مـسـرحـيـة الأطفال ” سُـنـبـلـة نعنوع ” للكاتب العراقي د. مـظـفـر الطـيـب
المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل
ـ
مـسـرحـيـة * سُـنـبـلـة نعنوع *
تألـيـف
مـظـفـر الطـيـب بغداد. 2007
الشخصيات
1 ـ نعنوع
2 ـ السلطان
3 ـ الحارس
4 ـ مساعد الحارس
5 ـ المرأة العجوز
6 ـ الرجل العجوز
7 ـ رجل 1
8 ـ رجل 2
9 ـ رجل 3
10 ـ أمرأة 1
11 ـ الصدق
12 ـ الشجاعة
13 ـ الأمانة
ملاحظة : ” يمكن تمثيل أكثر من شخصية بحكم بناء المسرحية ”
*المشهدالأول*
المنظر العام:-
( ساحة مدينة خالية تماما من الناس وعليها آثار التعب والبؤس,يدخل
نعنوع ويبدو عليه التعب والجهد والعناء, يلتفت يمينا وشمالا ولا
يجد أحد، يبدأ بالصياح ).
نعنوع: هي….. هي….. أيها الناس…. ياسكان هذه المدينة؟؟ ألا يسمعني أحد ؟؟ ألا
يجيبني بشر؟؟!! أيها الناس… (يبدأ عليه الخوف), ياسكان المدينةالطيبة ألا
تسمعوني أيها الطيبون؟؟(مع نفسه) لاأحد يجيب….. يبدو أنني دخلت في مدينة
مهجورة…. (يدخل رجل1 مسرعا,فيركض نحوه نعنوع لكنه لايستطيع اللحاق
به من كثرة سرعته, فتدخل أمرأة1 من الجهة الأخرى بسرعة أكبر من الرجل
فيسرع نعنوع نحوها ولكن دون جدوى من كثرة سرعة المرأة).
نعنوع: (بخوف) لا…… لا….. أكيد أنا في مدينة مهجورة وإلا لم هذه السرعة ولماذا لم
يتوقفوا حين يروني؟؟ عليَ الذهاب من هذه المدينة.
(يدخل رجل 2 يحدث نفسه)
نعنوع: (يركض نحو الرجل) أيها الرجل الطيب أسالك ؟…. لماذا أنتم مسرعون
هكذا ….؟؟
الرجل 2 : (لا يجيب ويخرج مسرعا).
(تدخل أمرأة عجوز تمشي بمساعدة عكاز)
نعنوع: (يركض نحوها) أنت أيتها المرأة الطيبة، من سيرشدني للحقيقة …. لم أنتم
تركضون هكذا ولا أحد منكم يجيب على سؤالي؟؟
المرأة العجوز: (تنظر إليه وتضرب العكاز على الأرض دون أن توجه الكلام إليه) لا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. (ثم تخرج).
نعنوع: (بفرح شديد) إنها تكلمت …. تحدثت …… ياسلام ….. ياسلام ( في هذه
الأثناء يستدرك و إذا بالعجوز قد خرجت ثم يركض نحوها) أيتها المرأة
الطيبة….. أيتها المرأة الطيبة….
(يدخل رجل 3 وهو في قمة غضبه ويصرخ بأعلى صوته).
رجل 3 : هذا ظلم……. ظلم……. نعم إنه قمة الظلم والطغيان، أين نذهب؟ لمن نشتكي
أمرنا ومن يسمع صوتنا….. أنه ظلم….. ظلم كبير
( ثم يخرج).
نعنوع: هؤلاء قوم غريبة أطوارهم….!! ربما هم من الأنس أو ربما من الجن….؟!
لأختبأ وأرى بماذا يتحدثون مع بعضهم البعض… وماذا يطلبون؟؟ ومما
يشكون؟! ولماذا لايتحدثون معي؟!
(يختبأ في الجهة اليمنى وينتظر الناس حين خروجهم ,فيدخل رجل 1 ورجل 2 )
الرجل 1 : إنا لله وإنا أليه راجعون.
الرجل 2 : لا بد من فعل شيء .
( تدخل المرأة 1 )
المرأة: أين أذهب….؟؟ لمن أشتكي أمري…..؟؟ أطفا لي جوعى…….
ياألله…….
الرجل 3 : (يدخل الرجل 3 ) زوجتي على وشك الولادة ولا يوجد عندي شيء في
البيت …. الى أين أذهب وماذا سأقول لمولودي الجديد….؟؟
(تدخل المرأة العجوز)
المرأة العجوز: ما لكم أيها الناس لِم أنتم صامتون ؟ لِم أنتم لا تتحدثون…….؟؟ لِم لا
تشتكون؟؟!! لم لا تتظاهرون …. لِم هذا السكوت…… لِم هذا
الخنوع؟؟!!
الرجل 1 : أنت تعرفين جيدا…….
