حوارات
المخرج الشاب “محمد علام”: أتمنى أن يُعرض “العطر” في جميع مسارح مصر والعالم العربي
المسرح نيوز ـ القاهرة ـ حاوره: كمال سلطان
ـ
يحرص المخرج الشاب محمد علام على اتقان أعماله الفنية إلى أبعد الحدود فيستطيع أن يصل إلى قلوب الجماهير وينال إعجاب النقاد على حد سواء وهو ما استطاع أن يفعله ببراعة فى عرضه المسرحى الجديد “العطر” الذى يقدمه حاليا على خشبة مسرح الطليعة ورفع المسرح خلال جميع ليالى عرضه لافتة “كامل العدد” ويتناول العرض معاناة أكثر من خمسة ملايين إنسان من الصم وضعاف السمع فى مصر . وفى هذا الحوار الخاص فتح محمد علام قلبه لقراء “المسرح نيوز” وحكى لنا عن تفاصيل عرضه الجديد وأشياء أخرى ..
* كيف جاءتك فكرة “العطر” لأول مرة؟
** القصة بدأت معى منذ حوالي ثلاث سنوات عندما كنت أسير بشارع فيصل الرئيسى وشاهدت أحد الصم يتحدث فى تليفونه المحمول مكالمة بطريقة “الفيديو كول” وكانت هذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها أحد هذه الحالات فظللت أراقب حركاته وهو يتحدث عن طريق الإشارة فقررت أن أتعرف عليهم وقمت بعمل سيرش على الانترنت لأكتشف أن عددهم فى مصر من المسجلين لدى الحكومة خمسة ملايين شخص بخلاف من يقيمون بالعشوائيات وغير مسجلين.
* وهل كانت هذه هى الشرارة التى دفعتك لكتابة عرض “العطر”؟
** فى البداية فكرت فى لماذا لا يكون لديهم قناة فضائية خاصة بهم يقدم لهم من خلالها برامج وأعمال درامية خاصة بهم فعرضت الأمر على أكثر من منتج لكنهم تخوفوا من الأمر واعتبروه مغامرة غير مأمونة العواقب فتوقفت قليلا حتى خطر على بالى منذ ستة أشهر تقديم عرض مسرحي يتناول مشاكل الصم وضعاف السمع عله يكون مدخل لتعريف الناس بمطالبهم المشروعة ، وبفضل الله تعالى وفى أول ليلة عرض حضرت صحفية اسمها مروة منعم ووالدها وهو رجل أعمال وتحمس جدا لتلبية أحد مطالبهم وهو إصدار جريدة ورقية خاصة بهم والحمد لله تم توقيع عقد الجريدة هنا فى المسرح وتم إطلاق موقع اخبارى وتمت تسميته “العطر” وهو اسم المسرحية وهذا الأمر يحدث لأول مرة في العالم ، وهو ما دفعنى للتفكير فى وجود معهد تمثيل خاص بهم أو مسرح خاص ينتج عروض خاصة بهم ، كما أفكر فى كتابة فيلم سينمائي يشتركون فى بطولته .
الزميل كمال سلطان مع المخرج محمد علام أثناء إجراء الحوار
* وماهى الصعوبات التى واجهتك أثناء تعاملك مع أبطال العرض من الصم ؟
** لم أجد أى صعوبات فى التعامل معهم فهم يتميزون بالذكاء الشديد ، وقد اعتمدت على مترجم لغة إشارة فى البداية حتى أصبحت أتعامل معهم مباشرة وبدون وسيط وما سهل الأمر هو ذكائهم واستيعابهم السريع ، فمعي شاب اسمه سيف صلاح الدين أعتبره نجم العرض.
وكذلك مادونا التى تتمتع بخفة دم كبيرة وكذلك آية كوميديانة جميلة وصفوت كوميديان رائع وكلهم على مستوى متميز جدا.
* هل كنت تتوقع هذا الحجم من الاستقبال النقدي والجماهيري الكبير؟
** بصراحة كنت أتوقع أن يكون الإقبال محدودا نظرا لأن الناس كانت متوقعه أن يكون العرض مدرسي ومباشر بشكل كبير ولكن الحمد فوجئت بردود فعل مرعبة نظرا لأنهم شاهدوا عرضا متكاملا فى كل شييء ووجدوا أننا نعرض مطالب الصم بصورة درامية وغير مباشرة وأنا أتمنى تدريس لغة الإشارة فى المدارس فمثلما نتعلم اللغات الأخرى للتعامل مع الأجانب فهؤلاء أولى بأن نتعلم لغتهم.
* وهل سيتم استئناف العرض عقب انتهاء فعاليات المهرجان القومي للمسرح؟
** نعم بالتأكيد ، سيتم استئناف العرض فقد قدمنا 12 ليلة وأتوقع أن يستمر العرض لفترة طويلة ونقوم بجولات فى كل محافظات مصر والعالم.
* هل أخذك الإخراج من التمثيل خلال الفترة الماضية؟
** هذه حقيقة ، وهو أمر يضايقني جدا نفسيا حيث أن كل المخرجين أصبحوا يرونني مخرجا وليس ممثلا وهناك فكره سائدة بالخوف من ترشيح مخرج فى دور ما حتى لا يتدخل فى تفاصيل الدور ، لكن فى عروض مسرح النهار بدأوا يستعينون بى كممثل . * ماهى أهم الأعمال التى تعتز بالمشاركة بها؟
** أعتز بمشاركتي فى بدايتي فى عرض مسرحي بعنوان “أطياف حكاية” وهذا العرض كان سبب دخولي المعهد ، كذلك فيلم “سعيد كلاكيت” وهذا الفيلم كان أول سيناريو لى فى السينما تلاه فيلم “خطة بديلة” لخالد النبوى ، كذلك عرض بعنوان 3D” ” قدمته على مسرح الطليعة خلال العام الماضى، والحمد لله حقق صدى كبير جدا جماهيريا ونقديا ،
كما أعتز بعرض “أحدب نوتردام” وعرض قدمته فى المعهد بعنوان “طقوس” تجولت به فى أكثر من دولة ونلت عنه العديد من الجوائز وأخيرا عرض “العطر” الذى أعتبره احدث أبنائى.
* على ذكر الجوائز .. ماذا تعنى لك الجوائز والتكريمات؟
** والله ماهى إلا دافع للفنان للاستمرار وتقديم الأفضل ، ونحن لدينا مشكلة أننا نتذكر تكريم الفنان بعد رحيله وهى مشكلة قديمة عانى منها الريحانى واسماعيل ياسين .. فنان بحجم عادل امام رمز من رموز السينما والمسرح بمصر والعالم العربى لماذا لا يتم تكريمه بالشكل اللائق وهو على قيد الحياة وكذلك الفنان محمود ياسين ربنا يديهم العمر والصحة جميعا.
* مالذى ينقص المسرح المصرى للوصول إلى المستوى العالمى؟
** الثقافة، البعد عن “الاكليشيهات” والتكرار والحرص على الاختلاف ، المستوى الأكاديمى حيث أصبح ينقصنا وجود كوادر أكاديمية جديدة من خريجى المعاهد وقسم المسرح بكليات الآداب ، ويجب أن ننتبه إلى أن بعض البلدان العربية سبقتنا بمراحل رغم أننا الرواد فى مجال المسرح.