مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته السادسة.. يضيء المدينة بالسلام والأمل ويكرم الخالدي
المسرح نيوز ـ القاهرة: مسابقات ومهرجانات
ـ
بغداد: صفاء البيلي
تصوير: حيدر حبة
تحت شعارٍ حمل طعم المحبة والوفاء و لامس شغاف القلوب.. بالسلام والأمل.. “الفن رسالة سلام ومنبر أمل”، في ليلة بغدادية احتفائية بامتياز، انطلقت مساء أمس الجمعة، الموافق 10 أكتوبر 2025، بدأت فعاليات الدورة السادسة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح. هذا الحدث الثقافي الكبير جاء برعاية كريمة من دولة رئيس مجلس الوزراء، المهندس محمد شياع السوداني، ليؤكد على الدور الحيوي للفن في بناء الوعي وتعزيز التبادل الثقافي.
وقد خصصت الدورة لهذا العام لتكريم قامة مسرحية عراقية وعربية شامخة، هو الفنان القدير ميمون الخالدي، اعترافاً بمسيرته الفنية الحافلة وبصمته الواضحة على خشبة المسرح العراقي والعربي.
حفل الافتتاح: ترحيب بغدادي وحضور دولي
في ساحة حدائق الاحتفالات الكبرى ببغداد أقيم حفل الافتتاح البهيج، الذي نظمته دائرة السينما والمسرح، وشهد حضوراً رسمياً وفنياً رفيع المستوى. كان في مقدمة الحضور ممثل رئيس الوزراء للشؤون الثقافية، الدكتور عارف الساعدي، ورئيس هيئة الاتصال والإعلام الدكتور نوفل أبو رغيف، ووكيل وزير الشؤون الثقافية الدكتور فاضل البدران. كما سُجل حضور دبلوماسي واسع، بالإضافة إلى مشاركة فنية عربية وعالمية بارزة، من أبرزها الفنان المسرحي العربي عمر العلوي.
استُهل الحفل بالنشيد الوطني العراقي، تلاه عرض فيلم وثائقي شامل من إنتاج دائرة السينما والمسرح، تناول مسيرة وتطور مهرجان بغداد الدولي للمسرح منذ انطلاقته في عام 2013 حتى الدورة الحالية 2025. كما خصص المهرجان فيلماً وثائقياً مؤثراً استعرض المسيرة الإبداعية الحافلة للفنان المُحتفى به، ميمون الخالدي.
من بغداد إلى العالم: رسالة المسرح الإنسانية
في كلمته المؤثرة، رحّب الدكتور جبار جودي، المدير العام لدائرة السينما والمسرح ونقيب الفنانين العراقيين، بالوفود المشاركة، مجدداً التأكيد على الرسالة الإنسانية السامية التي يحملها الفن. وجّه الدكتور جودي رسالة تضامن قوية قائلاً: “من بغداد إلى غزة يولد السلام من رحم الألم… ولتكن الأيام القادمة فجراً جديداً يعيد لغزة الحياة والأمل.”
من جهته، نقل الدكتور عارف الساعدي، ممثل رئيس الوزراء، تحيات دولة المهندس محمد شياع السوداني لضيوف المهرجان، مشدداً على أن المسرح هو قوة ناعمة أساسية في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.
فعاليات وعروض الدورة السادسة
وقد تخلل حفل الافتتاح عروض فنية مميزة، كان منها تقديم أوبريت “حلوة بغداد” بمشاركة نخبة من الفنانين. كما شهدت الأمسية وقفة استذكار مؤثرة للفنان العراقي الراحل إياد الطائي، الذي غيبه الموت قبل أيام من انطلاق المهرجان، تكريماً لمسيرته الفنية الغنية وبصمته في المشهد المسرحي العراقي.
كما اختُتم الحفل بعرض فني مبهر يعبر عن أصالة بغداد وتاريخها هو أوبريت “بغداد والشعراء والصور”، من تصميم فؤاد ذنون وهناء عبد الله، وبموسيقى محمد هادي، قدمته الفرقة الوطنية للفنون الشعبية بالتعاون مع دار الأزياء العراقية.
وإضافة إلى ذلك، كشفت إدارة المهرجان عن تفاصيل فنية وإجرائية إضافية للدورة السادسة:
- مدة المهرجان ومواقع العروض: تستمر فعاليات الدورة السادسة لغاية 16 أكتوبر، حيث تُقام العروض في عدد من المسارح الرئيسية ببغداد، أبرزها مسرح المنصور، ومسرح الرشيد، والمسرح الوطني.
- عدد العروض: يشارك في المهرجان ما مجموعه 15 عرضاً مسرحياً عالمياً وعربياً، منها أربعة عروض عراقية.
- البرنامج الثقافي: يشمل برنامج المهرجان أنشطة موازية هامة، مثل ورشة تدريبية في التمثيل والارتجال، وندوات نقدية يومية لمناقشة العروض، بالإضافة إلى جلسة حوارية مع المخرج التونسي الكبير الفاضل الجعايبي، وتوقيع إصدارات مسرحية عراقية جديدة.
- لجنة التحكيم الدولية: تم الإعلان عن تشكيل لجنة تحكيم دولية برئاسة الفنان العراقي القدير جواد الأسدي، وتضم في عضويتها أسماء فنية وأكاديمية بارزة من الوطن العربي وتركيا:
- الدكتورة عواطف نعيم (العراق)
- حبيب علوم (الإمارات)
- علي العليان (الأردن)
- خالد أبو زيد (تونس)
- ناصر عبد المنعم (مصر)
- بيلكا أمين (تركيا)
- المشاركات الدولية والعربية: تشهد الدورة منافسة قوية بمشاركة فرق من 13 دولة عربية وعالمية، هي: المغرب (“نشرب إذن”)، تونس (“جاكراندا”)، الإمارات (“عرج السواحل”)، الكويت (“غصة عبور”)، لبنان (“اثنين بالليل”)، فلسطين (“ريش”)، ألمانيا (“خلف قدمي الله”)، الهند (“رقصة النسيج”)، إيران (“جزئيات الفوضى”)، أوكرانيا (“الرجل في الخارج”)، بولندا (“صمت في طروادة”)، إيطاليا (“أرضية فارغة”)، وإسبانيا (“حديقة الهِسبيريدات”)، بالإضافة إلى العراق (بأربعة عروض).
هذا وقد أخذ الإذن بانطلاق المهرجان الفنان حاتم عودة مدير المهرجان من جانب نقيب الفنانيين العراقيين د. جبار جودة.. والذي أذن له.. فكان هذا الانطلاق المختلف والمتميز، تعيد بغداد، منارة المسرح العربي، تأكيد مكانتها كملتقى للمبدعين ومنبر للتنوير والتعبير الفني، تحت شعار “معاً نحتفي بالمسرح… معاً نُحيي بغداد”.
- أول عروض المهرجان: كما شاهد الجمهور والضيوف أول عروض المهرجان والذي أقيم على مسرح المنصور بعد حفل الافتتاح هو العرض العراقي “مأتم السيد الوالد” للمخرج مهند هادي.
