مسرح الرشيد في بغداد ينفض عنه غبار الإهمال والدمار ويستعيد حياته.. على يد متطوعين
المسرح نيوز ـ بغداد ـ وكالات
ـ
عانى مسرح الرشيد ببغداد من الإهمال وظل مهجورًا لأكثر من عقد، ولحقت بالمسرح العديد من الاضرار وتحول إلى هيكل متفحم في حملة القصف خلال العمليات العسكرية عام 2003.
لكن مجموعة من المتطوعين يعملون الآن يدًا بيد لتنظيفه استعداداً لإعادة افتتاحه,ويرغب المتطوعون وغالبيتهم من الشباب العراقيين في إعادة المسرح إلى مجده السابق.
وقال المخرج أحمد حسن موسى «مسرح الرشيد هذا الصرح الحضاري العراقي المتميز يمثل ذاكرة وجدانية وإبداعية و حضارية لعموم المسرحيين العراقيين بل يمثل ذاكرة للفنانين العرب لأن الكثير من المهرجانات العربية التي قدمت منها مهرجان بغداد للمسرح العربي لذلك كان لابد للفنان العراقي ولهذه النخب الشبابية من الجامعات والكليات أن تحاول أن تقدم شيء باتجاه إعادة إعماره بالحدود الممكنة بجهود ذاتية للشباب والفنانين، وننتظر من الجهات الرسمية إعادة إعماره».
وافتتح مسرح الرشيد لأول مرة في عام 1981 باعتباره واحدًا من أكبر المسارح في العراق ويمكن لقاعته إن تسع ما يصل إلى 700 شخص.
وقال متطوع يدعى مصطفى شاوي «(نحن) متطوعين كل العاملين هنا في سبيل إعادة إحياء مسرح الرشيد بعد أن كان مهملاً بسبب الدمار الحاصل بفعل الحروب والانفجارات.. اليوم مجموعة من الشباب المحبين للفن والثقافة يودون إعادة إحياء هذا المسرح الذي يعد صرح حضاري كبير وثقافي للعراق لذلك منذ تقريباً أكثر من ستة أيام متواصلة العمل مستمر لإعادة إحياء هذا المسرح بجهد بلدي كبير وجهد وزارة الشباب والرياضة المركز الوطني التطوعي».
ومن المقرر افتتاح المسرح للجمهور في الايام المقبلة وذلك بعرض مسرحية للمخرج والممثل العراقي سامي عبد الحميد.
ويعد متتبعون للوضع الفني في بغداد ان المسرح العراقي فقد بريقه واشعاعهٌ بسبب تردي الظروف الامنية والاجتماعية والاقتصادية والمهرجانات التي تقام باسمه هي في نهاية المطاف موسمية ومحدودة.
ويهتف الكثير من المسرحيين العراقيين بصوت واحد «حضرت الحريـة وغاب الأمن».
وعد فنانون عراقيون ان المسرح لا ينفصل عن الحياة بل يلتصق بها ويعبر عنها مباشرة وان «الحياة في العراق اليوم مفخخة والمسرح بدوره يرقد في غرفة الانعاش الا انه سيعود الى الحياة متى عاد الاستقرار الأمني والسياسي».
وقد انطلقت في 2013 فعاليات مهرجان بغداد الدولي المسرحي الاول الذي اقامته وزارة الثقافة بالتنسيق مع دائرة السينما والمسرح التابعة لها واندرجت ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013.
ورغم اخبار الانفجارات التي تهز يومياً مناطق متفرقة من العاصمة حتى باتت الخبر اليومي للعراقيين الذين تعودوا مشاهد الدمار والعنف فان القائمين على المهرجان اصروا على تنظيمه وعلى نجاحه واستقطابه المتابعين والشغوفين بالفن الرابع.
وشارك في المهرجان الذي حمل شعار «الان المسرح يضئ الحياة «، فرق مسرحية عربية من مصر وسوريا والاردن وتونس وفرق اجنبية من ايران وفرنسا والمانيا وروسيا واسبانيا ودول اخرى، الى جانب فرق عراقية محلية.