المرأة العجوز: لا أعرف ……. علمني …… قل لي لم أنتم صامتون أيها
الرجال….؟؟
الرجل 2 : القسوة…… القسوة أيتها المرأة الطيبة.
المرأة 1 : لنذهب للسلطان ونبلغه بالأمر .
الرجل 1 : السلطان…. ياويلي…….. ياويلي……
أنا لن أذهب معكم…..
المرأة العجوز: أنت جبان ……
الرجل 1 : جبان …… جبان……… لايهم……. المهم أن أكون على قيد
الحياة…..
(يدخل رجل كبير في السن جدا)
الرجل الكبير: أولادي……. أولادي يتضورون جوعا ألا يوجد عندكم خبز ألا يوجد
عندكم قليلآ من الدقيق….؟؟
المرأة العجوز: لا يوجد خبز ولا دقيق في المدينة يارجل…… ألست أنت من
المدينة…..؟!
الرجل الكبير: نعم من المدينة وأعلم أن لاخبز ولا دقيق في هذه المدينة اللعينة
بسبب سنبلة القمح.
الرجل 1 : ولماذا أنقطعت سنبلة القمح ولم تعد تعطينا قمحا؟؟ لماذا….
لماذا؟؟
الرجل 2 : اللعنة……….. هي اللعنة يارجل.
المرأة العجوز: أخرس ولا تتكلم ….. أيةُ لعنة تتحدث عنها.
الرجل 3 : وماذا نفسر ذلك أيتها العمة…..؟؟ سنبلة القمح لم تعد تعطينا قمحا
فماذا يعني ذلك؟؟
المرأة 1 : الكلام لاينفع …. لاينفع …….. نريد خبزا…… نريد قمحا……..
نريد دقيقا……. نريد الحياة ……. نريد العيش……
المرأة العجوز: لنذهب الى السلطان ونبلغه بالامر.
الرجل الكبير: هو يعرف ويعلم لكنه مهتم بشيء اخر…..
الرجل 2 : سوف يقتلنا إذا ذهبنا إليه بهذا الوقت……
المرأة العجوز: ومتى نذهب إليه برأيك ؟؟.
الرجل 2 : ها………. لا ادري.
الرجل الكبير: (يبدأ بالصراخ ) أيها السلطان….. أيها السلطان…… نريد
خبزا….. نريد قمحا … نريد دقيقا…..
(يدخل حارس السلطان وخلفه مساعده )
الحارس: ويحكم …………. ما هذا الصراخ ؟!
المساعد: ويحكم ………….. ماهذا الصراخ ؟!
المرأة العجوز: نريد مقابلة السلطان….
الحارس: السلطان مشغول……!!
المساعد: السلطان مشغول…….!!
الحارس: (للمساعد) أخرس…..
المساعد: أخرس (يستدرك) آَسف …… اَسف أيها القائد.
الحارس: هيا…… هيا كل إلى منزله …… لا أريد تجمعات….
الرجل الكبير: نريد مقابلة السلطان لنشرح له ألأمر .
الحارس: قلت لكم السلطان مشغول…..
المرأة العجوز: وبماذا مشغول سلطانكم هذا….؟؟ ها……..؟؟
الحارس: (يتلعثم) ها……… لا أدري …..
المساعد: أنا أدري ……. أنه مشغول بحفلة عيد ميلاده…..
الحارس: (يستدرك) أخرس أيها المساعد الغبي……
المساعد: آسف…… آسف أيها القائد
المرأة العجوز: السلطان مشغول بعيد ميلاده ونحن نموت من الجوع ؟؟ هل هذا
منطق ؟؟…….. هل هذا عدل؟؟!!
الحارس: العدالة أن تذهبوا إلى بيوتكم وعندما يفرغ السلطان سيبعث إليكم…..
الرجل الكبير: أنا لن أعود الى بيتي إلا والخبز معي فأن أطفالي ينتظرون !!! ……
الحارس: وماذا يصنع لكم السلطان….؟؟
المرأة العجوز: هو السلطان وهو الذي يجب أن يفعل شيء.
الحارس: ماذا يفعل السلطان إذا كانت سنبلة القمح لا تثمر؟!
الرجل 2 : ليجد لنا الحل…..!!
الحارس: أخرس ………. أخرسوا وهيا الى بيوتكم .
الرجل الكبير: أنا سأذهب الى السلطان…….. من سيأتي معي…..؟؟
المرأة العجوز: جميعنا يأتي معك…….
الرجل الكبير: إذن هيا الى السلطان……. (يخرج).
الجميع: (يخرجون خلفه) الى السلطان.
الحارس: (لمساعده) هيا……. هيا بنا علينااللحاق بهم . (يخرجون).
