الناقد محمد الروبي يكتب في “مشهده”.. 2017 عام مسرحي سعيد
المسرح نيوز ـ القاهرة| محمد الروبي
ـ
يمكنني القول وبضمير مستريح إن عام 2017 كان عامًا مسرحيًّا جميلاً، لمسنا فيه تحقق الكثير من أمانينا المسرحية، وأهمها وعلى رأسها إقبال جماهيري ملحوظ على عدد كبير من العروض سواء في القاهرة أو المحافظات.
وإن أردتم أمثلة، مجرد أمثلة لا حصرًا دقيقًا، فنذكر «قواعد العشق الأربعون»، «وإنهم يقتلون الغناء» و«سيلفي مع الموت» ومن قبلهم «ليلة من ألف ليلة».. وغيرها وغيرها وغيرها.
كذلك تحقق في هذا العام ترسيخ للمهرجان العالمي العائد بعد تغيير عنوانه من «مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي» إلى «مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي». لكن الأهم في هذه الدورة هو الإصرار على فكرة إلغاء المسابقة التي قلنا مرارًا وتكرارًا إنها لا تتسق وفكرة التجريب في المسرح.
كذلك شهد العام إضافة رائعة للمهرجان القومي للمسرح، كنا – نحن النقاد – نطالب بها منذ سنوات طويلة فائتة، وهي إضافة «جائزة النقد» التي حصل عليها عن جدارة الزميل المتميز عبد الناصر حنفي.
كذلك شهد العام رواجًا في مهرجانات مسرحية محلية في محافظات مختلفة، سواء عبر الثقافة الجماهيرية، التي شهدت هي الأخرى حالة من الانتعاش، لا ينكرها إلا جاحد أو باحث عن الأخطاء مغمض العينين عما كان حالها وكيف أصبحت، أو سواء عبر مهرجانات (خاصة) تقيمها مؤسسات مسرحية غير رسمية في ابتعاث مضاف لما اصطلح على تسميته بـ«المسرح المستقل»، وإن اختلفنا حول التسمية. وكذلك ولأول مرة المهرجان العالمي للعرائس عن طريق البث الحي الذي يحسب للفنان الدؤوب محمد فوزي.
كذلك شهد العام انضمام مصر – ممثلة في نقادها – إلى الجمعية الدولية لنقاد المسرح، وهنا لا بد أن نذكر بكل التقدير والإجلال الزميلة العزيزة دكتورة سامية حبيب لما بذلته من جهد في انضمامنا نحن نقاد مصر إلى هذه الجمعية والاعتراف بنا بعد تغييب طويل كان ثمرة طبيعية لتكاسلنا وعدم تواصلنا مع أقراننا في العالم.
لكل ما سبق، وغيره الكثير، كان عام 2017، بالنسبة لي على الأقل، عامًا مسرحيًّا بامتياز، وهو ما يجعلني أثق في أن العام المقبل (2018) سيشهد استكمالاً لخطوات مسرحية جادة وعفية بدأها العام الذي يودعنا.. فقط علينا أن نتأمل ونتعلم من أخطائنا، رافعين شعار «نعم مسرحنا قادم».. فهل نفعل؟!.. أثق أننا سنفعل.