مقالات ودراساتوجوه مسرحية

د. محمد حسين حبيب يكتب: سامي عبد الحميد.. الموسوعة المسرحية


المسرح نيوز ـ القاهرة: وجوه مسرحية

ـ

د. محمد حسين حبيب

 

أن تكتب عن ( سامي عبد الحميد ) ، ذلك يعني أنك تكتب عن تأريخ المسرح في العراق .. وأن تكتب عن تأريخ التجريب المسرحي في العراق ، فينبغي أن تبدأ بالكتابة عن ( سامي عبد الحميد ) .

ألقابا مسرحية عديدة نسمعها تطلق على هذا الفنان أو ذاك ، نختلف عليها احيانا او نتفق ، لكن لقبا مثل ( شيخ المجربين ) حين تم اطلاقه على رجل مسرح مثل ( سامي عبد الحميد ) لم يعترض عليه أحد .. كيف لا وهو : ( الممثل الموهوب و المخرج المبتكر و الباحث الدؤوب و والاستاذ المتمرس و المترجم الفذ و الكاتب المتنوع و المعد الحاذق و الناقد الخبير ) .. انه الموسوعة المسرحية التي نهلت من العالمية وغاصت في التراثية وتألقت في الشعبية واحتلت النجومية العربية .

لا نعرف ان نقول سوى ( استاذ سامي ) والى اليوم ، برغم حصوله على الدكتوراه منذ عام 2004 لانه الاستاذ والمربي والمعلم الفاضل ، الذي أفنى عمره في المسرح ( 1928 – 2019 ) ، حاملا معه البدايات والتحولات المسرحية المكانية والزمانية وجميع المستحدثات المسرحية ، حتى آخر أيام حياته .

كنت محظوظا باني تتلمذت على يديه لمدة اربع سنوات في مرحلة البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد ، وبعدها في منتصف التسعينات للقرن الماضي تتلمذت على يديه في دراستي الجامعية للماجستير في اهم مادة منهجية ( اكتشافات مسرحية )،

خلال هاتين الدراستين وبعدها ايضا عملت معه ممثلا في المسرحيات التالية : ( جزيرة الماعز ) 1983 و ( كليوباترا ) 1986 ، ثم وقفت إلى جانبه ممثلا في مسرحية ( طال حزني وسروري في مقامات الحريري) اخراج قاسم محمد وايضا عملت ممثلا في نفس العمل دور القاضي بالتناوب ( دبل كاست ) 1984 لفرقة المسرح الفني الحديث ..

واستمر العمل معه اذاعيا وتلفازيا ومسرحيا حتى عام 2010 .. كتبت عنه وعن عدد من أعماله عشرات المقالات النقدية والصحفية .. ثم اشرفت على رسالة الماجستير عن ( جماليات المكان في عروض سامي عبد الحميد المسرحية ) للباحث محمد الشمري التي ظهرت بعد ذلك كتابا ضمن كتب الهيئة العربية للمسرح ..

تشرفت اكثر من مرة في الجلوس إلى جانبه عضوا للجنة المناقشة في الدراسات العليا دكتوراه وماجستير حتى قال عني رحمه الله في مناقشة أطروحة دكتوراه عن مسرح السيرة كانت من أشرافه للباحث زهير البياتي قال : ( ان محمد حسين حبيب قد اضاف لنا الكثير فيما ابداه من ملاحظات واضافات وتعديلات على الاطروحة … ) لدرجة أنني وقفت منحنيا له أثناء المناقشة قائلا له ( هذه شهادة أتشرف بها استاذي فمنكم نتعلم ومازلنا ) قال لي ( اكعد اكعد ) وضحك بعدها وكان سعيدا بتلميذه الازلي وبملاحظاته النقاشية .

وفي احدى منشوراتي عنه رحمه الله على الفيس بوك .. جاءني تعليق من صديقي الدكتور حسين علي هارف بقوله ( انت امتداد له ) ويقصد استاذ سامي ، فاخجلني حقيقة وشرفني بتعليقه فقلت له ( ياريت)

في كل مرة حين افكر بالكتابة عنه رحمه الله.. تنتابني الحيرة والقلق والخوف.. فمن اين ابدأ والى اين انتهي ؟ .. وهل سأوفيه حقه ؟ .. لا اعتقد .. لكني مازلت اتعلم منه وانهل من تجربتي معه على عدة مسارات ..

 

فحين يكون مخرجا وانا الممثل عنده تعلمت من الاخراج والادارة والخبرة والفلسفة في طرح الأفكار وتكثيف الرؤية الاخراجية، وحين اكون ممثلا إلى جانبه أتعلم منه التمثيل

والانتماء والصدق والالتزام، وحين كنت تلميذا عنده تعلمت منه ادارة المحاضرة والدرس الأكاديمي وحين اجلس إلى جانبه في مناقشة للدراسات العليا انهل من علمه وشخصيته واداؤه النقاشي القاسي احيانا والمتعاطف احيانا كثيرة ..

وحين افكر في الكتابة عنه مازلت اتعلم كيف اكتب وماذا أقول … نعم ماذا اقول عن مواقفه الشخصية معي ومع الكثيرين في تثبيت ودعم مسيرتهم المسرحية الواعدة وهم الان نجوما في خارطة المسرح العراقي والعربي ..
رحمك الله.. أستاذي أبدا


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock