الناقدة أمل ممدوح تكتب: “إيكوس “.. عتق العيون المفقوءة
المسرح نيوز ـ مقالات | القاهرة
بقلم ـ أمل ممدوح
ـ
قد يورث تحديق العيون من أجل اليقين الشك؛ كما قد يهب التحديق بالخيال في الشك اليقين ، فالخيال يضيف للواقع أحيانا أسبابا أكثر منطقية وأكثر ارتباطية وعمقا لحوادث جوفاء مرتبكة بخلل لحظي ، ويصيغ الواقع بشكل أكثر اتساقا والحقائق بشك أكثر تفنيدا وامتدادا وحرية،
نلمس ذلك في ” إيكواس ” مسرحية الكاتب المسرحي الإنجليزي بيتر شافر (1926 – 2016) والذي لاقت أعماله المسرحية نجاحات كبيرة أغلبها في أمريكا وعرضت أعماله على مسرح ” برودواي ” وكان من أولها مسرحية ” أرض الملح ” عام 1954 التي عرضت على تليفزيون ” بي بي سي ” لمدة أربعة سنوات ، ومسرحية ” تمرن الأصابع الخمسة ” عام 1959 وهي مسرحية عاطفية عن الطبقة الوسطى ، كما له مسرحيتين عام 1962 هما ” العين العامة ” و ” الأذن الخاصة ” وهما عن الغزو الإسباني لإمبراطورية ( الأنكا ) ، إضافة إلى مسرحية ” البحث الملكي عن الشمس ” التي عرضت في مهرجان ” تشيتشستر ” عام 1964، وهناك مسرحيتي “الكذبة البيضاء ” و” الكوميديا السوداء” اللتان عرضتا عام 1967، و” إيكواس “عام 1973 ومسرحية ” أماديوس”عام 1981 وغيرها من مسرحيات حاز عنها الكثير من الجوائز والدرجات الشرفية ، وقد عرف شافر بالتنوع في مواضيع مسرحياته التي حظيت بالتقدير والمدح والتصفيق الشعبي . أما مسرحيته التي نحن بصددها ” إيكواس ” التي كتبها عام 1973 وعرضت على المسرح الوطني عام 1973 فقد حازت على جائزة ” توني ” لأفضل مسرحية عام 1975 بالإضافة إلى جائزة دائرة نقاد الدراما في نيويورك وثلاثة جوائز مسرحية رئيسية أخرى , ممتدا عرضها لأكثر من ألف مرة على مسرح برودواى ، لتعرض أخيرا من جديد على برودواي ببطولة “دانيال رادكليف” بطل سلسلة أفلام ” هاري بوتر”.
من حادثة عابرة صاغ شافر مسرحيته الرمزية ” إيكواس ” بأبعاد وأعماق مغايرة لتفوق بخيالها حدود الحادث الواقعي الذي استلهمها منه حيث كتبها إثر حادثة سمع بها عن قيام فتى يبلغ 17 عاما بفقأ عين ستة من الخيول ، فلم يسع شافر لمعرفة المزيد من التفاصيل بل شرع بوحي من الواقعة في كتابة مسرحيته التي أسماها ” إيكواس ” وهي كلمة لا تينية تعنى الحصان ، فيها صاغ الظروف الاجتماعية والنفسية المحيطة كما تخيلها للفتى والمبررات النفسية والعقلية وحملها نقدا اجتماعيا عميقا بشكل نفسي حتى أخرج هذه الرائعة ذات الفصلين التي نال عنها العديد من الجوائز وقدمت في فيلم سينمائي بريطاني أمريكي عام 1977 من إخراج سيدني لوميت ، لتقدمها فرقة فصر ثقافة السنبلاوين في الدورة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح على خشبة مسرح مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا بعنوان ” إيكوس الحصان ” دراماتورج وإخراج وإضاءة فريد يوسف .
” إيكواس ” للأسف تعد من المسرحيات نادرة العرض والاختيار على مسارحنا رغم عمقها النفسي ونقدها الاجتماعي والإنساني الهام ، هي دراما نفسية اجتماعية تعتمد أسلوب اللغز البوليسي المشوق من خلال بحث الطبيب النفسي ” مارتن ديسارت “عن أسباب عقدة مريضه ” آلان سترونج ” وذلك بعد أن عهدت إليه هيئة المحكمة من خلال قاضي المدينة ببحث حالة هذا الفتى المتهم بفقأ عيون خمسة من الخيل في اسطبل ( كما جاء عددهم في العرض المسرحي) بمسمار ضخم ، ويبدو من الحوار أنها ليست المرة الأولى التي تعرض فيها هيئة المحكمة عليه النظر في حالة ، يحاول الطبيب الاعتذار محتجا بكثرة مرضاه لولا إلحاح من القاضي يؤدي لقبوله ، هذا الإلحاح عرفنا مدى مهارة هذا الطبيب الذي تلجأ له المحكمة دوما ، وبلقاء الطبيب بمريضه ينجذب مستغرقا لفك شفرة مرضه وتتبع ما أوصله لحاله الغريب وجريمته الأغرب .. ” آلان سترونج ” هذا الفتى الذي لا يجيب على أسئلته إلا بأجزاء من أغاني إعلانات استهلاكية بمصاحبة آلة هارمونيكا ، ليتسرب شعور بأنك أمام طفل شديد التعلق والانغماس في عالمه الطفولي المتعلق بالتليفزيون ، لتشير هذه الومضة بذكاء لتوقفه عند طفولته التي لم يغادرها في الحقيقة الطفل فيه؛ فهناك طفل حبيس نفسه يعاني ما يعوقه عن مغادرة سالمة لطفولته التي يبدو جليا فيها تعلقه بمشاهدة التليفزيون ، بذلك تبدأ ملامح عالمه السحيق في الظهور ويبين توحده معه الذي يشير لوحدة عميقة وغربة اجتماعية ونفسية وفكرية ..كل ذلك قدمه المشهد ببلاغة بناء وحوارا وأداء .
يبدأ صخب حيرة في نفس مارتن تتساءل عن مدى رضا ضميره الإنساني عن معالجة مثل هذه الحالات متسائلا ؛ هل معالجتها تقربها للراحة أم تسلمها لعذاب كبير ؟ تنامى هذا السؤال خاصة في أعقاب حلم رأى فيه أنه يقطع أمعاء أطفال في طقس للتضحية .. فهل تراه ينقذهم بالتضحية بهم ؟ هل يعذبهم لتقديمهم قرابين ؟ أجزعه هذا المنطق الذي أدخل لنفسه الخوف والشك ؛ فالمرض قد يكون وسيلة عتق ونجاة وحيلة هروب من حقيقة وواقع شديد القسوة أو مواجهة مهلكة بل إنه قد يكون طريقا لسعادة لن تحققها الإفاقة، ولد هذا السؤال صراعا داخل نفس مارتن تماس مع صراع آخر داخله فبدأ في مصادقة مريضه والنفاد إلى عالمه في هيئة لعبة من خلال لعبة تبادل الأسئلة ليبدأ بها آلان مواجهة ندية مع مارتن تثير ما ركد في أعماق الأخير وتعيد استكشافه لذاته ومواجهته بما واراه فيها وبرغباته الحقيقية التي فرض واقعه دفنها للتعايش؛ فمارتن يحيا غربة عميقة فهو غير سعيد في حياته الزوجية ، بل يشعر أن مكانه ليس في عالمه هذا بل في معبد يوناني تحلق معه روحه وتسمو بعيدا ، ومن خلال تبادل الأسئلة بين الاثنين يظهر مدى انفصال كل منهما عن ذاته بنفس ضالة مغتربة وإن كان أحدهما في صورة مريض والآخر في صورة طبيب يعالجه ، ليحيلنا هذا لقيمة معرفة الذات وعبارة سقراط الخالدة ” إعرف نفسك ” حيث الضلال عنها شديد القرب حتى للعارفين .
