تطور كثير من أدوات البحث ، كما أمدنا ببعض الوسائل لدراسة الظواهر التي لا تستطيع بعض الطرق الأخرى دراستها .
أهمية الدراسة :
ترجع أهمية الدراسة إلى أنها تعد المحاولة الأولى – في حدود معرفة الباحث – التي تعتني بدراسة المسرحية الشعرية عند المرأة المصرية ، في محاولة لترسيخ دعائم المسرح الشعري ، وخصوصًا أن هذا اللون من فنون الأدب هو أعمقها تعبيرًا عن حياة الإنسان ، وأقدرها إبحارا في أعماق النفس البشرية . وتنوعت تلك المسرحيات وتعددت مصادرها التراثية من مصادر شعبية ودينية وأدبية وتاريخية .
محتويات الدراسة :
بدأت الرسالة بالمقدمة وتناولت هدف البحث وأهميته والمنهج الذي اتبعته ، والصعوبات التي واجهتني ثم حوت تمهيدا وستة فصول ، أما التمهيد فتحدثت فيه عن نشأة المسرح وتطوره ، وظهور المسرح عند العرب ، والمسرحيات الشعرية عند المرأة المصرية .
وتناول الفصل الأول قضايا المسرح الشعري النسوي ، متمثلة في البعد الاجتماعي وقضايا المرأة ؛ حيث عبرت فيه الشاعرة المصرية عن القهر الاجتماعي ، الذي يعيشه أبناء الوطن ، ثم البعد السياسي ، من حيث أحداث العدوان الثلاثي ، وصمود أبناء الشعب المصري في مواجهة هذا العدوان وتحقيق النصر ، وإبراز دور المرأة في تلك الأحداث ، ثم أحداث النكسة ، وانتصار أكتوبر العظيم .
ولم تكن القضية الفلسطينية بمنأى عن تلك القضايا التي تناولتها المرأة في مسرحها الشعري بل كان لتلك القضية اهتمام خاص حيث أدانت الشاعرة المصرية جرائم القتل ، والمذابح الجماعية ضد القرى والمخيمات العربية في فلسطين ، وسرقة الأرض واغتصابها ، ولكن هذا المسرح الشعري لم تخيم عليه أجواء اليأس والهزيمة ، فهو دائما يشع بالأمل في الانتصار المحتوم
أما الفصل الثاني فتناول المصادر التراثية في المسرحية الشعرية النسوية ؛ حيث تحاول هذه الدّراسة أن تستكشف الجوانب الفنية والدلالية في المسرحية الشعرية ، وخاصة تلك التي لها علاقة بظاهرة توظيف التراث ، حيث أخذت علاقة النص المسرحي مع النص التراثي شكل العلاقات المتبادلة ومن تلك المصادر : المصدر الشعبي ، معتمدة فيه على بعض الأساطير ، ثم استلهام التراث الديني ؛ حيث التأثر بالقصص الديني . أما المصدر الثالث فيتمثل في المصدر التاريخي ، حيث لجأت الشاعرة المصرية إلى التاريخ تستقي منه مادتها الأولية .
وتناولت في الفصل الثالث البناء الدرامي في المسرحية الشعرية النسوية ، من حدث ، وحوار وشخصية وصراع ثم الإضاءة والديكور أي ( النص الموازي ) .
ويبحث الفصل الرابع في التصوير الدرامي ، وأثر هذا التصوير على الدراما الشعرية ، وصورة المحبوبة ، والصورة الشعرية الرمزية .
وفي الفصل الخامس تأتي الظواهر الموسيقية المميزة للمسرح الشعري النسوي .
وتناولت في الفصل السادس المعجم الشعري ، والتراكيب اللغوية ولقد قمت بدراسة إحصائية حول المعجم الفني للشواعر المصريات في مسرحهن الشعري ، وقسمت هذا الإحصاء إلى حقول دلالية ، وكان من أبرزها معجم ألفاظ المرأة ، ومعجم ألفاظ الأسماء والصفات ، ومعجم ألفاظ الحب والرغبة والخوف – معجمم ألفاظ الجسد والزينة .