نعنوع: (يظهر من خلف الجدار في جهة يمين المسرح )
الآن عرفت السبب……. الآن عرفت الحقيقة…… المدينة تعاني من
شحة الخبز والدقيق …. والسبب هو عزوف سنبلة القمح من إنتاج
القمح ….. لأذهب خلفهم وأرى السلطان ماذا سيفعل لهم …. ؟؟؟
( يخرج ) .
*إطفاء*
*المشهد الثاني*
( باحة كبيرة لصالون السلطان مليء بالناس والراقصين والراقصات ويتوسطهم السلطان جالسا وامامه انواع الفواكه والمأكولات ,وهو يستمتع بالغناء والرقص فتدخل المجموعة وينقطع الرقص والغناء ويقف في الخلف نعنوع ).
السلطان: ويِحكم…… ويِحكم ….. ما هذا التجاوز ……… أيها الحرس ….أيها
الحرس.
الحارس: مولاي؟؟ ( يتقدم نحو السلطان).
السلطان: (يصفعه بقوة) ما هذا أيها الأحمق ؟
الحارس: إنه الشعب يامولاي….
السلطان: (يصفعه مرة اخرى) اعلم أنه الشعب.
الحارس: ولماذا تسأل إذن يامولاي؟
السلطان: أسألك ايها الغبي … كيف يتجرأون ويدخلون عليَ وأنا أحتفل بعيد ميلادي
كيف يحصل ذلك؟؟
الحارس: يا مولاي… لقد قلت لهم كل شيْ… توسلت إليهم دون جدوى……. لقد
اندفعوا اليك مسرعين ولم أستطع ايقافهم…..
السلطان: لكنني أستطيع ايقاف أنفاسك أيها الأحمق.
الحارس: الرحمة……. الرحمة يامولاي….
السلطان: ( للمجموعة) هيا…. هيا اذهبوا الآن….. اذهبو فأنا مشغول كما ترون
بعيد ميلادي هيا…… هيا…….. ( تبدأ المجموعة بالانسحاب)
نعنوع: ( يتدخل بقوة ) الى أين يذهبون ….. وماذا عساهم أن يفعلوا والمدينة
خالية تماما من الخبز والقمح وسنبلة القمح لا تثمر….
وأنت مشغول بعيد ميلادك…….؟ إلى أين يذهبون …..ها…… إلى أين؟
(يعم الصمت والجميع ينظربأتجاه نعنوع , فيغضب السلطان بشدة ويصرخ بأعلى صوته)
السلطان: جاسوس …… جاسوس….. أيها الحرس اقبض على هذا
الجاسوس……
(يتحرك الحارس ومساعده للقبض على نعنوع , فيمسكون به ويربطون يده بالحبال).
السلطان: تكلم أيها الجاسوس …. أيها الغريب ! من أين أنت؟؟
نعنوع: أنا من مدينة الواق واق…..
السلطان: ولماذا جئت الى هنا؟
نعنوع: أبحث عن عمل…….
السلطان: تبحث عن عمل أم تتجسس علينا أيها الغريب…….؟؟
نعنوع: لا أيها السلطان…… أنا لن أتجسس لا عليك ولا على غيرك……
السلطان: اخرس فقد انكشفت لعبتك أيها الغريب، إنك تريد أن تفرق الشعب
وتعمل الفوضى……… أيها الحراس.
الحارس: أمرك يامولاي…..
السلطان: لقد أمرت أنا السلطان بإعدام هذا الجاسوس الغريب
( يستدرك) ما اسمك؟
نعنوع: نعنوع…………
السلطان: نفنوع……….
نعنوع: نعنوع…….. نعنوع…….. أيها السلطان.
السلطان: نفنوع ……. ممنوع…….. نعنوع………. المهم حكمت عليك
بإلاعدام ….. أيها الحارس.
الحارس: مولاي…………؟؟
السلطان: نفذ…………. نفذ…..
الحارس: أمر مولاي……..
نعنوع: أيها السلطان أتأذن لي بكلمة؟
السلطان: لا………لا أسمح لك بالكلام………
نعنوع: كلمة واحدة وافعل ما تشاء……
السلطان: (يفكر) ها……..؟ تكلم ولكن أوجز واختصر.
نعنوع: لقد حكمت عليّ بالإعدام وأنا موافق على حكمك…….
الجميع: ماذا؟ (بذهول)…..
السلطان: نعم ……. أنا أعرف أنني سلطان عادل…….
نعنوع: ولكن بإعدامك لي لا تستفيد شيئا.
السلطان: كيف لا أستفيد ….. أحقق العدالة…..
نعنوع: وأنا أطلب من عدالتك أن تُعطيني يومين …. يومين فقط…… وأنا أجد لك
الحل للسنبلة وللقمح وأجعل مدينتك مليئة بالخبز والدقيق والقمح……..
السلطان: (وهو يفكر) ها !!…… كيف ذلك؟؟!
نعنوع: ما عليك سوى أن تمهلني يومين فقط وبعدها افعل بي ما شئت.