تستمر رحلة البحث وتفكك اللغز بتراكم المعلومات ، فيزور مارتن والدي آلان ويتحدث مع كل منهما منفردا لنلحظ تضادا كبيرا بين شخصيتيهما وأفكارهما نفهم حجم الصراع الحاد الذي تولد عنه في نفس آلان ؛ فالأب شيوعي لاديني بل إنه يرى الدين أفيون الشعوب وسبب التخلف ..هذا الشيوعي قام بمنع آلان في صغره من مشاهدة التليفزيون الذي كان يعشقه ، أما الأم فشديدة التدين لحد التطرف نراها في العرض ترتدي ملابس قاتمة ، كانت تساعد آلان على رؤية التليفزيون وهو ما يثير حيرة وشعورا بالتناقض لكن شافر كان يقصده ؛ فذلك الأب الثائر على الرفاهية وعلى الدين كان وجها لتطرف مواز للتطرف الديني يفضي لكبت ..فأفكاره المتعصبة كانت أفيونه الخاص بينما يجزم بأفيون واحد .. وبينما تبدي الأم رحمة تُشرب طفلها تطرف أفكارها من جهة أخرى .. فكأن الدين والسياسة وجهان متوازيان هنا لتبقى الأفكار للكبار أما النتائج وحدها يحصدها الصغار؛ فخيال الطفل الساعي للتنفس سينقش مما أكره عليه عالما مختلفا .. فبينما دأبت الأم بحرص أن تروي لآلان حكايات يومية من الكتاب المقدس خاصة تلك القصص التي تدور حول الحصان ” إيكواس” ، شق بخياله بداية ميله للحصان الذي تدعم كذلك بأفلام رعاة البقر واهتمام جده لأمه بالخيل ، في الوقت نفسه الذي كانت الأم أيضا تضع صورا مقدسة في سريره عند قدميه ليراها أمامه فاستبدلها الأب اللاديني الغاضب حين رآها بصورة حصان ؛ لينشىء الطفل مزيجه الخاص المرضي من هذا التضارب المتطرف والصراع بين الطرفين أو التطرفين الذي كان الحصان حلقته الشكلية المشتركة ، لتستبدل تلقائيا صورة الإله المنزوع في عيني آلان طفلا بالحصان ، فأحبه كإله يتوق إليه حيث كانت قصصه كل متعته ، لكن خوفه ورهبته منه ظلا أكبر ، وبدافع من الخوف والحب والكبت معا شغل الحصان عالمه الصغير لتنبت بتعقيد ما رغبة جنسية تجاهه تعمد العرض الاكتفاء بالإيحاء بها لا التصريح ، فأما الكبت الذي بدأ بالمنع من مشاهدة التليفزيون منتهيا بمنعه من ركوب الحصان فقد حول الأمر من رغبة بريئة كان يمكن تغذيتها إلى رغبة غير سوية تتعدى البراءة ، ربما إن كانت لبيت من قبل لما كبر الأمر داخله حد الافتتان بالحصان .. بل الافتتان الجنسي ، فكل ما وصل إليه آلان يشير بأصابع الاتهام للتطرف من الجانبين ، ورغم كل هذا الحب من آلان للحصان فإنه لم يكن متاحا له ركوبه بل كان ينظف روثه ، فقد كان عاملا في الإسطبل .
