ننشر كتاب “توبة الثعلب” 4 مسرحيات للطفل ( 2ـ 4) نص: مدرسة الثعلب للكاتب السوري أحمد اسماعيل اسماعيل
المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل
ـ
مدرسة الثعلب
للكاتب أحمد اسماعيل اسماعيل
(يدخل الراوي إلى خشبة المسرح وقد تأبط كتاباً، يجلس على كرسي موضوع في مقدمة ومنتصف المسرح، يفتح كتابه وهو يهمهم بسعادة وتشويق )
الراوي : أعزائي، أحبائي الحلوين، صباح الخير، سأروي لكم حكاية مسلية ومفيدة، إنها حكاية الأرنب (يُسمع نهيق حمار فيلتفت الراوي حوله مستغرباً ..يكمل حديثه ) قلت إنها حكاية الأرنب و..( يسمع نهيق الحمار مرة ثانية. يصمت الراوي، ينظر حوله هنا وهناك..يُكمل حديثه ) حكاية الأرنب. (يتكرر نهيق الحمار مرات عديدة. يصمت الراوي وقد تملكته الدهشة ) ما هذا النهيق الغريب ؟! إنه أشبه بالصراخ أو البكاء (يدخل الحمار باكياً، ينهض الراوي ) أهلاً وسهلاً. أهلا وسهلاً بصديقنا الطيب والصبور.
الحمار : (بضيق) بل قل صديقنا الغبي .
الراوي : ( باستغراب) لماذا يا صديقي؟! دعكْ من كلام بعض الناس يا صاحبي، أنت مثال الطيبة والصبر.
الحمار : ( يبكي)..
الراوي : هل طاردك الأطفال الأشقياء؟
الحمار : كلا (يبكي)
الراوي : هل أنت مريض، هل تشكو من ألم ما في جسمك ؟
الحمار : كلا ( يبكي )
الراوي : إذاً لماذا تبكي؟
الحمار : أبكي لأنني غبي. غبي جداً .
الراوي : أعرف هذا (بخجل ) عفواً . عفواً يا صديقي، أقصد: أعرف أنك طيب. نعم، أنت حمار طيب.
الحمار : بل أنا غبي، وأنا مصرٌ على هذا الرأي .
الراوي : (بضيق) اسمع يا صديقي ، أما أن تذكر لنا ما حدث لك، أو تدعني أروي حكاية سباق
الأرنب والسلحفاة للأطفال.
الحمار : حاضر يا صديقي . سأروي لك ما حدث.
الراوي : تفضل.
الحمار : …
الراوي : قلت : تفضل واحكِ حكايتك يا حمار.
الحمار : الثعلب، الثعلب المحتال يا صديقي.
الراوي : (باستغراب) الثعلب ! ما به الثعلب ؟
الحمار : خدعني .
الراوي : كيف ؟
الحمار : (يبكي) ..
الراوي : اهدأ يا صديقي واحكِ لنا كيف خدعك الثعلب.
الحمار : سأحكي، يجب أن أحكي ما حدث بالتفصيل.
الراوي : إني أسمعك .
الحمار : (ينظر إلى الأطفال بريبة. يهمس في أذن الراوي) هل سيستمع الأطفال لما سأقوله؟
الراوي : نعم ( بصوت عال) يجب أن يستمع الأطفال إليك .
الحمار : لكن ..( يصمت خجلاً )
الراوي : لكن لماذا ؟ أكمل.
الحمار : لكن أخشى من سخريتهم بعد سماع الحكاية .
الراوي : اطمئن، الأطفال المهذبون لا يسخرون ممن يخطئ .
الحمار : وماذا يفعلون؟
الراوي : يرشدونه، يمدونَ له يدَ العون.
الحمار : عظيم، إنه سلوك يستحق التقدير والثناء .
الراوي : (بنفاد صبر) احكِ يا صديقي، احكِ حكايتك مع الثعلب .
الحمار : (يجلس على الكرسي ) كان يا مكان في قديم ..
الراوي : (باستغراب) ما هذا أيها الحمار ؟!
الحمار : عفواً يا صديقي ، ذات صباح كنت في الغابة أقضم العشب الطري، وأغني كالعندليب
(ينهق)
الراوي : (يصم أذنيه بيديه ) وبعد الغناء، وبعد الغناء أيها العندليب .
الحمار : رأيت الثعلب يخطو نحوي بوقار لم أتوقعه منه أبداً .
