الناقد أحمد خميس يكتب: اسمع ياعبد السميع.. الأبواب الوهمية تمنح المسرح الحياة
المسرح نيوز ـ القاهرة ـ مقالات ودراسات
ـ
أحمد خميس*
ناقد مسرحي مصري
مابين زوج مسكون بالوهم يحاول التحايل علي منغصات الحياة واللحاق بآلامال والاحلام وإمراة متمسكه بالمتطلبات الاساسية لحياة إجتماعية كريمة دارت الرحي , إنة دون كيشوت جديد دون تابعة البسيط في مواجهة الظروف الصعبة والحياة الضيقة مخترع يحلم بغد مختلف مغاير يتأسس يومة علي الابتكار والتنويع ومغازلة الخيال والبحث عن نتائج مرجوة من خلال مخترعات أو قل شبة مخترعات خشبية بسيطة , وزوجة تبحث عن الكهرباء والماء والطعام , لاتشاهد منجزة ولا تراهن علية ولا تستسيغ تلك الافكار وذلك الطموح الجامح , هو يحلم ويسبح في عوالم وافكار غير تقليدية قد لا تنجح وقد تصادف النبوغ , وهي تنتظر الملموس والمنجز الحقيقي ولا يعنيها إلا أن تنقذ المنزل من متطلباتة الاساسية من مأكل وملبس ومشرب , تصتدم رؤيتة برؤيتها فيتكشف العالم الفقير من حولهما وتتكشف الظروف السيئة التي تحيط بكل منهما وتتكشف طريقة كل منهم في مقابلة الحقائق المهينة والظروف الضيقة فكلما ضاق بة الحال لجأ للافكار المتحررة وكلما ضاق بها الحال لعنت الظروف الصعبة وطالبتة بتحقيق الحد الادني لا يمكن في حال كهذة أن تلومها أو تتصور إنها إمرأة متسلطة أو غبية , يدرك انها لن تتركة ولن تدعة لحال سبيلة قيتحايل بخيالة الجامح عليها ويجسد العاب وشخصيات أخري ويدعوها للمشاركة في اللعبة الدرامية فتستجيب رغما عنها وتحاول معة إكتشاف أزمتها التاريخية القديمة , فنغوص معهما في عوالم وأفكار تجنب الواقع وتسبح في الخيال
الابواب الوهمية
تلك هي الابواب الوهمية التي تعطي للمسرح قبلة الحياة وتمنحة افكار وطموحات ليس لها آخر , من خلالها نستطيع ان نجد الرئة المناسبة لتقديم أعمال قديمة طالما عولجت وطالما وضعت علي خشبات المسارح , وظني أن عدم التقليد والاعتماد علي تفسير رحب أتاح للنص هنا وجودا يليق بة وخيالا يستحقة , فالموضوع لايعمتد حسب التفسير الجديد علي الاختصار من النص الاصلي فقط , وإنما تنمية مهارات السباحة في خيال المعاني والولوج لعالم الحلم وفق إتفاق معلن مع المتلقي علي اللعب الشيق الذي يناوش الواقع ويبحث في اسئلة قديمة بوعي متجدد وخيال طيب , وهي سمات قلما توفرت في عروضنا التي تعج بالتقليد الاعمي والخيال الضيق وقلة الحيلة , لا أقصد هنا بالطبع كل عروضنا ولكني أشير علي تلك العروض الميتة التي تتناول النصوص القديمة بمنطق تقليدي وخيال بليد لاينظر للنص القديم وفق معطيات إجتماعية وجمالية تعيد الية الحياة
فقط كان علي المعدة المخرجة دنيا النشار ان تناقش عناصر العرض وفق نفس الفهم مع مصمم السينوغرافيا , فظني أن الافكار التي إعتمدها المهندس وائل عبدالله كانت في ناحية مختلفة الي حد ما عن التفسير الجمالي المقدم فنموذج الشخصية المحركة للحدث (عبد السميع) يطرح سؤال مهم حول تكوينة وأطر تطوير الحدث من خلال الاعمال التي يقوم بها وحلولة للهروب من أسئلة الزوجة الملحة فبدا وكأنة دون كيشوت جديد , تلك الشخصية بتكوينها وطموحاتها حققها مهندس الديكور في العرائس المحيطة بالحدث وعلب الكرتون التي لفت المكان بالوانها ومكوناتها وبساطتها لكن كيف تستقيم تلك الافكار ووجود ثلاجة معطوبة في منتصف قلب المشهد المسرحي وسرير تقليدي علي يسار المتلقي ومروحة كهربائية إستخدمت كدليل علي نبوغة ؟ كيف تستقيم تلك الاطروحات مع مطبخ تقليدي ؟ في تصوري كان السرير والثلاجة والمروحة علي عكس أفكار العرض وطموحات تشغيلة فالمنظر المسرحي جزء مهم منة أن يتواكب مع التخييل والالعاب الاخراجية المكونة للعرض المسرحي وهي امور يعرفها تماما وائل عبدالله صاحب التجارب النيرة في مسرح الطليعة خاصة مع عرضي ( من يخاف فرجينيا وولف , و3d ) يبدو إنة والمخرجة لم يلتقيا كثيرا حتي يصلا لحلول سينوغرافية وسط فالمنظر بدا وكأنة يخلط بين أكثر من منهج في التناول ولم يتح لنفسة الفرصة للطيران مع عبد السميع وارتكز علي ارض صلبة مع المنزل المكون لحياة زوجية شبة عادية بين الخامسة وزوجها عبد السميع
أما عن العرائس المستخدمة في العرض والتي انجزها حسام الشربيني فقد ساعدت في تسييد منطق اللعب والاتكاء علية من خلال بعض حيل الصناعة غير المركبة حيل قديمة في تحريك العروسة وتشكيلها ولكنها كانت مكافئه لطبيعة التناول وسرعة الايقاع , وكذا جائت موسيقي محمد حمدي رؤوف مواكبة لطبيعة التناول تموج بلحظات إنسانية بسيطة في اللحظات المنطقية لذلك وتلعب مع التيمات بروح مرحة في اللحظات المناسبة
تلك هي الافكار الاساسية التي إنطوي عليها عرض (إسمع ياعبد السميع) المقدم الان علي قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة العرض من تأليف الكاتب المغربي الشهير (عبد الكريم برشيد) المؤسس للمسرح الاحتفالي وإعداد وإخراج دنيا النشار في اول تجربة لها بمسرح الدولة و والحقيقة إنها تجربة جيدة تحاول إختصار النص الاصلي وتعتمد بداهه علي الاداء التمثيلي اللافت لآثنين من الممثلين هما (شادي سرور , ونيفين رفعت) يجيدان فن اللعب والتخييل ويعتمدان علي أدوات ليست جديدة ولكن معتني بها حتي يخرج العمل في صورتة المثالية مطعما بخيال وبساطة وقدرة جمالية لابأس بها علي التحول بين الشخصيات إعتمادا علي مبدا اللعب المسرحي وهو المبدا الذي اتاح طرق سهلة في تبديل الشخصيات وتغيير الملابس والدخول والخروج
وقد تحمس للتجربة مدير فرقة مسرح الطليعة الطموح (أحمد السيد) ولنا ان نشد علي أيدية كونة مغامر ومثابر يعرف طريقة تماما نحو الجدية والتنوع يعطي الفرصة للشباب الطموح ويغامر في بعض الاحيان بعروض علي مسئوليتة الشخصية مثل العرض السابق للفرقة (العطر) والذي بدأ بة كمدير لفرقة الطليعة , لاشك أن فرقنا المسرحية تحتاج لمثل هذة الافكار كي تقدم شئ جديد للوسط المسرحي