المخرج مازن الغرباوي يكتب للمسرح نيوز.. “ليالي” (1) ليلة: حكايتي مع حليم
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
مازن الغرباوي
مخرج مسرحي مصري
ليلة حكايتي مع حليم
منذ نعومة أظافرى وأنا فى منزلى الذى كنت أسكن به بحى حدائق القبه .. كان والدى عاشقا لفيروز ووالدتى عاشقه لحليم لقد كنا ومازلنا بفضل الله من ” أهل الهنا ” .. وكثيرا ما يتبادلان جملات الشوق والحب ما بين حليم الذى يغنى لفيروزته ” اهواك ” ومابين فيروز التى تغنى لحليمها.
وقتها كانت شرائط الكاسيت هى التى تتصدر المشهد الغنائى .وإذا بأبى يهمس فى أذنى
” أصحى وقوم ” وإذا بى أنظر إلى مكتبة أبى الموسيقيه لأجد ألبومات كامله لحليم وفيروز .. كان الشغف يسيطر على حتى اليوم ” الأصيل ” الذى نجلس فيه نستمع لموسيقى وأغانى حليم ” الأصيل الذهبى ” على طريقة سماع أجدادنا للراديو وحفلة الخميس للست سومه أو أم كلثوم .. وإذا بها تلك الساعه تقترب وتأتى – احنا كنا فين – ليطربنى حليم ببعض أغانيه التى حفظتها بعدها عن ظهر قلب وكانت البدايه مع ” سواح ” .. وبعدها بدأت علاقتنا .. أنا وحليم
نعم .. لا تتسأل عزيزى القارئ – أقول ما أقولشى – ” بينى وبينك إيه ” .. أصبحنا أصحابا .. بالفعل .. لنا موعد ثابت نتقابل فيه كل أسبوع .. ياه ” ذكريات ” .. ربما من شدة الشوق .. نتقابل مرتان فى الأسبوع .. يسمعنى أحدث ألحانه وأغانيه التى مازالت ترن فى أذنى .. كان يأخذ رأيى فى بعض أغانيه عما إذا كانت ستعجب الجمهور من معجبيه أم لا ؟ على اعتبار أننى صوتا مهما من ” صوت الجماهير ” .. كنت أدلى برأيى .. كان فى وسعى فى تلك اللحظات .. أن أقترح عليه بعض الأسماء وبعض الشعراء الذين يبحثون عن كل جديد فى الكلمة وكذلك فى اللحن .. كنت أقترب منه وأجلس بجواره هامسا فى أذنه ” يا حلو يا أسمر ” .. وكان يرد على قائلا: ” يا سيدى أمرك ” .. كان ودودا وحليما أيضا وصارما بعض الشئ .
نشأنا معا نحن ” الجيل الصاعد ” بقوة .. كل ماكنت ألحظة أنه ” فدائى ” من الدرجة الأولى ووطنى حتى النخاع .. كنت أحس أنه يحاكى ” مطالب شعب ” قادر على الثورة و ” المسئولية ” كان دائما يحلم ب ” الوطن الأكبر “. ومازلنا نحلم معه .