الراوي : (باهتمام ) نعم .
الحمار : وما إن دنا مني ..
(يتغير المنظر. يظهر الحمار في مكان كثير العشب، وبعيد عن السور، يدخل الثعلب وهو يحمل كتاباً ذا حجم ضخم)
الثعلب : صباح الخير أيها العندليب.
الحمار : (بسرور) صباح النور أيها الثعلب الماكر.
الثعلب : (بانزعاج) أنت صديق غير ودود.
الحمار : ( باستغراب) لماذا ؟
الثعلب : لأنني نادينك باسم العندليب، فنعتني بالماكر.
الحمار : لأن المكر صفتك.
الثعلب : (بسخرية) وهل الشدو صفة من صفاتك أيها .. العندليب ؟
الحمار : ( بارتباك) احم . احم . إذاً فأنت تريد مني أن أناديك يا عندليب أو يا بلبل؟
الثعلب : (بغرور) لا، لا ، كيف يمكن أن ينعت عالم كبير مثلي ب..بالعندليب أو بالبلبل ؟!
الحمار : (باندهاش) أنت عالم كبير ؟!
الثعلب : نعم ، وهذا هو كتابي يحوي، إنه جميع العلوم التي درستها : الرياضيات. الجغرافيا. الأدب السياسة. التاريخ، وغيرها، وغيرها.
الحمار : (بخشوع وهو ينظر إلى الكتاب) ماذا تنوي أن تفعل به ؟
الثعلب : (بوقار زائد) سأعلم سكان الغابة، فالعلم نور، والجهل ظلام .
الحمار : (بحماس وسرور) بالعلم بنى الآخرون المعامل، وبه صعدوا إلى الفضاء.
الثعلب : ومن أجل هذا الهدف العظيم يا بني قررتُ افتتاح مدرسة في قلب الغابة: غابتنا الغالية.
الحمار : (بسرور) سأكون أنا أول تلميذ في هذه المدرسة.
الثعلب : ( بمكر) يتوجب، يا ولدي العزيز، أن يكون الصغار؛ كالطيور الجميلة. الطرية .. أقصد: طرية النفس والعقل؛ أول رواد هذه المدرسة.
( يصمت الحمار مفكراً، يحدجه الثعلب بنظرات الريبة والمكر)
الثعلب : بماذا تفكر يا عزيزي ؟
الحمار : بالطيور .
الثعلب : تقصد بالتلاميذ ؟
الحمار : نعم (بحرج) الطيور لا تثق بك، وكذلك الحيوانات الأخرى.
الثعلب : كان هذا فيما مضى، قبل أن أصبح عالماً كبيراً .
الحمار : (بفرح) هذا يعني أنك الآن لست الثعلب الماكر؟
الثعلب : نعم ، أنا الآن عالم جليل وقدير(بمكر) أيها العندليب الشادي الذكي.
الحمار : (بسرور) نعم ..أنا العندليب، هذا صحيح أيها العالم الجليل والقدير.
(يصمت فجأة مفكراً)
الثعلب : أراك عدت إلى التفكير مرة ثانية يا صديقي ؟
الحمار : هل سيقتنع الآخرون بذلك أيها العالم الجليل؟
الثعلب : يجب أن يقتنعوا يا عزيزي (بخبث) أليس كذلك؟
الحمار : لا أعرف، أخشى أن لا يصدقونك .
الثعلب : (يفكر) في هذه الحالة ليس لنا خيار سوى اللجوء إلى .. الحيلة .
الحمار : (باندهاش و انقباض) الحيلة ؟!
الثعلب : نعم ، من أجل غايتنا السامية فقط، ألم تسمع بالحكمة التي تقول: الغاية تبرر الوسيلة ؟
الحمار : (يفكر) لا، لم أسمع بهذه الحكمة الغريبة من قبل .
الثعلب : إنها حكمتي المفضلة، وحكمة العلماء الكبار من أمثالي .
الحمار : وما هي وسيلتك ؟
الثعلب : ما رأيك بالتنكر مثلاً ؟
الحمار : لا أعرف.
الثعلب : إنها مجرد وسيلة يا عزيزي؛ وسيلة من أجل غايتنا العظيمة .
الحمار : ( يفكر بعمق) نشر العلم في الغابة غاية عظيمة حقاً .
الثعلب : (بمكر شديد) هذا يعني أنك موافق على اقتراحي ؟
الحمار : اقتراح لا بأس به.
