مقالات ودراسات
الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب: الحقائق الغائبة في ملحمة الحرب بين أورك وآرتا
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
بقلم: علاوة وهبي
ناقد جزائري
يحدثنا صوئيل كريمر في كتابه عن الاساطير السومرية التي ترجمها عن ملحمة الحرب التي جرت بين مدينتين هما اورك وارتا ويقدم ترجمة كاملة لنص الملحمة . وانت تقرا نص الملحمة كما أورده تلاحظ ان الملحمة قد جاءت وكنأها نص مسرحي في شكله البدائ .مما يدفع الي الاعتقاد القائل بان المسرح كما عرفناه من الاغريق ليس مهده الاغريق ولكن الموطن الاول هو بلاد السومريين في العراق اضافة الي بعض النصوص كذلك من الاساطير المصرية وان الاغريق الذين سبقتهم الحضارة السومرية والمصرية بالآف السنين ايتولوا علي هذا الفن ضمن ما استولوا عليه من الفنون الاخري ونقلوه إلى بلادهم وعملوا علي تطويره وتحوير قصصه لتتناسب مع مجتمعهم الإغريقي
وفي ذلك إشارات أخري في كتب اخري اهمها كتاب التراث المسروق لجورجي جي جيمس وخلافه في أسطورة حرب أورك مع ارتا تتوفر الكثير من عناصر المسرحية في بداياتها الأولي قبل ان تضاف شخصية ثانية الي الشخصية الوحيدة كما بدات . تقول الأسطورة ان حاكم اورك اينمركار وهو أخو الإلهة إنانا اإلهة الحب وتقابلها إلهة اخري عند الإغريق والرومان وهما أفروديت الاغريقية وعشتار الرومانية . حاكم اورك يتطلع الي بسط يلطته علي ارتا واخضاع سكانه لسلطته ويطلب من انانا المساعدة واعدا اياها بان يبني لها معبدا ويعبر لها عن رغبته في الحصول علي الكنوز التي تتوفر عليها آرتا من لؤلؤ وذهب وغيرها .وقبل ذلك كان استشار في الأمر مستساره وهو الذي اوحي له بطلب المساعدة من أخته إنانا .ولكن إنانا كانت هي التي منحت مدينة آرتا لحاكمها الحالي .
إلا إن عاطفة الاخوة تتغلب فتعد اخاها بما طلب .وعليه ان يرسل الي آرتا رسولا بعد ان يختار له اللباس وفق شروط تضعها انانا .ويوافق اينمركار ويرسل رسوله الي حاكم ارتا طالبا منه الاستسلام له وإلحاق ارتا باورك وان يرسل اليه الذهب والؤلؤ وان يبني له قصرا ومعبدا لإنانا .ولكن حاكم ارتا يرفض ذلك ويقول للرسول بان انانا هي التي نصبته حاكما علي ارتا ليعود الرسول الي اورك ويخبر حاكمها برد حاكم ارتا وانه يفضل الحرب علي الاستسلام وبقاء مدينته حرة علي أن تستعبد .وتقوم الحرب بين المدينتين وينتصر فيها اينمركار . ويضم أرتا الي حكمه ويبني قصره ومعبد أخته إنانا.
الأسطورة القصيدة التي كتبها الشاعر الذي لا ذكر اسمه هي من النوع اللحمي التراجيدي تتوفر فيه عناصر عدة من المسرحية .ولا أكاد أشك في ان هذا النوع من القصائد كان يقدم في باحات المعابد السومرية التي تشبه السارح البدائية قبل البنايات التي وصلتها منها وان انشادها كان يتن تمثيلا كذلك بالنظر قلت إلي ما يتوفر في باحات المعابد من فضاء كفبل باحتضان مثل عروض انشاد هذه الاعمالوالملحمية .الماساوية والتي كانت محل فخر المنتصر في الحرب ونجد إذن في هذه الاسطورة الملحمة عنصر الشخصيات المسرحية وعنصر الصراع والمشاهد.
ولو حاولنا وضع مشاهد العرض الملحمي هذا فسنجده كالتالي اولا…مشهد اينم ركار ومستشاره ثانيا..مشهد اينمركار وانانا ثالثا مشهد اينمركار والرسول وتاتي بعدد رحلة الرسول وهنا يتدخل الكورس ليحكي لنا مشاق رحلة الرسول مناورك الي ارتا رابعا مشهد الرسول وحاكم مدينة ارتا خامسا ..عودة الرسول يرويه الكورس . سادسا .وصول الرسول الي اورك ولقاءه مع سيده اينمركار واخباره برد حاكم ارتا. سابعا ..اعلان الحرب وقيامها .ويروي اخباره الكورس كما وصلنا ذلك لان كل ما لا يشاهد يرويه الكورس الذي تلك هي وظيفته .
المشهد النهائي الاحتفال بالنصر هذه القصيدة كما اوردها كريمر واورد ترجمتها في كتابه من الألواح السومرية وكما رأينا تتوفر علي كل عناصر النص المسرحي في بداياته الأولي وهي اسبق من النص الإغريقي بحوالي ثلاثة آلاف سنة ومع الأخذ بمقولات أن الاغريق سرقوا تراث الشرق ونسبوه إلي أنفسهم مع التحوير فيه وادخال عليه ما يتوافق وحياتهم نكاد نجزم بان مبلاد المسرح ومهده هو بلاد المشرق والرافدين وليس الاغريق .ان الامر يحتاج الي وقفات اطول ودراسات وابحاث اعمق وتمحيص في الامر ..
هنا نكتفي باثارة الموضوع والتلميحات .وعلي المختصين في الجامعات التأكيد وإرجاع الحق لأصحابه.