السلطان: (يفكر) لقد وافقت أنا السلطان أن أعطيك مهلة يومين لتجد لنا الحل للسنبلة
والقمح……… وإذا لم تجد الحل سنعدمك أمام الجميع….
نعنوع: اتفقنا أيها السلطان …..
السلطان: ليذهب الجميع ……. كل إلى بيته…….. هيا.
*يخرج الجميع*
* إطفاء*
*المشهد الثالث*
(نعنوع لوحده بين سنابل القمح وهو يندب حظه ولا يعرف ماذا يفعل).
نعنوع : مالي ومال هذه المدينة وهذه الحكاية ……. لِم حشرتُ نفسي في موضوع
ليس لي فيه ناقةٌ ولا جمل….. ( يستدرك) ….. لا… لا يا نعنوع كيف
تقول هذا الكلام …… أليس من واجبك أن تساعد الناس وتقدم لهم يد العون
….. أذهب حيث أنت القوي الشجاع الأمين الصادق بأفكارك وعملك..
( مع نفسه مع بعض الشيء من الملامة ).
أيٌ صدق هذا الذي يقودني للإعدام….
( يستدرك) لا يا نعنوع النجاة في الصّدق أيها النعنوع……
السنبلة: صدقت يانعنوع….
نعنوع: ( يقفز من مكانه)….. بسم الله الرحمن الرحيم…. من…. من المتحدث…..
من….؟؟
السنبلة: أنا….. أنا ….. يانعنوع….
نعنوع: ( يقفز من مكانه ولا يعرف أين يذهب) قلت من…….. من المتحدث……؟؟
السنبلة: أنا……. أنا صديقتك يانعنوع……….
نعنوع: (يلتفت يمينا وشمالا) صديقتي……. أين أنت أيتها الصديقة …
تعالي……… تعالي أيتها الصديقة….
السنبلة: أنا هنا بجانبك…….
نعنوع: بسم الله الرحمن الرحيم…… بجانبي……. هل انتِ أنسيٌ ام جان…..؟؟
السنبلة: أنا السنبلة يا نعنوع …… أنا السنبلة التي لا تثمر القمح يا نعنوع .
نعنوع : السنبلة… حقا هذا الصوت من السنبلة.
السنبلة: نعم يا نعنوع…… فأنا أتحدث مع الناس الصادقين الشجعان الأُمناء .
نعنوع : ها……………
السنبلة: نعم وأنت واحد منهم……….
نعنوع : ها………
السنبلة: ألم تقف بوجه السلطان بشجاعة ؟
نعنوع : نعم……
السنبلة: ألم تقل الحقيقة والصدق؟
نعنوع : نعم……
السنبلة: ألم تكن أمينا في إحساسك ومشاعرك أتجاه الناس؟
نعنوع : نعم…..
السنبلة: كل هذه الصفات هي ما أبحث عنها…..
نعنوع : ها…….؟؟
السنبلة: أن صفة الشجاعة والصدق والأمانة أهم صفات الناس.
نعنوع : هذا صحيح ولكن لم لا تثمري وينتهي الأمر؟
السنبلة: أيٌ أمر؟
نعنوع : الأزمة التي يعاني منها الناس……… قلة الخبز وأنعدام القمح…..
السنبلة: اسمع يا نعنوع……….. بما أنك آثرت على نفسك وكنت شجاعا
وصادقا وأمينآ….. فأنني سأقول لك سر يساعدك على ايجاد
الحل…
نعنوع : أيُ حل…..؟
السنبلة: حلُ مشكلة القمح…..
نعنوع : ولماذا تقولين لي دون غيري؟
السنبلة: لأنك الوحيد الذي لا زال فيك صفات الشجاعة والصدق والأمانة….
نعنوع : وما دخل تلك الصفات بمشكلة القمح………؟
السنبلة: أسمع يا نعنوع ……. إن هذه المدينة فقدت الصدق ولم يعد للشجاعة
مكانة في نفوسهم ولم يعطوا للأمانة حقها….
نعنوع : نعم……..؟
السنبلة: ولذلك فقد رحل الصدق من هذه المدينة وتبعه الشجاعة والأمانة ……
وأنا يا نعنوع لاأستطيع أن اثمر دون وجود البذرات الثلاثة للصدق
والشجاعة وألأمانة….
نعنوع : ها………… هذا أمرُ خطير …… خطير جدا!!
السنبلة: ليس خطيرا يا نعنوع ………. عليك أن تذهب الى جبل الصدق
والأمانة والشجاعة وتجلب من هناك البذرات وتضعها في جذري وعندها
أستطيع أن أثمر يا نعنوع.
نعنوع : وهل سيعطوني البذرات…..؟؟
السنبلة: بالتأكيد يا نعنوع ….. لأنهم يعرفونك.
نعنوع : ها………. يعرفوني ؟؟ كيف……؟
السنبلة: طالما تمتلك الصدق وتتمتع بالشجاعة وكنت أمينا في خطابك مع
السلطان فإنهم سيعرفونك.
نعنوع : إذن دُليني عن الطريق وسوف أجلب لك البذرات.
السنبلة: سأدلك الطريق ولا تخبر أحدا…… ( تبدأ بسرد الطريق) ستقطع الغابة
الحمراء وسوف يأتيك الوادي الأخضر ثم تصعد الى جبل الصدق والأمانة
والشجاعة …….. توكل على الله ولا تلتفت يا نعنوع …….
نعنوع : نعم…. سأذهب ولا أعود إلا بالبذرات …..
أنا قادم أليك أيها الجبل …..
قادم أليك أيها الصدق…..
وأنت أيتها الشجاعة…….
وكذلك أيتها الأمانة…….
أنا قادم إليكم جميعا………..
*يخرج*
* أطفاء *
*المشهد الرابع*
( حارس السلطان وتابعه يبحثون عن نعنوع في ساحة المدينة).
الحارس: لن يفلت مني؟
المساعد: نعم لن يفلت مني؟
الحارس: سأقتلك يا نعنوع ….. يعني سأقتلك؟
المساعد: نعم سأقتلك يا نعنوع ….. يعني سأقتلك؟
الحارس: وسأظل خلفك…… خلفك كظلك؟
المساعد: وسأظل خلفك….. خلفك كظلك؟
الحارس : ( للمساعد) أٌسكت ولا تردد كلامي.
المساعد: اُسكت ( يستدرك ويمتثل لأوامر الحارس) نعم…. نعم أيها القائد.
الحارس: أنا مشتاق لإنتهاء اليومين ومن ثم سأقطع رأسك بسيفي هذا…….. لن
تفلت من يدي لن تفلت… مهما حصل سأكون بقربك ولن أجعلك تغادر
المدينة…… أو تجد الحل لمشكلة السنبلة.
المساعد: ولماذا لا تتمنى أن يجد الحل أيها ألقائد؟
الحارس: أيها الغبي …. أيها الغبي…. إذا وجد الحل فأن تجارتنا كلها ستبور ….
نعم ستبور.
المساعد: ستبور…. ستبور…….. وما معنى ذلك أيها القائد؟
الحارس: أنت لا تفهم …… ولا أريدك أن تفهم .
المساعد: أرجوك أيها القائد أنا هذه المرة أريد أن أفهم……
الحارس: يا مساعدي الذكي إن انقطاع سنبلة القمح من الثمر يعني شح الدقيق….
وانعدام الخبز…. وهذا يعني الجوع والفقر والموت …. يعني أنني
سأجلب القمح من المدن المجاورة وستربح تجارتي وسأتحكم بالناس
وأربح الأموال تلوالأموال…..
المساعد: مع أنني لا أفهم ما تقول …. لكنني أرى أن ما تقول لن يتحقق….
الحارس: اسكت أيها الغبي ودعنا نفتش عن ذلك المغرور نعنوع ولنرى ماذا
عساه سيفعل؟!
* يخرج*
*اطفاء*
*المشهد الخامس*
(نعنوع وسط الغابة وهو يرتدي ملابس غريبة من أغصان الأشجار وكأنه شجرة تتحرك وذلك حتى يستطيع أن يتستر من الحيوانات وكذلك من الحارس ومساعده )
نعنوع : بهذه الملابس لا يستطيع أحد أن يكتشفني لا الحارس ولا مساعده الغبي ولا
أسد ولا حتى نمر… (يمشي بين ألأشجار وهو يغني فرحا بمشواره الذي
سيعود به بالنصر للمدينة)
(يدخل الحارس ومساعده)
الحارس: أين ذهب هذا النعنوع أين البنبوع أين الممنوع ……؟؟
المساعد: (يرد خلفه ) أين البنبوع ….
الحارس: ليس له أثر ……. ليس له أثر ….. وكأنه قطعة ملح وذابت….
المساعد: وهل يذوب الملح في الغابة ياسيدي؟!!!
الحارس: أخرس…… أخرس أيها المساعد الأحمق أسكت ولا تجعلني أغضب منك.
المساعد: (ببلاهة) تغضب مني وهل أنا عملت شيئا قبيحا لا سمح الله….
الحارس: أسكت ……. أسكت…….. ودعنا نفتش عن هذا النعنوع ( يخرجون
من شمال المسرح فيدخل نعنوع من يمين المسرح)….
