حوارات
بالصور..كمال سلطان يحاور الفنان عبد المنعم رياض الذي اعترف: دور “سرحان الهلالى” فى المسرح مختلف عن التلفزيون ومقارنتى بالفنان جمال سليمان لم تشغلنى
أحسن ممثل فى المهرجان القومى للمسرح المصرى
المسرح نيوز ـ القاهرة| حوارات
ـ
حاوره: الزميل كمال سلطان
أحسن ممثل فى المهرجان القومى للمسرح المصرى عبد المنعم رياض: دور “سرحان الهلالى” فى المسرح مختلف عن التلفزيون ومقارنتى بالفنان جمال سليمان لم تشغلنى بدأ الفنان عبد المنعم رياض أولى خطواته الفعلية مع التمثيل أثناء دراسته بكلية الحقوق جامعة بنى سويف من خلال المسرح الجامعى، ثم مسرح الثقافة الجماهيرية، ودرس بورشة “استوديو الممثل” مع الفنان محمد صبحى، ثم تخرج من المعهد العالى للفنون المسرحية، وحصد العديد من الجوائز مثل جائزة أفضل ممثل على مستوى الجامعات عامى 2007 و2009، وجائزة أفضل ممثل من الثقافة الجماهيرية عن دوره فى عرض “رابعة العدوية” إخراج عزت زين، وحصد مؤخراً جائزة أفضل ممثل عن دوره بالعرض المسرحى “أفراح القبة” من المهرجان القومى للمسرح الدورة الثالثة عشرة ..
* ما الذى يمثله لك حصولك على جائزة أفضل ممثل من المهرجان القومى للمسرح؟
** هذا الفوز أسعدنى كثيراً وأحمد الله عليه، وخاصة أننى لم أكن أتوقع الجائزة لأنها تأتى من مهرجان كبير يشارك به أهم العروض التى تم انتاجها فى مصر خلال العام الماضى من مختلف الجهات الانتاجية مثل البيت الفنى للمسرح، والجامعات والثقافة الجماهيرية وغيرها، وكانت العروض تضم فنانين من جيلى وأجيال أخرى، وأشكر الله لأنه وهبنى هذه الجائزة عن هذا الدور تحديداَ، لأننى كنت أرغب منذ فترة طويلة فى تغيير جلدى الفنى بعيدا عن اللون الكوميدى والأدوار الخفيفة، لذلك فقد شعرت أن الجائزة منحة من الله يثبت لى من خلالها أنه راضٍ عنى.
* فوز العرض بكل هذا الكم من الجوائز .. هل كان متوقعاً من جانبكم؟
** لم نكن نتوقع كل هذا الكم بالطبع، لكن هناك اتفاق ضمنى بيننا فى عرض “أفراح القبة” أننا لم نفكر يوماً ما فيمن هو الأفضل كأداء تمثيلي، وعندما كان أحد الجمهور أو النقاد يبلغ أحدنا بأنه يستحق جائزة عن دوره كنا نرد عليه بدون اتفاق أن الأهم لدينا هو حصول العرض على جائزة لأننا تعبنا فيه كثيراَ ولم يكن بيننا أى شيئ من الأنانية، وكنا نتمنى أن نحصل على جائزة أحسن عرض، والحمد لله على الجوائز التى نالها العرض وخاصة أحسن مخرج وأحسن دراماتورج لأن المعد والمخرج محمد يوسف المنصور هو صاحب هذه الخلطة السحرية.
* من هو أول من هنأك بالجائزة، ولمن تهديها؟
** أول من هنأنى هو المخرج عادل حسان مدير مسرح الشباب، لأنه بسبب اقتصار حضور حفل الختام على الفائزين فقط، فقد تم إبلاغ الفائزين عن طريق مديرو المسارح، وأُهدى الجائزة لأسرتى الصغيرة المتمثلة فى زوجتى وابنتى لأنهم تعبوا معى وتحملونى على مدار عام ونصف مابين البروفات وليالى العرض وكانت زوجتى سند وداعم لى دائماَ وأسرتى الكبيرة أبى وأمى الذين تحمسوا لحلمى وساعدونى فى الوصول إليه.
* كيف رأيت فكرة شعار “١٥٠ سنة مسرح” التى حملها المهرجان هذا العام؟
** طبعا هى فكرة عظيمة، فمصر دولة كبيرة ورائدة فى عالم الفن والمسرح وان شاء الله تظل دائماَ، والدورة بصفة عامة هى دورة استثنائية فى كل شيىء بدءاَ من الظروف التى فرضتها جائحة كورونا، وخروج المهرجان بهذا الشكل اللائق رغم الصعوبات التى واجهت القائمين عليه إلا أنهم استطاعوا التغلب عليها جميعاَ، ويارب تكون دائماً مصر لها الريادة فى كافة المجالات.
* إلى أى مدى أضاف المهرجان القومى والمهرجانات عموماً إلى الحركة المسرحية؟
** لا شك أن المهرجانات أضافت الكثير، فالحركة المسرحية قديمة جداً، تمتلك أكبر تاريخ مسرحى فى المنطقة، وهذا الحراك المسرحى لابد أن يتم تقييمه فى مهرجاناتنا المختلفة، بدءاً من مهرجانات الجامعات إلى مهرجانات الثقافة الجماهيرية المتعددة فلدينا شعبة نوادى المسرح وشعبة القوميات والبيوت وهناك عدد من المهرجانات المستقلة ثم المهرجان الأشمل والأعم وهو المهرجان القومى الذى أضاف حراكاً وأعطى حالة من المتعة ولقاء المسرحيين فى تنافس شريف نتعرف خلاله على عروض بعضنا البعض والأفكار الجديدة وفكرة التجريب فى تاريخنا وتراثنا، ولاشك أن كل المهرجانات مهمة فالمهرجانات التى ذكرتها فى البداية هى التى تُصَّعد أفضل العروض للقومي الذى شهدنا خلاله تنافس 29 عرضا مسرحياَ فى ظل الظروف التى نمر بها حالياَ، فهذه المهرجانات ساهمت فى ترسيخ العروض لدى المسرحيين ولدى الجمهور أيضاً.
* كيف كانت استعداداتك لدور سرحان الهلالي عندما عُرض عليك لأول مرة؟
** تعودت دائما على قراءة الشخصية المعروضة علىَ عدة مرات، ثم أُنحى نفسى عنها تماماً وأبدأ فى قراءة النص كاملاً ودراسة كل الشخصيات وعلاقتها بالشخصية التى أجسدها، وقد رأيت سرحان الهلالى شخصية مركبة وشريرة وقد حرصت على الابتعاد عن الشخصية النمطية فى الشر، واستغللت الغموض الذى صنعه محمد يوسف المنصور للشخصية فى إضفاء حالة من التفاصيل التى توضح جزءاً من تاريخه بدون كلام، وشخصية سرحان فى العرض أقرب للعبة “البازل” المتناثرة طوال العرض ومع توالى الأحداث كنت أحاول كشف تفاصيل شخصيته بالتدريج، وقد درست الشخصية جيداً وبدأت فى تشريحها لاكتشاف عقدته الأصلية التى أدت به فى النهاية إلى تلك الشخصية زكيف يظهر عكس ما يبطن تماماً، فخلال العرض كل الشخصيات معرف تاريخها وتوجهاتها وتصرفاتها المستقبلية إلا شخصية سرحان الهلالى الذى لا نعلم عنه الا معلومات قليلة، لنكتشف مع الأحداث أنه ضالع فى تكوين كل الشخصيات، فانا بنيت الشخصية بشكل وفقنى الله به من خلال مراحل عمره المختلفة.
* هل كنت حريصاً على الابتعاد عن النمط الذى تم تقديمه بالتلفزيون حتى تتجنب مقارنتك بالفنان جمال سليمان؟
** الاستاذ جمال سليمان فنان عظيم والمسلسل كان مميزاً وجماهيرياً ضم كوكبة من النجوم وأخرجه المبدع الكبير محمد ياسين، وقد حرصت أن أتجنب المقارنة مع الفنان جمال سليمان وان كنت أرى أن تركيبة سرحان الهلالى فى التلفزيون كانت مختلفة عن الرواية المكتوبة ومختلفة أيضا عما قدمناه بالعرض، وأنا كنت أرى أننى لن اتأثر بأداء الفنان جمال سليمان لأننا بنينا شخصية مختلفة تماماً، ولم أفكر فى المقارنة لأننى انغمست فى شخصيتى بالعرض ونسيت المقارنة تماماً، لأن كل فنان له تأثيره وبصمته المختلفة، ولعلى فكرت فى المقارنة فى البداية فقط لكننى لم اواجه هذا الأمر بعد ذلك خاصة وأننى لم أشاهد المسلسل كاملاً وإنما بعض حلقات منفصلة.