تجنب العرض كل الإشارات الجنسية الواضحة ولم يبرز رغبة آلان الصريحة تجاه الحصان ولكنه ألقى بإيحاءات قد تكون كافية لاستنتاج ذلك وأن الأمر غير سوي ، بالإضافة لحذف علاقة آلان ب “جيل ” الفتاة التي كان يميل لها وهي أيضا في النص الأصلي لشافر فحذف دورها والتي إثر محاولة لممارسة جنسية معها في النص الأصلي رأى عيون إيكوس تحاصره وتعوقه عن ممارسة طبيعته السوية وتشعره بالذنب ومن هنا فقأ أعين الخيل التي رأت روحه الحقيقية المتوارية ، فحذف فريد يوسف دراماتورج ومخرج العرض دور الفتاة جيل وجعل آلان يفقأ عيون الخيل كي لا ترى قبح العالم ولتهرب من ذل ركضها في رهانات السباق وذلك من خلال مونولوج شديد التوفيق كتابة وإخراجا وأداءا على لسان آلان في نهاية العرض ، فقد غير جزئيا في رؤية العرض بشكل جعل القضية أكثر عمومية إنسانيا إلا أنه أيضا في الحقيقة خرج بالعقدة عن مسارها الأكثر منطقية واتساقا، وقد عضد هذا التغيير بمحاولة توفيقية جيدة بالموقف الأخير للطبيب مارتن والذي يبدو كمن خرج من كهف سحيق ووصل للرغبة في السلام مع نفسه غير عابء بالعالم مقررا هنا فقأ عينيه كي يشعر بالحرية ويرى طريقه ، فجاء اختلاف رؤية الدراماتورج منحصرا في فكرة النهاية فقط بينما تطابقت رؤيته مع النص الأصلي في كل ما سبق النهاية ، إلا أنه صاغ نهايته التوفيقية المتحاشية للاصطدام بالمحظورات الاجتماعية التي رآها بشكل ظل مقنعا موفقا لم نشعر بوضوح باختلاف تناغمها أو بأنها مقحمة دخيلة .
يبرز في العرض الصراع النفسي بين الأبولونية العقلانية الملتزمة نسبة لأبولو إله الشعر والموسيقى الإغريقي وبين الديونيسية الشهوانية الجامحة نسبة إلى ديونيسيس إله الخمر والمجون ، وذلك لدى كل من آلان بشكل أساسي المحاصر بين رغباته الجامحة وبين اللائق والديني والشعور بالصلاح ، والطبيب مارتن الذي يشعر بالانتماء لمعبد يوناني أسطوري يهرب إليه أكثر من واقع متعقل مسؤول يقيد به ، ليصبح الاختيار بينهما والسعي لحسم الصراع يبدو وجوديا ، وباختيار الطبيب المنوط به معالجة آلان ومن مثله لحريته لحد فقأ عينيه يكون العرض قد اختار أن تكون ما تكون ولتفقأ عين العالم وهي رؤية واعية لها منطقها الفلسفي الموفق .
استخدمت في العرض أجساد الممثلين للتعبير عن الخيول فبدوا في هيئة جسد بشري عاري الصدر بسراويل سوداء مع رأس حصان أبيض ، ليعطي هذا الاستخدام تعبيرا مزدوجا يعبر في أحد وجهيه عن حلم آلان بأن يكون عاريا حرا متحررا من القيود مثل حصان بلا لجام ، مع كون هذه الخيول لها وطأة البشر بعيون حصان تحاصره ؛ عيون الحصان التي تمثل له في الحقيقة عين الإله كما هي عيون “إيكواس” التي رافقته منذ طفولته و”ناجت” حصانه الأقوى والمفضل في الإسطبل ، هذه العيون التي ترهقه وتربكه ويضيق بها رغم عشقه للحصان ، وهكذا فإن التشكيل الجسدي كان في بعض المشاهد جزءا من السينوغرافيا بالإضافة إلى الأجزاء المادية للديكور الذي نجده متقسما لجزئين أحدهما واقعي أمامي يشتمل على مكتب الطبيب مارتن يمين المسرح وشيزلونج المريض في يسار المسرح وجزء آخر رمزي تجريدي خلفي أعلى درجة حيث نجد على خلفية بيضاء صورة وجه كبير لحصان بشكل منفرد يتوسط الخلفية بالأسود بشكل مرسوم غير مجسد واقعي ولا ملون بل مفرغ مكون من خطوط خارجية لأهم معالمه مع عينين كبيرتين تضاءان بالأحمر من آن لآخر حسب المواقف الدرامية وذلك على خلفية بيضاء ، مع وجود قضبان سوداء على شكل نصف دائرة على الأرض تعبر عن الحصار النفسي والكبت ومكعبين أسودين في كل جهة لا يتحركان معبران عن الجمود ، ملاحظين انحصار ألوان الديكور والملابس بين اللونين الأبيض والأسود حتى ملابس الطبيب مارتن الذي كان يرتدي اللون الأسود والمريض آلان بملابسه البيضاء والسوداء معا كانقسامه النفسي ومن الجميل اكتاف وقوفهما نفسيا في نفس المنطقة رغم تضاد الألوان ، وحتى القاضي والأم ذات الملابس السوداء باستثناء الأب الي كان قميصه أحمرا استثناء للتعبير عن شيوعيته وكان الأفضل انضمامه لمنظومة الأضداد اللونية الموفقة خاصة أنه جزءا أساسيا من أزمة آلان مع التطرف ، لكن يبقى اختيار التضاد بشكل عام مناسبا للتعبير عن مشكلة آلان مع التطرف وحرمانه من منطقة بينية أو لونية ، وهو تصميم شديد التوفيق والتميز لمصممة الديكور آية إسلام .