نعنوع : ( وهو داخل بملابسه المتنكرة)
يبدو أن هذا الحارس اللعين سيظل خلفي…. خلفي… عليَ أن أجد الحل
المناسب له وإلا فإنه سيبقى يمشي خلفي ويكشف سري…. (يبدأ
بالتفكير) ماذا أفعل …… ماذا أفعل…. ماذا ستفعل يا نعنوع … ماذا
تفعل……؟؟؟ نعم ….. نعم……. سأختبأ خلف هذه الشجرة وعندما
يمر من هنا سأتحدث معه وكأني شجرة …. عندها سيهرب
لا محالة……. نعم إنها أفضل فكرة… فكرة جهنمية…. ( يقف بخلف
الشجرة أو بجانبها دون حركة فيدخل الحارس ومساعده)
الحارس: أين أنت يا نعنوع …… أين أنت يامنبوع …….. أين أنت يا
ممنوع …..
المساعد: لنعود ياسيدي …… يبدو أنه اختفى …… لقد هرب ياسيدي……
الحارس: اسكت… اسكت ولا تتفوه بكلمة واحدة …. (بصوت أعلى) سأجدك ….
يا نعنوع ….. سأجدك أينما تكون…
نعنوع : ( وهو خلف الشجرة وبصوت متنكر وكأنه واحد من الجان)…
ستجد من أيها الحارس التعبان….؟؟
الحارس: (يقفز مذهولا هو والمساعد ) بسم الله….. بسم الله….. أنه جن…..
نعم جن (يذرعان المسرح شمالا ويمينا ولا يعرفان أين يقفان).
نعنوع : قفا…….. قفا………
الحارس: (وهو في شمال المسرح والمساعد في يمين المسرح) بسم الله …..
نعم……. نعم….. نقف….(ينادي المساعد) قف…… قف أيها
المساعد.
نعنوع : أسمع أيها الحارس…..
الحارس: (مع نفسه) أيها الحارس……… (لنعنوع ) كيف تعرفني أيها الجني
الطيب؟
نعنوع : اسكت ولا تتفوه بكلمة واحدة.
الحارس: نعم……. نعم سأسكت………… ولكن ………. ماذا …….. ماذا
تريد مني….؟ أُأُمر وأنا سأنفذ.
المساعد: نعم……. نعم….. سننفذ.
نعنوع : اسكت أنت أيها المساعد الغبي….
المساعد: وكيف تعرف أنني غبي…..
نعنوع : اسسسسكت ولا تتحدث….
المساعد: نعم….. أمرك
نعنوع : اسمع أيها الحارس.
الحارس: نعم.
نعنوع : وأنت أيها الغبي….
المساعد: نعم….
نعنوع : إن نعنوع هو من جماعتنا …… وإن أي أقتراب
منه يعني الاقتراب منا…. ونحن لانرحم من يقترب منا ….. نحن
معشر الجن…. هللل، هل فهمت؟
الحارس: ن.ن.ن.ن……. نعم …… نعم سمعت.
نعنوع : وأنت أيها الغبي …..
المساعد: س………س………. سمعت أيها الجني الطيب.
نعنوع : اخرس…… اسمع أيها الحارس.
الحارس: نعم………. نعم…… ياسيدي.
نعنوع : تأخذ هذا المساعد….
المساعد: (يقاطعه) الغبي…..
نعنوع : أحسنت، المساعد الغبي وتذهبا من هنا وإياكما …. إياكما أن تلحقوا
وتفتشوا نعنوع .
الحارس: نعم…. نعم….. أمرك أيها الجني الطيب.
نعنوع : اخرس ولا تتحدث بأي كلمة ….. والآن هيا ….. هيا …. اذهبا من
هنا ولا أريد أن اراكما مرة أخرى….
الحرس: حاضر…. حاضر………… (للمساعد) هيا…….. هيا……….
أيها المساعد…… هيا … (يخرجان).
نعنوع : (يتحرك من خلف الشجرة أو بجانبها )
أيـــه….. لقد تخلصت من هذا الحارس الفضولي ومساعده
الذكي جدا جدا … والآن عليً متابعة المسير والوصول إلى جبل
الصدق والشجاعة والأمانة.
* يخرج*
*إظلام*
*المشهد السادس*
( نعنوع يواصل مسيره نحو جبل الصدق والشجاعة والأمانة مخترقا الغابة الحمراء والوادي
لأخضر مع أغنية أو حركة موسيقية مناسبة تبين جهد نعنوع في المسير والتقدم وتفاؤله
بالذهاب والوصول إلى الهدف المنشود).
نعنوع : (مع نفسه) لم يتبقى الكثير وستصل يا نعنوع ….. وتحقق ما كنت تصبو
إليه ها هو الجبل على مرمى العين وسأصل إلى هناك وأطلب ما أريد .
(يواصل المسير على أنغام الموسيقى أو الأغنية).