* هل ترى أن النجاح الجماهيرى الكبير الذى حققه العرض يمكن أن يفتح المجال لمسرحة الأدب فى ظل الشكوى المتكررة من أزمة النصوص؟
** بكل تأكيد .. فقد مَنَّ الله علينا فى مصر بتراث أدبى كبير ومتنوع، وياليتنا نستطيع أن نوَّفى ونُلِّم بأدب الأساتذة العظام نجيب محفوظ وطه حسين وغيرهم، وفى ظل أزمة النصوص فإن مسرحة الأدب مهمة وستبرز لنا أسماء هامة فى مجال الدراماتورج وأتمنى أن يكون لدينا من يتحمس لإنتاج هذه الروايات لتقديمها فى المسرح وفى التلفزيون أيضاً.
* وما هو الدور الذى تعتبره نقلة فنية فى حياتك؟
** هناك العديد من الأدوار التى أعتبرها محطات مهمة فى حياتى، وأعتز كثيراً بدور “سبعاوى” الذى قدمته فى بدايتى مع المخرج سامى محمد على فى مسلسل “كلمة حق”، مع الفنانة ميرفت أمين والفنان أحمد السعدنى والفنان حسن حسنى، لأنه أحدث لى نقلة فنية وكان فاتحة خير علىَ فى عالم الفيديو، كما أرى أن دور “سرحان الهلالى” أيضا نقلة فنية لأنه أعاد اكتشافى كممثل يستطيع تقديم كافة الأدوار.
* ماهو الدور الذى عليه المسرح فى تكوينك الفنى؟
** أنا ابن المسرح، وهو عشقى الأول حتى عندما كنت أشاهد العروض المسرحية بالتلفزيون وأنا طفل صغير، وكنت أنبهر يالممثل الذى يمثل أمام الجمهور مباشرة وعندما دخلت إلى هذا العالم اكتشفت أن له سحر وبريق كبير، فأنا لى تجارب كثيرة بالتلفزيون، والسينما أعمال قليلة، ولهما سحرهما، ولكن يبقى المسرح هو المعلم الذى تعلمت من خلاله الشغف والطاقة والمسئولية ومقولة أن ممثل المسرح يستطيع التمثيل فى أى وسيلة أخرى بسهولة لم تأت من فراغ، فالمسرح هو “الجيم” الحقيقى للممثل الذى يعطيك لياقة ومرونة وقدرة على التفكير فى أدائك وفى المتلقى أيضاً وتكتشف عيوب الأداء أولاً بأول من خلال رد فعل الجمهور كل ليلة، فالمسرح صاحب الفضل عليَ بعد الله سبحانه وتعالى.
* ماهو رأيك فى إنتاج عروض مسرحية وعرضها عبر الإنترنت فى ظل أزمة كوررونا؟
** فكرة عظيمة جداً، أحيى القائمين عليها بدءاً من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والفنان خالد جلال والمخرج اسماعيل مختار، وقد شهدت الكثير من هذه العروض عندما كانت المسارح مغلقة تماماً، لكنها لا تحتمل تقديم عروض طويلة ويناسبها أكثر العروض القصيرة ذات الفصل الواحد، وهى فكرة جميلة أن نذهب بالعروض إلى الجمهور مادام لا يستطيع الوصول إلينا وهى وسيلة للتواصل مع المتلقى والحفاظ عليه، وبإذن الله ينتهى الوباء ويعود الجمهور للمسرح بكثافة.
* وأخيراً وليس آخراً ما هى أمنياتك الفنية والشخصية فى بداية عام جديد؟
** أتمنى أن يكون العام الجديد عام خير وسعادة وأن يرفع عنا البلاء والوباء لأننا عشنا عاماً كاملاً ومازلنا فى ظل هذا الوباء، كما أتمنى ان ينعم الله علىّ بالصحة والستر دائماً، وعلى المستوى الفنى أتمنى أن أكون قد وفقت فى الوصول إلى الناس بأدوار مختلفة وأحلم أن يأتى اليوم ويكون لدى حرية الإختيار فيما أقدمه وأستطيع تقديم التنويع الذى أحلم به وألا أكون محصوراً فى منطقة واحدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: عن جريدة القاهرة