الثعلب : (بسرور مبالغ فيه) أنت رائع يا صديقي، وطيب، تتمنى الخير للجميع .
الحمار : العلم خير عظيم، ويجب أن يعمَّ غابتنا .
الثعلب : سيعمُّ يا صديقي ، مع تباشير الفجر الأولى ستصدح حناجر التلاميذ بالأناشيد العذبة.
(يقلد الأطفال وهو ينشدون. يشاركه الحمار)
الحمار : (بحماس وسرور) سأنطلق في التو لدعوة الجميع للالتحاق بمدرسة عالم الغابة الثعلب .
الثعلب : بل قلْ بمدرسة العالم القدير ثعلم .
الحمار : (باستغراب) من ؟!
الثعلب : ثعلم ، العالم القدير ثعلم يا مساعدي.
الحمار : (بفرح) أنا مساعدك ؟! حاضر أيها المعلم القدير ..ثعلم.
( يغادر الحمار المكان بسرعة وهو فرح جداً، يفرك الثعلب يديه بسرور ثم يطلق عواءً عالياً )
الثعلب : (لنفسه ) سأكون على أُهبة الاستعداد لاستقبال طلاب علمي الجميلين، واللذيذين.
( يضحك بصوت عال وهو يغادر المكان)
( يتغير المنظر. يظهر الراوي على خشبة المسرح وإلى جانبه الحمار وهو يبكي)
الراوي : هكذا إذاً ؟
الحمار : نعم .
الراوي : ومن دعوت من سكان الغابة للالتحاق بهذه المدرسة ؟
الحمار : دعوتُ طيوراً كثيرة .
الراوي : يا لك من حمار ! ( يصمت)
الحمار : حمار غبي، لماذا لم تكمل ؟
الراوي : اعتذر، لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟
الحمار : التحقت الطيور بالمدرسة.
الراوي : مدرسة ثعلم ؟ أقصد : مدرسة الثعلب المتنكر ؟
الحمار : نعم .
( يتغير المنظر، يظهر الثعلب متنكراً في زي عالم وقور وهو يعلم مجموعة من الطيور في
كوخ مبني من أغصان وأوراق الأشجار)
الثعلب : عين .
الطيور : عين .
الثعلب : ألف .
الطيور : ألف .
الثعلب : شين .
الطيور : شين .
الثعلب : عاش .
الطيور : عاش .
الثعلب : العلم .
الطيور : العلم .
الثعلب : علم الثعلم .
الطيور : علم الثعلم .
الثعلب : واو .
الطيور : واو .
الثعلب : واجب الطير .
الطيور : واجب الطير .
الثعلب : طاء .
الطيور : طاء .
الثعلب : طاعة .
الطيور : طاعة .
الثعلب : الثعلم .
الطيور : الثعلم .
الثعلب : (ينشد) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الطيور : (تنشد ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الثعلب : أحسنتم يا أحبائي، أنتم تلاميذ نجباء. انتهينا اليوم من الدرس الأول، وغدا صباحاً سنتلقى درسنا
الثاني.
الطيور : حاضر يا معلمنا .
الثعلب : ( ينادي الحمار بوقار ) أيها المساعد .
الحمار : (يدخل ) نعم أيها المعلم القدير، والعالم الجليل .
الثعلب : ألم يحنْ موعد الانصراف ؟
الحمار : بلى يا سيدي.
(يرن الجرس . فتنصرف الطيور مرددة كلمات الدرس..)
عاش العلم علم الثعلم
واجب الطيور طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
الثعلب : (لنفسه بسرور) أحسنتم يا حلوين , يا ألذَّ وجبة سأتناولها غداً. (بمسكنة) مع بدء الدرس
الثاني (يقهقه، يدخل الحمار )
الحمار : كم أغبط هؤلاء التلاميذ يا معلمنا.
الثعلب : سيأتي دورك يا عزيزي، فاطمئن .
الحمار : متى أيها المعلم ؟
الثعلب : بعد أن أفرغ من هؤلاء الصغار يا.. عندليب.
الحمار : سأنتظر دوري على أحرّ من الجمر .
الثعلب : ولماذا العجلة يا ولدي ؟ ( يضحك ضحكة صغيرة )
( يتغير المنظر، تظهر الطيور في أعشاشها وهي تردد كلمات الدرس، عدا البطة التي
كانت تجلس في الأسفل وهي تفكر في قلق)
البطة : ( لنفسها ) عاش العلم علم الثعلم
( باستغراب) الثعلم ..الثعلم ؟!!
