مسابقات ومهرجانات

“آن لمسرحنا أن…” كلمة الأمين العام للهيئة اسماعيل عبد الله في دليل مهرجان المسرح العربي في دورته الـ 14 ببغداد.


المسرح نيوز ـ القاهرة| مسابقات ومهرجانات

ـ

خاص| إعلام الهيئة العربية للمسرح

 

كلمة الأمين العام للهيئة اسماعيل عبد الله في دليل المهرجان.

 

سطر الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله كلمة في مفتتح دليل الدورة جاء فيها:

آن لمسرحنا أن…

نحن اليوم في الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي، هذا المهرجان الذي صار موعداً لكل المسرحيين العرب حول العالم، لا يعد بعدد أيامه، لأنه مؤشر تقف أمامه عمليات المسرح المختلفة على مدار العام، كواحد من مفاعلات المسرح العربي التي تسعى للجديد والمتجدد.

من يرقب المسرح العربي يجده متوهجاً ويعيش مرحلة من ظهور البشارات الجديدة، فماذا على مسرحنا أن يكون، لكي يحقق ما نطمح إليه من لعبه لدوره الذي نأمل؟

آن للمسرح أن ينتزع مكانته الحقيقية في صناعة تاريخ الأمة والوطن، أن ينتزع مكانته في رسم صورتنا الحضارية في المشهد العالمي، آن له أن يطرح الأسئلة وينتزع الإجابة، آن له أن يعلي مقام الجمال، مقام الحق، مقام الخير، آن له أن يعلن انحيازه الكامل للإنسان وحياته وحريته.

آن للمسرح أن يحتفي بملامحنا وبنبضنا وبصورتنا وبصوتنا ولغتنا، أن يحتفي بمنظومة الحركة والإشارة وردة الفعل التي تميز شخصية إنساننا، آن له أن يقرأ علينا أسفار مبدعينا، أن يغني لنا بموسيقانا وأشعارنا، آن له أن تكون له هويتنا، ليكون هذا المسرح مسرحنا بالفعل.

إن هذه الدعوة لا تعني أن ننغلق على أنفسنا، بل نحن مدعوون كمسرحيين أن ننفتح على كل فنون الأداء ونظرياتها وتطبيقاتها التي ابتدعها الإنسان في كل مكان من هذا العالم، لكنه انفتاح الذي يمتلك شخصيته ومقومات ثقافته، القادر على أن تكون له اليد المتعادلة والتي يمدها لمصافحة الآخر دون الشعور بتفوق ذلك الآخر.

آن لمسرحنا أن يتحرر من الدونية والصغار، وآن له أن يعتز بما يكتنزه من معارف وأن يشتبك بهذه المعارف مع معارف الآخر.

وآن لمسرحنا أن يصوغ التراجيديات الكبرى التي تعيشها أوطاننا، وما يحدث في فلسطين مثال عالٍ لتلك التراجيديات الكبرى التي على المسرح أن يصورها، فهناك من يكتب التاريخ على هواه، والمسرح يمكن له أن يكتب ما لا يسطره العالم المتغاضي عن الحق والحقيقة، هكذا يكون مسرحنا لنا.

يلتئم مهرجانكم في دورته الرابعة عشرة في بغداد، بغداد التي كانت في مراحل كثيرة من تاريخنا القديم والحديث، حاضرة منتجة للرخاء الفكري والجمالي، حاضرة للجديد والمفيد، مدينة لوصل الثقافات الإنسانية ببعضها، بغداد لعبت دوراً عظيماً في فتح النوافذ على فلسفات الآخر وتطويرها وإعادة إنتاجها وقد حملت ملامحنا وأسماء مفكرينا ومبدعينا، وعلى هذا فقد جئنا اليوم لبغداد، ليكون لمسرحنا بيان جديد، بيان بغداد.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock