مقالات ودراسات
المخرج السعودي سامي الزهراني يكتب: المسرح مع وبعد كورونا!
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
بقلم: سامي الزهراني – ممثل ومخرج – رئيس فرقة الطائف المسرحية
أصاب المسرح والفرق الأهلية في أوروبا مع كورونا الكساد واشتكى العديد منهم من عدم استطاعتهم توفير مبالغ مالية لموظفيهم مما اضطرهم للاستغناء عنهم، المسرح في أوروبا صنعه، مهنه، استثمار، ويعتبر مكون رئيس للاقتصاد في بعض الدول مثل بريطانيا، في عام 2018 قدر عدد جمهور المسرح بما يقارب 34 مليون شخص لكم ان تتخيلوا ان هذا العدد يقارب عدد الجماهير الحاضرة فعلياً في الملعب للدوري الإنجليزي خللال تلك الفترة، ساهم القطاع المسرحي بـمبلغ 32.3 مليار جنيه استرليني في الاقتصاد البريطاني بزيادة مذهلة بنسبة 21.9 في المائة منذ عام 2010، اما في عام 2019 جلب المسرح 133 مليون جنيه استرليني في ضريبة القيمة المضافة في لندن وحدها .
كل هذه الأشياء جعلت من الجميع في أوروبا يتسابقون مع الوقت لعودة النبض والحياة للمسرح، في ألمانيا تحديداً في برلين قامت فرقة برلينر بتهيئة مسرحهم في برلين الذي تأسس في عام 1949 من قبل الممثلة هيلين ويجل وزوجها، احيث أزالوا معظم مقاعد المسرح لضمان الابتعاد الاجتماعي، اصبح المسرح يحتوي على 200 مقعد بعد ان كان يتسع 700 شخص هذا الامر تم لتنفيذ الاشتراطات المطلوبة من الحكومة الألمانية بوحود مسافة أمان بين الجمهور لا تقل عن 1.5 متر .
كما التزمت الفرقة بتحقيق كافة الاشتراطات المقررة عليهم أورد لكم بعضاً منها هنا، إلغاء الفواصل الزمنية بين المشاهد والفصول المسرحية وذلك لتجنب تزاحم الجمهور عند دورات المياة في وقت حدوثها، ايضاً إلغاء هذه الفواصل ادى الى تقليل وقت العرض المسرحي، كما تم إلغاء الصف الاول من مقاعد الجمهور لتحقيق المسافة المطلوبة وهي ثلاثة أمتار مابين المسرح والجمهور، الإبقاء على كل الأبواب حتى أبواب الطوارئ مفتوحة على الدوام لضمان استمرار دوران الهواء داخل القاعة، الالتزام بوجود عدد ممثلين معين على خشبة المسرح وتعديل المشاهد والمسرحيات على هذا المبدء، إلغاء مشاهد التقبيل في كل العروض واذا كانت هذه المشاهد أساسية في العرض يلغى تقديم العرض وقدم تم الغاء مسرحية ( ماكبث ) وحذفها من جدول العروض بسبب هذا الشرط، هناك بعض الاشتراطات التي إضافتها الحكومة البريطانية نورد بعضاً منها، توفير ممثلين بدلاء في حالة إصابة احد اعضاء الفرقة بكورونا، عدم الاختلاط والتلامس بين الممثلين او العاملين في كواليس العمل، التعديل او حذف بعض المشاهد في العمل لتقليل فترة العرض المسرحية الزمنية، تعقيم مقاعد الجمهور فور انتهاء العرض المسرحي، توفير العديد من المعقمات والكمامات اجهزة قياس الحرارة في المسارح والممرات .
كل هذا الاشتراطات تعتبر مكلفة ومعقده لعودة المسرح في عالمنا العربي بالنسبة للمسارح الأهلية والفرق الخاصة وسوف تعود بالضرر على مداخيل العروض المسرحية أو تؤدي الى إلغاءها تماماً، في مصر الشقيقة هناك اجتماعات مكثفة لعودة المسارح للعمل مرة أخرى بعد عودة الحياة مرة أخرى لمسارح أوروبا التي بثت الروح الإيجابية، هل نستطيع في عالمنا العربي وضع اشتراطات جديدة اقل تكلفة وبجودة الاشتراطات الأوربية تخلق الأمان للجمهور الذي في هذه المرحلة هو هدف رئيس له لحضور اي فعاليه من الفعاليات، علينا ان نستعد لذلك بوضع خطط استراتجية للعودة بدون ذلك علينا الانتظار طويلاً لتحقيق ذلك أو اذا لم نحقق البيئة الأمنه للجمهور سوف تزيد حالة الجفاء بين الجمهور والمسرح ولن يثق بالمسرح ابداً .