سينما وتليفزيون
ا.د هشام زين الدين يكتب: الغرابة والتغريب.. ليس مكانهما في الدراما التلفزيونية!
المسرح نيوز ـ القاهرة| سينما وتليفزيون
ـ
أ.د. هشام زين الدين
مسرحي وأكاديمي من لبنان
الغرابة والتغريب ليس مكانهما في الدراما التلفزيونية، فالدراما علم، له أصوله ومرجعياته الفكرية والتطبيقية، الموهبة ضرورة للدخول إلى الاحتراف الذي لا يكتمل بدونها، لكنها تبقى عاجزة عن الوصول إلى الهدف ما لم تقترن بالمنهج العلمي الذي يصقلها ويحوّلها من ممارسة عفوية “عشوائية” إلى مسار ممنهج ينطلق من السبب للوصول إلى النتيجة.
والتلفزيون فن عمومي، جمهوره غير مؤطر، والوصول إليه لا يمكن أن يتحقق بفاعلية إلا من طريق الاقناع، والاقناع لا يتحقق الا بالصدق في الاداء وتبرير الفعل الدرامي وردة الفعل، وفاعلية التأثير القصوى تستوجب التقاط خيوط العلاقة الوجدانية بين العمل الدرامي والمشاهد، والواقعية المفرطة في الأداء والاخراج هي السبيل.
الدراما التلفزيونية تنجح بقوة الاقناع فقط، ولا يوجد قوة أخرى، كجمال الوجوه والاجساد واغراءات فخامة القصور والسيارات، واستحضار عالم القتل والمافيات والمخدرات وأوهام التسويق وال”بروباغاندا” وال”ريتينغ”، هذه القوى مهما بلغت من إبهار ليست قادرة على تحقيق النجاح الحقيقي لدى المشاهدين.
الدراما التلفزيونية يجب أن تشبه جمهورها وأن تعكس هويته الخاصة، يجب أن يرى ذاته ومشكلاته ومعاناته وقضاياه فيها بحلوها ومرّها، بأفراحها وأتراحها، كما هي من دون كذب ولا مواربة، النموذج التركي وهم، خسارة للوقت وتضحية بالجهد والمال والخبرات، اجترار للمألوف وتخدير للفكر وللذائقة.
الدراما التلفزيونية مسؤولية ولها دور أساسي في حياتنا، اجتماعي ونفسي وثقافي وحضاري يجب أن تقوم به، حتى الآن رغم كل الجهود والمال الذي يصرف عليها مع استثناءات قليلة جداً، هي عاجزة عن فهم أهميته وتحقيقه.