شهدته الطبعة التاسعة من مهرجان المسرح العربي.. مناقشات لفتح آفاق عربية ملتقى المسارح الجهوية: استشراف المستقبل
المسرح نيوز ـ وهران | نسرين أحمد زواوي
ـ
شهد مهرجان المسرح العربي في طبعته التاسعة المنعقدة بمدينتي وهران ومستغانم، تنظيم ملتقى خاص بالمسارح الجهوية بالجزائر تحت شعار تحت شعار “فتح آفاق عربية للمسارح الجهوية الجزائرية”، شارك فيه عدد من مدراء وممثلو المسارح الجهوية.
افتتح “محمد يحياوي” مدير المسرح الوطني أشغال الملتقى الذي احتضنتها قاعة المحاضرات بفندق “الميريديان”، وتطرق “يحياوي” في كلمته إلى تجارب المسارح الجهوية بالجزائر وإلى المراحل التاريخية التي مر بها المسرح الجزائري منذ نشأته سنة 1921 إلى غاية الاستقلال 1962، وأكّد أنّ المسرح الجزائري بقي محافظا على مهمته التي قام بها قبل الثورة التحريرية والمتمثل في التعريف بالقضية الجزائرية للرأي العام العالمي.
وفي سنة 1970، أصدرت الحكومة الجزائرية قرارها المتعلق بإنشاء مسارح جهوية في كل من وهران، قسنطينة، سيدي بلعباس، وعنابة، لتنتج هذه المسارح أهم الاعمال التي صنعت تاريخ ومجد المسرح الجزائري منها مسرحية “الأقوال” ، “الاجواد”، “التفاح”، “خادم السيدين”، “السوسة” ، “هذا يجيب هذا”، “الجثة المطوقة”، “صاحب النعل المطاطي” وغيرهم من العروض.
وفي سنة 1985 تم تأسيس مسارح جهوية جديدة على غرار بجاية، باتنة، تيزي وزو، سكيكدة، سوق أهراس، معسكر، العلمة، بسكرة والجلفة.
وبخصوص المسارح الجهوية، أكد “يحياوي” على طابعها كمؤسسات تحمل طابع صناعي وتجاري، وتتولى مهمة انتاج وتوزيع الاعمال المسرحية، كما أنها تلعب دورا هاما في التنظيم والمشاركة في المهرجانات الوطنية والدولية، كما أنها فتحت الباب لفرق مسرحية عربية كثيرة ولمخرجين عرب على غرار المخرج العراقي “جواد الأسدي” والراحل “محمد قاسم”.
دفع الحركة المسرحية
أكد “امحمد عقيدي” مدير مسرح أم البواقي الجهوي أنّه منذ تأسيس المسرح الجهوي ام البواقي وهو يراهن على انشاء حركة مسرحية ذات أسس أكاديمية تفتح نافذة للشباب الموهوبين في كل المجالات، وهذا قصد اعطائه المكانة اللائقة به وجعله يلعب دوره التوعوي والتثقيفي داخل المجتمع الذي يعد المسرح بأشكاله تعبيرا عن واقعه والامه وطموحاته.
وأحال “عقيدي” على أنّ مسرح أم البواقي عرف عدة تجارب مسرحية في مجالات الكتابة، التمثيل، والاخراج، تجلى عملها في انتاج موزيك فني متنوع، ومن أهم ما قدمه “مسرحية افتراض ما حدث فعلا ” للكاتب العراقي “عبد النبي الزايدي” وتحصل بها على جائزة أحسن عمل متكامل في المهرجان الوطني للمسرح المحترف (2012)، بالإضافة إلى أعمال أخرى اختير نصوصها من (الريبرتوار) العالمي منها مسرحية “حالة حصار” لألبير كامو”، ومسرحية “إلكترا” لـ “سوفوكليس”، وكل هذه الأعمال المنجزة – يضيف عقيدي – تندرج في اطار التكوين واكتشاف مهارات وتقنيات في المجال المسرحي.
ولمواكبة التطورات التكنولوجية الحاصلة، أكد المتحدث أنّ مسرح أم البواقي يعمل على البحث في ايجاد آليات وتقنيات جديدة تواكب هذا العصر الرقمي، وذلك للاطلاع على التجارب العالمية، قائلا” الإبداع فعالية انسانية هدفها التغيير والتجديد والتجاوز أي بمعنى انتاج علاقات انسانية تتجاوز الحدود الجغرافية والاقليمية ولاكتساب رؤى وآفاق جديدة في النص والتمثيل والاخراج وهندسة المناظر والأزياء والموسيقى والتشكيل.
وأضاف “عقيدي” أنّ المسرح ظاهرة ابداعية بالدرجة الاولى ينبثق من الواقع الاجتماعي ويتغذى من اللاوعي الجماعي، ولهذا من اللازم أن ينطبع بقوانين المجتمع ومستجدات الراهن فتؤثر فيه وتتأثر به وفق علاقة تفاعلية تبادلية”.
وفيما يتعلق بدور المسارح الجهوية في تحقيق التواصل مع مختلف المؤسسات الثقافية والتربوية والجامعة، أكد المتحدث على أنّ المسرح يعمل على خلق فضاء للتواصل بين المسرح والأدب في اطار سوسيو ثقافي ينطلق ذلك من وعي الذات إلى وعي الاخر، واعتبر “عقيدي” انفتاح مسرح أم البواقي على مستجدات العصر، خطوة هامة للتعبير عن قضايا المجتمع بطريقة فنية جمالية تحقق جمالية التصوير، وفي الأخير دعا مدير مسرح أم البواقي إلى ضرورة تفعيل النقاش المسرحي لاسيما وأنّ فن المسرح اليوم في الجزائر يشهد انتعاشا ملحوظا من خلال المهرجانات المسرحية المختلفة والملتقيات.
الأولوية لتكريس التكوين
بدوره، رأى “سفيان عطية” مدير مسرح العلمة الجهوي، أنّ أدوار المسارح الجهوية يكمن في ابراز الطاقات الشبانية الموجودة على مستوى المسارح والعمل على تكوينها أكاديميا وفنيا وذلك من أجل صقل مواهبها ورفع مستواها الفني لكي تكون حاضرة في الساحة الثقافية بشكل يليق بمستوى المسرح الجزائري، مشيرا إلى أنه يعمل رفقة طاقمه في البحث عن الآليات التي يمكن من خلالها تفعيل الحركة المسرحية بصفة خاصة والحركة الثقافية بشكل عام في مدينة سطيف.