أما الموسيقى التي أعدها محمد صلاح فقد ناسبت مناخ العرض النفسي وعالم النفس الإنسانية وعمقها فجاءت كالدفقات الهادئة الحذرة التي لا تقطع اندماجا ولا تشوش استغراقا ، بل مصبوغة بصبغة ما تعبر عن العرض دراميا بما فيه من حالة استكشافية تفكيكية تنساب للداخل لم يعبها سوى طغيانها على الحوار في بداية العرض ، ورغم صعوبة موضوع العرض وتعقد فكرته وعمقها فإنه نجح في عدم إفلات مشاهده فالفكرة المعقدة عرضت بذات العمق لكن دون تعقيد ، كما حال الإيقاع المتجدد وإبقائه للحالة التشويقية للمتابعة طوال العرض دون تسلل أي ملل للمشاهد إزاء عرض معقد عميق وهو ما كان يسهل حدوثه في عرض مثله مرهق ذهنيا ، ساعد على ذلك تنوع الحركة وأماكنها فقد تم استغلال موفق لكل مواقع المسرح مع توظيف جيد لإضاءة تتشكل وتتنقل بتفهم حسب الحالة النفسية للحوار دون إسراف ، مع حيوية في الأداء رغم اختلاف الأدوار ، وهنا نذكر اللغة العربية السليمة والنطق الجيد لمعظم الممثلين ، أما بالنسبة للأداء فإن بطل المسرحية محمد علي ” آلان ” الحائز على جائزة سامي العدل لأفضل ممثل صاعد في المهرجان القومي للمسرح عن هذا الدور؛ كان بالفعل شديد التميز مجيدا تماما لمتطلبات دوره وانفعالاته المضللة أحيانا بشكل مقصود وتقلبات هذا الدور وتعقيده بانفعالاته الظاهرة أو العميقة الخفية بشكل لم يبد فيه أي اصطناع بل ينم عن وعي كبير بالدور والشخصية المؤداة ، واستطاع محمد سليمان بحضور جيد في دور الطبيب مارتن الإمساك بالخيوط الأساسية للشخصية بالحفاظ على وجه هادىء لمعالج نفسي والتحكم في انفعالات متزنة توحي بباطنها دون تصريح وأداء صوتي يخرج بعض انفعالاته المسيطر عليها من آن لآخر، أما شيماء أبوبكرفلم تكن كثرة تعبيراتها المرتبكة وابتساماتها وضحكها مناسبا لدور شخصية أم متشددة ومتطرفة وإن وشى بشيء من خلل ولكن قد يكون هذا ما وجهت إليه في الأداء ، وأدى سيد عبد الفتاح دور الأب الناقم على أسلوب زوجته وابنه والذي لا يبدو استمتاعه بأي شيء عموما بشكل مقنع مناسب ، كذلك كان أحمد الليثي مقنعا في دور القاضي هادىء الشخصية ، بالإضافة للمجموعة الكاملة المتبقية للمثلين ومجموعة التعبير الحركي فكل كان منضبطا في سياقه.