الديك : (للبطة ، بزهو ) واجب الطير طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
( يصيح بتباه )
الحمامة : (بسخرية ) الديك الفصيح من البيضة يصيح ، لا يحلم بالسباحة في المستنقعات.
( يضحك الجميع بسخرية )
البطة : (بحدة وغضب ) ماذا تقصدين ؟
الحجل : تقصد أنك لم تحفظي درسك .
الديك : كوكو .. ولن تحفظ يا صديقي .
الحجل : هيا يا أصدقاء نردد كلمات الدرس أمام البطة كي تحفظها .
الطيور : ( عدا البطة ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
( يدخل الكلب )
الكلب : مساء الخير يا أصدقاء .
الطيور : أهلاً بصديقنا الكلب الوفيّ .
الكلب : المعذرة، لقد دخلت بيتكم بلا استئذان. ولكني سمعت غناءكم الجميل الذي تصدحون به فنسيت قرع الباب.
الحمامة : لم نكن نغني يا صديقنا .
الحجل : كنا نردد كلمات درسنا .
الكلب : أي درس ؟!
الديك : الدرس الذي تلقيناه في المدرسة .
الكلب : ( باستغراب ) أية مدرسة ؟!
الحجل : مدرسة افتتحها عالم قدير في قلب الغابة .
الكلب : رائع ، إنها بشرى سارة ، وأخيراً سيزول ظلام الجهل .
الطيور : وينتشر نور العلم .
الكلب : وهل حفظ الجميع الدرس ؟
الديك : نعم .
الحمامة : عدا البطة .
الكلب : (للبطة، باندهاش ) أتعجب من كسل البطة النشيطة ؟!
البطة : لست كسولة أيها الصديق الوفي .
الديك : لماذا لم تحفظي درسك إذاً ؟
البطة : لقد حفظته .
الحمامة : إنك تكذبين .
الكلب : (للحمامة ) لا يجوز رمي الآخرين بتهمة الكذب بهذه البساطة يا صديقتنا الجميلة .
الحمامة : ( بخجل ) أعتذر .
البطة : قبلت اعتذارك (للكلب) وجه المعلم ليس غريباً عني، وأمّا كلمات الدرس فغريبة بعض الشيء.
الديك : عذر أقبح من ذنب .
الحمامة : حجة للهروب إلى المياه الآسنة .
(يضحك الجميع )
الكلب : التلاميذ المؤدبون لا يسخرون من غيرهم .
البطة : لقد حفظت كلمات الدرس يا أصدقاء .
الحمامة : لماذا لا ترددينها إذاً ؟
البطة : لأنني أفكر في معانيها الغريبة .
الكلب : كلام البطة سليم ومعقول .
الديك : لماذا ؟!
الكلب : لأن حفظ الدرس يكون بفهم المعاني لا باستظهار الكلمات .
الحمامة : لا تصدق ما تقوله البطة .
البطة : (تنشد ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
عاش العلم علم الثعلم
(الكلب ينبح فجأة ، الطيور تنكمش على نفسها مذعورة )
الكلب : كلام غريب حقاً !!
الطيور : لماذا ؟!
الكلب : (لنفسه ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير ………
(يصمت ..يفكر )
الديك : واجب الطير طاعة الثعلم .
الكلب : هل فكرتم في هذا الدرس جيداً ؟
الديك : لقد حفظناه جيداً .
الكلب : بل لقد استظهرتموه جيداً .
(يصمت الجميع . يتبادلون نظرات الاستغراب )
الكلب : من هو معلمكم ؟
الحمامة : إنه معلم قدير .
الديك : إنه العالم الكبير ثعلم .
الكلب : أخشى أن يكون هذا العالم الكبير ..(يصمت )
الجميع : من ؟
الكلب : الثعلب .
الجميع : ( بخوف ) الثعلب؟!
الديك : غير معقول !
الحمامة : يبدو عليه وقار العالم الجليل .
الحجل : ويحمل معه كتاباً ضخماً يحوي شتى العلوم .
الكلب : يراودني شك في أمر هذا المعلم العالم، إن كلماته درسه مثيرة للريبة.
البطة : منذ البارحة وأنا أفكر في كلمات هذا الدرس في قلق وشك.
( يسود الصمت لدقائق …)
الحجل : (للكلب ) هل تظنه الثعلب فعلاً ؟
الكلب : ربما يكون الثعلب ، فكلمات درسه توحي بذلك .