*يخرج*
*إطفاء*
*المشهد السابع*
(يصل نعنوع الى جبل الصدق والشجاعة والأمانة وهو منهك من التعب والأرهاق فيجد الجبل عبارة عن ثلاث أهرامات أو شبه الأهرامات أو مرتفعات، وكل مرتفع أو هرم يمثل صفة من الصفات الثلاثة ، واحدة للصدق يتربع على عرش المرتفع رجل كبير في السن يلبس الأبيض بلحية بيضاء طويلة وجلباب كبير وطويل يغطي المرتفع يمثل صفة الصدق, وكذلك الشجاعة والأمانة حيث يتشابه الجميع في الملبس والشكل ويحملون بأيدهم عصا فيها ثلاث فروع قابلة
للنزع من العصا, يدخل عليهم نعنوع فيرتاب ويخاف ويحاول الرجوع من شدة الخوف)
الصدق: تقدم يانعنوع ولا تخف.
نعنوع : ها….. (بخوف) نعنوع ؟؟ (باستفهام)
الشجاعة: نعم…… نعنوع …… تقدم ……. أهلا وسهلا….
نعنوع : (بقلق) أهلا وسهلا نعنوع …؟
الأمانة: كيف لا نرحب بك أيها الشجاع.
نعنوع : (يطمئن شيئا فشيئا) كيف تعرفون أسمي……؟؟
الصدق: كيف لا نعرف من هو صادقا ويبحث عن الصدق….؟؟
الشجاعة: وكيف لانفرق بين من هو شجاع وبين الجبان يا نعنوع .
الأمانة: وكيف لا نعرف من هو حامل لواء الأمانة في نفسه وضميره وعقله.
نعنوع : وهل أتمتع بكل هذه الصفات….؟؟
الصدق: نعم وأكثر من ذلك.
الشجاعة: ولو لم تكن شجاعا ما وقفت بوجه ذلك السلطان وقلت الحقيقة.
نعنوع : أنا……..؟؟
الأمانة: نعم أنت…… وقطعت كل تلك المسافة لتصل ألينا وتكن أمينا على الوعد
الذي قطعته على نفسك أمام السلطان لتجد الحل لتلك المدينة المسكينة.
نعنوع : (بفرح شديد) إذن ستأتون معي؟؟!!
الثلاثة: كلا.
نعنوع : (باندهاش شديد) ماذا…..؟
الصدق: لن نأتي معك حتى تتغير المدينة ويعم الصدق…..
الشجاعة: وتنبت في نفوسهم الشجاعة……
الأمانة: وتكثر في قلوبهم الأمانة……
نعنوع : كيف يكون ذلك وأنتم هنا؟
الصدق: سأعطيك بذرة الصدق وأرى ماذا ستنبت تلك البذرة,عرفانا لجهدك
وصدقك……. خذها وأزرعها في جذر سنبلة القمح.
الشجاعة: وأنا أعطيك بذرة الشجاعة لتزرعها في تلك المدينة وهذا العطاء تقديرا لجهدك
وشجاعتك، خذ هذه البذرة وأزرعها في جذر سنبلة القمح.
الأمانة: وأنا سأفعل مثل أصدقائي ، وأعطيك بذرة الأمانة لتحملها معك وتزرعها في
جذر سنبلة القمح عسى ولعل أن يعم الأمان والأمانة.
نعنوع : (يأخذ البذرات الثلاثة بفرح شديد) سأعدكم بأن هذه المدينة ستتيغر وستعودون
إليها وسيعم الخير ويكثر الصدق وتنتشر الأمانة وتسود الشجاعة…..
دعوني أذهب فأن المدينة تنتظر بفارغ الصبر……..
الثلاثة: أذهب رعتك السلامة.
(يخرج نعنوع بفرح شديد وهو يغني ويرقص)
*إطفاء*
*المشهد الثامن*
(باحة قصر السلطان وجمهور الوزراء والحرس والخدم وجميع أفراد الشعب ويتوسط الجميع متربعا على عرشه السلطان).
السلطان: أيها الحارس……
الحارس: مولاي…….
السلطان: ألم تنتهي المدة المقررة لممنوع ………..منبوع …..بربوع……
الحارس: نعنوع………. نعنوع يامولاي…….
السلطان: نعنوع ……. ممنوع …… بربوع……… كلها بووووع ……..
المهم أنتهت اليومين وأنتهى الأمر.
الحارس: أمر ماذا ياسيدي……..؟؟
السلطان: أمر الإعدام أيها الغبي…..
الحارس: صحيح…… صحيح…… يامولاي علينا أن ننهي هذا الأمر ونعدم
الجاسوس اللعين نعنوع أمام الناس ليكون عبرة لمن يعتبر.
السلطان: إذن عليك أيها الحارس الهمام إحضاره في الحال….
الحارس: ها………. (باندهاش).
السلطان: ألم تسمع أيها الحارس…….
الحارس: (بارتباك) ن………ن……… نعم……… نعم…..
السلطان: (بعصبية) وماذا تنتظر إذن…..؟؟ هيا……. أحضره في
الحال…….. هيا…….
