الكاتب والمخرج السعودي مالك القلاف يكتب: خيوط المعازيب.. توليفة درامية اشترك في صنعها عدة كُتاب وأكثر من مخرج!
المسرح نيوز ـ القاهرة ـ سينما وتليفزيون
مالك القلاف
كاتب ومخرج سعودي
ـ
في واقع الأمر؛ لا يمكن اختزال الأعمال الدرامية في مراجعة نقدية واحدة، على اعتبار أننا أمام حالة تسلسلية مرتهنة بما يعرف نقديا بالحبك التعاقبي (Succession Plot).
وهو أمر طبيعي إذا ما وضعنا بالحسبان أننا أمام أكثر من عشرين حلقة، لكل حلقة سياقاتها المنفردة وظروفها الخاصة!
وهو الأمر الذي نجده واضحا جدا وجلياً في مسلسل (خيوط المعازيب) تحديدا بوصفه توليفة درامية اشترك في صنعها عدة كُتاب وأكثر من مخرج! هذه الحالة التعاقبية التي نجدها في المسلسلات العالمية ضمن عملية انتاجية يشارك فيها أكثر من كاتب أيضاً، بل وأحيانا لكل حلقة مخرجها الخاص!
إلا أننا لا نلحظ هذا التباين في العناصر الفنية للأعمال العالمية كما لاحظناها في خيوط المعازيب، سواء من خلال الحوارات أو حتى من خلال التباين الواضح في الرؤية الإخراجية.
العمل بشكل عام يمكن اعتباره نقلة نوعية على مستوى الدراما السعودية ولا يمكن الاستهانة بعناصره الإنتاجية التي كان واضحا كم الجهد المبذول في تكوينها، وربما تم الحديث باستفاضة عن اللهجة الحساوية وعن قوة العمل وعن ضخامته الإنتاجية.
لكني سأتحدث هنا قليلا وبشيء من التخصص عن أداء الممثلين تحديداً، وعلى رأسهم الفنان المتمكن (إبراهيم الحساوي) بشكل خاص، لن أطيل الحديث عن الفنان (عبدالمحسن النمر) لأن الجميع قال فيه ما ينبغي أن يقال، ولكن بالنسبة إلى شخصية جاسم فهي على ما يبدو قد تم كتابتها كشخصية مرحلية ذات أمد طويل،
بمعنى أننا لا يمكننا أن نتناولها بمعزل عن المسافة الزمنية التي ينبغي أن تتكون وتنمو من خلالها! ولهذا التبس البعض وذهبوا إلى أنها بلا سياق درامي! إنها شخصية مفصلية وحاسمة لكنها ذات نسق بطيء وغير انفعالي، وهو الأمر الذي كان يداهم (الحساوي) دون شك أثناء تأديته للدور.
جميع شخصيات المسلسل ذات طابع مرحلي ولكنها كانت تنمو سريعا ضمن سياق النص، بعكس شخصية جاسم التي كان نموها بعيدا عن التأزم الانفعالي المرادف للنص! لهذا لم يكن ثمة مسوغ درامي لذلك التنقل السريع ما بين الشخصية المتّزنة البسيطة، إلى الشخصية المأزومة نفسياً ثم إلى الشخصية المثقفة الشديدة الاتزان!!
والتي لا يمكن إنكار قدرة وبراعة الفنان (إبراهيم الحساوي) على الانغماس في كل مرحلة منها. بالمقابل وكما ذكرت آنفاً فإن غالبية الممثلين كانوا على قدر كافٍ جدا من الكفاءة رغم تباين الحوارات النصّية، إنما لا يمكن أن يتم الحديث عن المسلسل دون ذكر الفنانة (لبنى عبدالحميد) والتي سحبت البساط ووضعت بصمتها رغم أنها التجربة الأولى لها على صعيد التلفزيون.
ـ