أيقونة الفن العماني “فخرية خميس”: الموهبة وحدها لا تكفي.. وشخصية فتون لم تكن وليدة الصدفة!
مهرجان الدن الدولي للمسرح بسلطنة عمان.. كرمها في دورته الخامسة 2025

المسرح نيوز ـ القاهرة: حوارات
ـ
حاورتها: نور مطاوع
تحمل الفنانة فخرية خميس تاريخا فنيا طويلا جعلها واحدة من أهم الوجوه في الدراما الخليجية، إذ استطاعت طوال سنوات عطائها أن تترك أثرا لا يُنسى في المسرح والتلفزيون على حد سواء.
حضورها القريب من الناس، وصدق أدائها، وتحولات تجربتها التي مرت بمراحل انسانية وفنية مختلفة، كلها جعلت منها صوتا اصيلا في مسيرة الفن العماني.
ويأتي هذا الحوار تزامنا مع مشاركتها في مهرجان الدن، الذي يشكل محطة خاصة في مسيرتها، ويعيد وصل علاقتها بالمسرح والجمهور من موقع مختلف، بوصفه مساحة للاحتفاء بتجاربها وتقديرا لما قدمته للمشهد الفني. لذا ننطلق للاقتراب أكثر من رؤيتها، محطاتها، وتأثير هذا التكريم على رحلتها الطويلة..
* رحلتك مع المسرح بدأت عام 1974 .. هل تتذكرين البدايات؟
ـ أعادني هذا السؤال إلى سنوات بعيدة، حين كنت اذهب برفقة شقيقتي الكبرى ليلى رحمها الله الى المسرح لاجراء البروفات. وذات يوم تاخرت احدى الممثلات عن اداء دورها، فطلب مني المخرج اداء الدور، ففعلت ولفت الانظار، وكان من بينهم الفنان صالح زعل الذي اشاد بادائي وشجعني. كانت تلك اللحظة الفاصلة في مسيرتي، ولها ولمن صنعها ادين بالكثير.
* كيف تتذكرين بداياتك مع مسرح الشباب، وما ابرز ما ترسخ فيك من تلك المرحلة؟
ــ كانت اياما جميلة مليئة بالحماس والطموح. كنا نضع نصب اعيننا تأسيس مسرح عماني يحمل رسالة، رغم صعوبة الظروف وقتها، خاصة في ظل عدم تقبل المجتمع لظهور المرأة على خشبة المسرح. لكننا واصلنا الطريق حتى تقبل المجتمع ذلك، واثبتنا اننا اصحاب رسالة حقيقية.
*كيف انعكس تدريبك في القاهرة على اسلوبك في الاداء؟
ــ الموهبة وحدها لا تكفي، ولهذا جاءت الدورة التدريبية التي وفرتها وزارة الاعلام في مطلع التسعينيات خطوة مهمة، فقد تعلمنا على يد اساتذة كبار واستفدنا كثيرا. كما شاركنا في اعمال اذاعية عديدة، وكانت تلك التجربة نقلة كبيرة في مسيرتي.
*من بين اعمالك المسرحية والتلفزيونية، ما الدور الاقرب الى قلبك؟
ــ كلها اعمال اعتز بها، لكن دوري في مسلسل الحيالة بشخصية فتون كان محطة مهمة، فهو ما قدمني للجمهور العربي، وجعل صورتي راسخة في ذهن المشاهد. وقوفي الى جانب الفنانين الكبيرين الراحلين عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي كان سببا في نجاح الشخصية. وفي المسرح اعتز بادائي لشخصية الليدي ماكبث في مسرحية ماكبث في بحيرة الدم للمخرج الدكتور صلاح القصب.
*كيف غيرت شخصية فتون علف مسار شهرتك؟
ـ لم تكن شخصية فتون وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تجربة طويلة ومعايشة للواقع. رسمتها بدقة فاحبها الجمهور، لانها شخصية موجودة بالفعل في مجتمعنا. ولهذا وصلت لقلوب الناس بسرعة.
*كيف ترين تطور الدراما العمانية والخليجية اليوم؟
ـ الدراما العمانية والخليجية تسير بخطوات واثقة، وقد اثبتت حضورها عبر اعمال وجدت صدى واسعا لدى الجمهور. الفضائيات الخليجية دعمت انتشارها، رغم المنافسة الكبيرة وفي زمن تتزاحم فيه الاعمال العربية للوصول للمشاهد.
*كيف أثرت الظروف الصحية والانسانية التي مررت بها على رؤيتك للحياة والفن؟
ــ واجهت تلك الظروف بايمان وارادة وحب للحياة. تجسدت لدي الحقيقة التي تقول ان الضربات القوية اذا لم تكسر الظهر تقويه. بفضل الله ثم بدعم اسرتي والجمهور الذي لم يتوقف عن الدعاء لي، تجاوزت تلك المرحلة بايمان وقوة.
* ما الذي يدفعك الى خشبة المسرح رغم نجاحاتك التلفزيونية؟
ــ يظل المسرح شغفي الاول، وبيتي الذي انطلقت منه. مواجهة الجمهور لحظة حية لا تعوض. ردود افعالهم طاقة لا تضاهى، ولذلك سيبقى المسرح جزءا مني مهما حققت في التلفزيون.
*ماذا يمثل لك تكريم مهرجان الدن في هذه النسخة؟
ـ كل تكريم هو تقدير لمشوار فني، ولكن حين يكون التكريم من بلدي واهلي واسرتي الفنية، تكون له قيمة اكبر. وقد صار لمهرجان الدن مكانة مرموقة بين المهرجانات الدولية، مما يجعل هذا التكريم مميزا واشكر القائمين عليه.
* رسالتك للفنانات الشابات اللواتي يستلهمن من تجربتك؟
ــ أوجه لهن رسالة مهمة، وهي الاستمرار وعدم الاستسلام للظروف. طريق الفن ليس مفروشا بالورود، لكنه طريق يستحق العطاء والتضحية، فالمسرح رسالة، ومن تختار هذه الرسالة عليها ان تواصل مهما واجهت من تحديات. اتمنى لهن كل التوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: نشرة مهرجان الدن الدولي للمسرح في دورته الخامسة



