سينما وتليفزيون
د. خالد عاشور يكتب: جودر الأسطورة.. وجوبيتر العظيم!
المسرح نيوز ـ القاهرة| سينما وتليفزيون
ـ
د. خالد عاشور
جوبيتر هو كبير الألهه عند الرومان.. كان إلها موقراً ضخماً يحلم بقوته الرجال وتعشقه النساء وتتمنى أن يكون أبناؤهم مثله..
كان إلها للقوة والعدل والسماء والبرق.. تقدم له القرابين وتتبارك به النساء والرجال معاً..
وحين اكتشف كوكب المشترى سمي على اسمه من فخامته وضخامة حجمة وما يفعله من توازن في حركة المجموعة الشمسية بحجمه الكبير عكس نيبتون الصعلوك والبعيد عن الشمس.
هذا ما فعله مسلسل جودر.. بدأ قويا في صورته وسحره وحكاياته وكادراته المرسومة بعين فنانيين “مخرج ومدير تصوير واضاءة وديكور وملابس وموسيقى واكسسوارات وجرافيك وخدع بصرية ومؤثرات صوتية.
ولكن الأجمل كما هو كما فعل “جوبيتر” بالمجموعة الشمسية برزانة حركته.. فعل كل فنان شارك في هذا العمل أجمل ما عنده من حركة.. فن الأداء الحركي هو أهم ادوات الفنان..
وهذا ما ظهر عليه جميع من كان من فنانين في مسلسل جودر.. حركة مدروسة نقلت كثير منهم رغم خبرته القديمة.. ولكنه في جودر كان مختلفاً في ابداعه الحركي..
بداية من الفنان “ياسر جلال” وعالميه “الملك شهريار وعرشه كعرش جوبيتر وجودر الطيب” خليط من الطيبة والقوة.. خليط من السذاجة والعند.. ثم جاءت كواكب أخرى من حوله لتكمل المجموعة الشمسية لجودر من نجوم “شواهي الداهية بمزيج من الخبث والقلق.. تودد الفاتنة بانوثتها وحركة جسدها المدروسة كمحظية..
ثم شهرزاد الساذجة سذاجة الأطفال والمحبة بغيرة الزوجة.. الشيخ عبد الواحد في عظمة للفنان أحمد بدير والتي لا تقل عظمة عن الشيخ الحطاب ولغة جسده عند الفنان عبد العزيز مخيون.. الجني “داهش المدهش” والفنان “على صبحي” رغم كونه جنيا فانه لا يخيفك بقدر حبك وابتسامتك لظهوره..
أن تعشق الجن والشياطين الشمعيين في شخصيات الفنانيين “عابد عنادي ومحمد على رزق ومجدي فكري”.. أن تتمنى ان تدخل الى عالم جودر لتضرب أخوته وكانهم اخوة يوسف في حقدهم على “جودر” ومن ثم انتصاره وانصافه الفنانين ” وليد فواز وياسر الطوبجي”..
أن تحب الجميع دون استثناء وبدون ذكر اسماء.. وكان جودر لم يكتفي بكونه مسلسل حول الأسطورة والخيال الى حقيقة بقدر ما هو أجمل الأساطير الحقيقية والمرئية..
جودر يشبه جوبيتر الكوكب الكبير في دورانه الواثق حول الشمس.. أما ما سبقه من دراما الف ليلة وليلة فهم مجرد صعلوك ك بلوتو وعطارد لا وزن لهم ولا يراهم أحد..
جودر العمل الذي كتب بصدق واخرج بصدق فتحول الى أيقونه تقدم لها كل قرابين الأعمال الدرامية التي تناولت الف ليلة وليلة .. عصى توكأ عليها “أنور عبد المغيث واسلام خيري وصناع العمل” كما فعل موسى بعصاه حين القاها على حبال السحرة المزيفين والتي ابتلعت في النهاية كل حبالهم وعصيهم الدرامية المزيفة.