وجوه مسرحية
الكاتب شاذلي فرح السمطي يكتب للمسرح نيوز: “واحـــة الجـنوبي”.. أحمد هاشم.. الأبــاريـه
الواحــة تهتـم بفناني الأقاليم.. المظاليم
المسرح نيوز ـ القاهرة| وجوه مسرحية
ـ
شاذلي فرح
قافيات النميم سون وغنن زين
تاريهو يوم باكر أكون بوش الخزين
يا رب يا كريم تهون لي دحين
أمش أصل الرسول وأحج والين
الأباريه هو مشروب أسواني ويطلق علية الحلو مر . مثل الفطير ولكن رقيق جدا . لماذا سمي بالحلو مر ؟ لان الفطير به ملح واضح . وعند استخدامه للأكل يتم وضع الأباريه في ماء بالسكر . وهو مشروب لذيذ ومرطب ومنعش . صاحب السيرة حياته أباريه بمعني أن حياته فيها الحلو مر مثل سائر البشر ولكنه يزداد عن باقية البشر إن الحلو الذي عاشه فهو حلو لدرجة مدهشه والمر الذي عاشه مراره تصل إلي حد العلقم . عندما تلمحه عيناك ستجد الجسد العريض ذو الطول الفارع وكأنه كاهن يقف أسفل قدس الأقداس وممسك بيديه مفتاح الحياة . وستجد خصلات شعره تميل إلي الاصفرار المشوب بالحمرة الداكنة وهي تشبه عيدان القمح قبل حصده بوقت قليل .
والأنف منحوتة بأزميل نحات ماهر والعينان محفورتان بعمق وكأنها خلقت لكي تخترق الأشياء المدفونة في صدور البشر وقلب محفور في قفصه الصدري وكأنه قلب طفل ولد توا . إنه هو ـ الناقد والكاتب والسيناريست أحمد هاشم . كان الطفل الذي ولد بمدينة بنها يسير في غيطان الحقول وعيناه دائما كان تتعلق بالطيور التي تسبح في السماء وكان يرنو للزرع ويترقبه منذ أن كان بذره ثم نبته ثم اخضراره ثم يتحول إلي الاصفرار . في الطفولة التقطت إذنه المذياع وعشق المسلسلات الإذاعية والصور الغنائية التي كانت تقدم فيه وبعدها التقطت عيناه التلفاز
وكانت عيناه لا تفارق التلفاز وذاب عشقا في هذا العالم السحري بأفلامه ومسلسلاته وبرامجه . كان في المرحلة الابتدائية والإعدادية لا يكف عن نقده للمسلسلات والأفلام في جلساته مع أصدقائه في الفسحة أو بين الحصة والأخرى . كان يدخر مصروفه ويحرم نفسه من الأكل والشرب لكي يوفر ثمنا لكتاب أو مجلة . ثقف نفسه جيدا إلي أن أدرك انه لن يستطيع أن يكون غير كاتبا وناقد ولن يدرس غير في الأكاديمية . ثار وهاج وماج الأب ولكن أمام إصرار الابن رضخ إلي طلبه . وتحققت أمنيات الفتي القروي ودخل المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد وهي من أيامه الحلوة . تخرج من المعهد في عام 1986 وبعدها قرر الاباريه ( الحلو مر ) أن يحصل علي دبلومه الدراما والنقد عام 1987 وكانت لدية طموحات يريد أن يفعل شيئا وكان قد اختنق بعاصمة الضوضاء وقرر أن يكون خارج دائرة القاهرة وعمل موجها بالتربية والتعليم في المنيا وبعدها القاهرة . ثم عمل باحث ثقافة مسرحية في البيت الفني للمسرح بالمسرح الكوميدي .
ثم توالت رحلته وأصبح رئيس لجنة قراءه النصوص بالمسرح الكوميدي عام 1995 ثم عضو لجنة قراءة اللجنة العليا بالبيت الفني للمسرح عامي 2012 و2013 .
وعمل من عام 2001 إلي 2005 مديرا لكتب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية وحصل علي العديد من الدورات في حقوق الملكية وحقوق المؤلف من جهات أجنبية بالشراكة مع وزاره الثقافة . ولم ينغلق احمد هاشم علي نفسه بل لف وطاف أرجاء مصر كعضو لجنه تحكيم أو ندوات في الثقافة الجماهيرية أو المسرح المدرسي . ووصل إلي الشلاتين وساعد علي تكوين فرقتها وكان معه محمود حامد وكاتب هذه السطور . وكون صداقات مع العديد من فناني الأقاليم فهو الناقد الواعي والمثقف غزير المعلومات مثل النهر كلما تنهل منه لا ينضب أبدا .
كتب للمسرح مسرحيات ( جنون البنات . المسرح الكوميدي إخراج / بديوي عبد الظاهر ـ العمدة هانم وعرضت علي مسارح الشباب والرياضة وقصور الثقافة ـ طقاطيق جحا . المسرح الكوميدي إخراج / عبد الرحمن الشافعي ) وله أكثر من مسلسل بين قصة وسيناريو ( نار ورماد إخراج / توفيق حمزة ـ حدث بالأمس إخراج / احمد سليم ـ 4 سهرات تليفزيونية ـ العمدة هانم إخراج / احمد يحيي )
فــــلاش أخير
– ضحكتك ماليه السما والأرض وخفه دمك مرسومة علي وشوش كل من عرفوك وحبوك . حتى طير المرض لما طار وكتفك بجنحاته غيرك بسمته تاهت وضحكته ضاعت . لكن أنت لساها ضحكتك مجلجلة وبسمايتك منحوتة في وشوش اللي عرفوك وحبوك . وكأنك بتقول للمرض هوووي يا ما دقت ع الراس طبول وايش تسوي بيا ده المكتوب علي الجبين لازما تشوفه العيونات . حتي في ايامك المرة قلبتها حلوه يا أباريق . سلاما علي صبرك . سلاما علي فنك . سلاما علي روحك . وسلاما علي ضحكتك وبسمايتك يا أحمد يا هاشم . سلاما سلاما . سلاما عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا .
ليه شايل الهموم . سبع الرجال يا معلم
مهموم بالصديق . أم من الدنيا متألم
صدرك قفصه واجع . لله أمرك سلم
لابد ياجي يوم . ينصف المتظلم
شــــاذلــي فـــــرح السمطي
أمير الجنوب