الحارس: (بخوف شديد يلتفت يمينا وشمالا ولا يعرف ماذا يصنع)
أ…….أ…….
السلطان: لا تؤ ؤ…….. إذهب واحضر بربوع……
الحارس: (وكأنه يبكي) أين أذهب ومن أين أآآآتي لك نعنوع ؟
السلطان: ماذا تعني (بعصبية)….؟؟
الحارس: إنه هرب ياسيدي ……… هرب.
الجميع: ماذا……… هرب؟؟
السلطان: سكوت…….. سكوت…… أيها الحارس البائس سأقتلك بدلا عنه.
الحارس: يامولاي الرحمة…….. الرحمة يامولاي إن نعنوع ليس من الانس
حتى أستطع أن أتبعه وأمسكه أيها السلطان الطيب.
السلطان: اسكت ولا كلمة……. يبدو عليك الهذيان هذه المرة…… يهرب منك
فتقول عنه أنه من الجان….. لماذا تركته يهرب لماذا…..؟؟؟
الحارس: ياسيدي لم استطع أن ألحق به .
السلطان: أين ذهب….. أين ذهب………….
(يدخل نعنوع )
نعنوع : ذهبت لأجلب لك الحل أيها السلطان.
الجميع: نعنوع …..
نعنوع : نعم نعنوع …..
السلطان: لقد انتهت المدة ولم تجلب الحل.
نعنوع : بل هو في جعبتي أيها السلطان.
السلطان: (يفرح بذهول) الحل في جعبتك…..؟؟
نعنوع : نعم …. نعم أيها السلطان, لقد عرفت سرَ عزوف سنبلة القمح عن
الثمر ….. وقد حاول حارسك هذا منعي من إيجاد الحل حتى يتسنى
له وللطامعين من أمثاله أن يستغلو شح الخبز والدقيق فتربح
تجارتهم بالكذب والخداع والرياء.
السلطان : هكذا إذن……
نعنوع : نعم أيها السلطان….
السلطان: ولكن ما السِر في عزوف السنبلة؟
نعنوع : سنبلة القمح لا تثمر إلا بوجود بذرات الصدق والشجاعة والأمانة،
ولأن الصدق انعدم في هذه المدينة ولم يعد أُناسها يملكون الشجاعة
في أنفسهم وليسو أُمناء في قول الحقيقة .
السلطان: نعم.
نعنوع : فقد رحلوا جميعا من هنا….. الصدق والشجاعة والأمانة…… ذهبوا
بعيدا عن هذه المدينة وعزفوا عن إعطاء البذرات للسنبلة.
السلطان: ولذا انقطعت السنبلة عن الثمار؟
نعنوع : نعم أيها السلطان.
السلطان: والآن؟
نعنوع : لقد جلبت البذرات ولقد وعدوني أنهم سيعودون للمدينة إذا انتشرالصدق
والشجاعة والأمانة (يعطيه البذرات الثلاثة).
السلطان: احسنت أيها الصديق الطيب بربوع .
نعنوع : نعنوع ياسيدي نعنوع .
السلطان: بربوع ……… ممنوع ……… نعنوع ………. كلها واحد ….. والآن
أنت من سيشهد عقوبة هذا الحارس الخائن (ينادي المساعد) أيها المساعد .
المساعد: نعم مولاي؟
السلطان: خذ هذا الحارس الخائن الى السجن ليكون عبرة لمن يعتبر (يأخذ المساعد وهو
يولول ويصرخ ويخرجان).
وأنتم أيها الناس افرحوا وغنوا بهذا الإنجاز.
نعنوع : يا أيها السلطان……… الإنجاز لا يكون إنجازا إلا إذا عملنا به…. علينا أن
نكون صادقين، أُمناء، شجعان …. حتى يعم الخير وتكثر السعادة والسرور.
السلطان: اشهدوا عليَ أيها الناس أني سأعمل بكل تلك الصفات الخيرة المباركة وتكريما
لبربوع .
الجميع: نعنوع ….
السلطان: نعم….. نعنوع سيكون وزيري الأول وساعدي الأيمن…. ماذا تقول
يا بربوع .
نعنوع : نعنوع ….. ياسيدي نعنوع ………..
السلطان: نعم….. نعنوع ……
نعنوع : شكرا لك أيها السلطان وشكرا لشعبك الطيب، ولكني لا أستطيع البقاء هنا
فإن مدينتي وأهلي ينتظروني، سأدعوا لكم بالخير والسعادة والسلام.
السلطان: وتتركنا يا نعنوع ….؟؟
نعنوع : لا يا سيدي سأزوركم بين الحين والآخر…. والآن افرحوا وغنوا وارقصوا
فإن الخير قادم.
(يبدأ الجميع بالغناء والرقص والتصفيق ومن ثم إظلام)
أنتهت بعون الله
في
5-5-2007
بغداد