الجميع : ( بخوف ) الثعلب ؟!
الحمامة : لن ألتحق بهذه المدرسة غداً .
الحجل : وأنا أيضاً .
الديك : وأنا أيضاً .
الكلب : لا حاجة للعجلة، فقد لا يكون الثعلب. حينها ستندمون.
الجميع : ( بحيرة ) وإذا كان هو ؟
الكلب : يجب علينا أن نتأكد من ذلك .
الجميع : كيف ؟
الكلب : بمتابعة الدروس، فمن غير الصحيح التفريط بأي علم لمجرد الشك فيه، هذه خطيئة كبيرة يا أصدقاء.
الحجل : وإذا كان هذا المعلم هو الثعلب؟
الكلب : نطرده من المدرسة .
الحمامة : كيف ؟
(يصمت الجميع )
البطة : لدي فكرة .
الجميع : ما هي ؟
البطة : نلتحق بالمدرسة غداً .
الجميع : لن تلتحق ، يعني لن نلتحق .
البطة : دعوني أكمل .
الجميع : تفضلي.
البطة : إذا كان المعلم عالماً كما يدعي ..
الجميع : ماذا نفعل ؟
البطة : نسأله عن معاني كلمات درسنا الغريب.
الديك : وماذا لو كان الثعلب هو هذا المعلم العالم ؟
الحمامة : سنحلق عالياً ونهرب .
الديك : وأنا ؟
الحمامة : ما بك ؟
الديك : هل نسيت أنني لا أستطيع التحليق عالياً مثلك أيتها الذكية ؟
( يضحك الجميع ) أتسخرون مني ؟
الكلب : جاءتني فكرة جيدة.
الجميع : (بلهفة) ما هي ؟
الكلب : سأرافقكم إلى المدرسة .
الحجل : وتحضر الدرس ؟
الكلب : بل سأختبئُ في مكان قريب من المدرسة .
الديك : فإذا كان الثعلب هو المعلم ؟
البطة : هاجمه صديقنا الكلب .
الكلب : ما هو رأيكم ؟
الجميع : موافقون .
(يتغير المنظر، يظهر الثعلب المتنكر وهو يستقبل الطيور الوافدة إلى المدرسة)
الثعلب : أهلاً بالتلاميذ المجدين ( ينادي الحمار ) أيها الحمار، أيها المساعد .
الحمار : (يدخل ) نعم يا معلمي، وسيدي العالم.
الثعلب : رنَّ جرس الدخول.
الحمار : حاضر أيها المعلم الجليل .
الثعلب : شكراً أيها العندليب الذكي.
(يرن الحمار الجرس .يبدأ الجميع بترديد الدرس )
عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الثعلب : (بسرور) عظيم ، عظيم جداً يا تلاميذي المطيعين ، والآن حان موعد دروسنا الثاني ، هل أنتم جاهزون ؟
الجميع : نعم ، جاهزون يا معلمنا.
الثعلب : وأنا جاهز أيضاً يا ألذ وجبة .
( يخلع الثعلب زيه التنكري، يعوي ثم يهجم على الطيور، يعلو صياح الطيور المذعورة يدخل الحمار فيفاجأ بما يراه ، يهاجم الثعلب ويرفسه، يدخل الكلب، ينبح ،يهرب الثعلب، فيطارده الكلب، تحلق الطيور عالياً وهي تردد .. )
الطيور : عاش العلم علم الخير
علم الخير حب للغير
علم الثعلب ضرّ وشرّ
عاش العلم علم الخير
(يتغير المنظر، يظهر الراوي، والحمار يبكي ..)
الحمار : هل عرفت لماذا قلت أني غبي ؟
الروي : إنك طيب.
الحمار : لا أنا غبي .
الروي : ماذا فعلت بعد ذلك؟
الحمار : رحت أُعلمُ كل الأصدقاء في الغابة بما حصل .
(يهم بالخروج )
الراوي : إلى أين ؟
الحمار : إلى أماكن أخرى، وأصدقاء آخرين أحذرهم من غدر الثعلب .
(يخرج الحمار ، الراوي يودعه )
الراوي : رافقتك السلامة يا صديقنا الطيب .
(للأطفال )
رافقتكم السلامة أنتم أيضاً يا أحبائي. وإلى اللقاء مع حكاية أخرى.
(يلوح للأطفال بيده ويخرج . إظلام)