بالصور.. الوسائط والمسرح بين التجاوز والتحاور الندوة الثالثة في مهرجان المسرح العربي ترصد العلاقة بين التكنولوجيا والإبداع
المسرح نيوز ـ الكويت ـ صفاء البيلي
ـ
تحت عنوان «المتغيرات العاصفة الوسائط والمسرح بين التجاور والتحاور» شارك فيها كل من د. جبار جودي من العراق ود. محمد خير الرفاعي من الأردن والمخرج خالد جلال من مصر وإدارتها د. زينب عبد الله وذلك ضمن أنشطة مهرجان المسرح العربي.
بداية تحدث الباحث د. جبار جودي من العراق، حيث جاءت ورقته البحثية تحت عنوان: «العابر والمنفلت والمُحتَمَل التقنية والتكنولوجيا والخيال في مسرح الحداثة»، وقال فيها: لقد سعى العديد من الفنانين والأدباء إلى إحداث تغييرات جذرية في طريقة تناولهم للفنون وإنتاجها للتأثير بالواقع الاجتماعي واليومي المعيش وإبراز الجانب الجمالي والحسي لهذه التجارب المتأثرة بوقع الحداثة التي اعتصرت في داخلها اصطراع التباساتها وتناقضاتها ونبض تحولاتها الجمالية جنبا إلى جنب مع سعيها إلى إحداث تغيير جمالي في الحياة اليومية
كما أكد جبار.. أن الإطار المسرحي بكل ما فيه من آلات ومعدات تكنولوجية يمكن استخدامها بوصفها ركيزة لتفعيل منطلقاتنا الفكرية فإدراكنا للتكنولوجيات ودورها المؤثر يعمل على تجديد تلك المنطلقات وتدريب الفكر مثله مثل ممارسة الفن نفسه، إذ لا بد للتكنولوجيا من أن تثير حركة للتأمل والدراسة على ضوء ما يعتمل داخل فكرنا من تغيير وإرهاصات جديدة تبدو للخيال كمحرك توربيني هادر، فالمسرح يحفز برؤى جديدة الحوار الذي ينشأ بين الذاكرة والخيال بواسطة الأدوات التكنولوجية المتطورة، إذ يتسنى لكل مشاهد أن يبني عوالمه الخيالية الخاصة من خلف الجدار الرابع الوهمي وفيما وراء صور العالم المشيد أمامه أو الذي يعاد تشييده على خشبة المسرح بواسطة أدوات وعناصر وآلات قادرة على تحسين صورة الإيهام البصري وهي آخذة في التطور من جيل إلى جيل.
أما الباحث د. محمد خير الرفاعي من الأردن ورقة بحثية بعنوان في التركيب والتعميق والتغريب «مسرحية هاش تاج أنموذجا»، وقبل الدخول إلى البحث قام بعرض فيلم قصير وهو عبارة عن برومو لعمله المسرحي الجديد «هاشوما»، مظهرا أهمية الوسائط في التعامل مع العمل المسرحي، ثم بدأ قراءة ورقته.
مؤكدا أن الكتابة المسرحية التي تشكل شكلا معرفيا تأثرت بصوره مباشرة بهذا الكون الدلالي، لأنها إعادة صياغة لمفاهيم الحياة بصورة فنية قصديه بالمكان والزمان المحددين بالعرض المسرحي القائم على وجود الممثل والمتفرج، فمن النص التراجيدي إلى الواقعي واللا معقول والسياسي والاستعراضي والاحتفالي والآن التجريبي، والكل ساهم ولا يزال كذلك سعياً نحو التأسيس لتحديد الخصائص.
ثم تحدث د. الرفاعي عن مسرحية «هاش تاج أنموذجا» في نقاط نوجزها فيما يلي:
– المضمون مستمد من واقع الحياة عبر لوحات تعبيرية جسدية تطرح علاقة الإنسان بالسلطة بالاعتماد على لغة الحركة والتشكيلات الجماعية بمرافقة الموسيقى والصورة السينمائية.
– اعتماد الصورة المسرحية الدالة على الحدث بلغد الجسد المعبر في تشكيلات موازية ومرافقة ومتقاطعة مع الصورة السينمائية.
– استخدام الموسيقى المرافقة للتأكيد على جمالية الفكرة وتشابكها مع المفردات البصرية والسمعية لتوضيح بيئة ومناخ العرض الذي حمل قيمة الدلالة.
اعتمد العرض تقنية عرض حديثة, ربما لم تعهدها خشبات المسارح العربية من قبل, لخلق اتحاد بين الممثل والخشبة داخل فضاء سينوغرافي لغرفة بيضاء ثلاثية الأبعاد تتلقى صورة البروجيكتور فتعمل على النقلات المكانية والزمانية للحدث.
أما المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي فقد قدم ورقة بحثية تحت عنوان «تجربة مراكز الإبداع وتكاملية الوسائط والفنون» تحدث خلالها حول النشاطات الواسعة في مجال الوسائط المتعددة، مؤكدا خلالها أن هدف مراكز الإبداع في مصر هو تحفيز الشباب لاكتشاف أنماط جديدة للإبداع عن التجارب الإنسانية من خلال تجاوز فنون المسرح والموسيقى والسينما والفنون التشكيلية والرقص الحديث من خلال مجموعات من الورش والتدريبات المكثفة لمجموعة من المتخصصين التي أفرزت جيل جديد من المبدعين يؤمن بتكاملية الفنون والقدرة على استخدام الوسائط المتعددة بمهارة سواء في الإبداع السينمائي أو المسرحي أو العروض الموسيقية أو العروض الراقصة.
في نهاية الندوة، شارك بعض المسرحيين العرب بمداخلات أثرت الحوار والنقاش وفتحت الجدل على آفاق رحبة وطموحات عريضة.