“احتجاج” نص مسرحي للكاتب: حامد شهاب الجيزناوي

المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص

ـ                                       

احتجاج

 

مسرحية من فصل واحد

 

شخوص المسرحية:

 

1 – سميرة

 

2 – امل

 

3 – الزوج

 

4 – رجل دين

 

5 – رجل عشيرة

 

6 – رجل امن

 

7 – اثنان من رجال الامن واثنان من رجال المصحة

 

قبل ان تفتح الستارة . صوت ماكنة خياطة . يرتفع وينخفض تدريجيا مع فتح الستارة .

 

اجواء غير اعتيادية واضاءة ضعيفة ومضطربة . اصوات غير مفهومة . مزيج من

 

البكاء والضحك والصراخ .. شبح يخترق المسرح ويخرج . امراة تدور حول نفسها

 

دوران الطريقة المولوية .. دمية طفل تتدلى بشكل مفاجئ وتتحرك مثل بندول الساعة

 

الشبح يختطف الدمية ويمضي مسرعا . تتبعه المراة دون ان تمسك به . في الجانب

 

الاخر تتدلى ارجوحة وعليها راس طفل وذراعيه. تتقدم نحوها المراة . تنسحب

 

الارجوحة نحو السقف .. تدور المراة حول نفسها . الشبح يدور حولها بشكل مغاير

 

ودمية طفلٍ تخرج من بين طيات ملابسها. يختطفها الشبح ويهرول خارجا وحبل

 

مسربل وراءه .. المراة تصرخ .. الاضاءة  تخفت مع صوت انين ثم بقعة ضوء على

 

سميرة وهي تجلس عند ماكنة الخياطة وثوب لم تكتمل خياطته . تفلت يدها التي تسند

 

راسها . تستيقظ . تواصل الخياطة .. هناك خيوط في سماء المسرح معلق عليها ملابس

 

اطفال وبالوان مختلفة .. قرب ماكنة الخياطة قطع قماش وقريبا منها صندوق فيه قطع

 

قماش ايضا ودمية .

 

في الجانب الاخر آلة حاسوب على منضدة وكرسي .. وفي وسط اسفل

 

المسرح مهد طفل .. تنجز خياطة الثوب وتذهب به وتعلقه على احد الخيوط وتعود الى

 

ماكنة الخياطة .. تسحب قطعة القماش التي تسحب معها دمية . سميرة تمسك بها تنظر

 

اليها … المهد يهتز محدثا صريرا. سميرة تعيد الدمية الى الصندوق وتبدا بخياطة ثوب

 

جديد .. يشتد صرير المهد .. تتوقف تنظر اليه بحنو..

 

سميرة : توقف ارجوك توقف (تواصل العمل  تزداد حركة المهد تتوقف عن العمل

 

وتذهب اليه ..تقف بجواره ) عندما سمعت صوتك الم اتي بك من الطابق

 

الثاني .. لقد لعبنا معا وتحدثنا ورويت لك الحكايات .

 

(يتوقف اهتزاز المهد) احسنت انا اعرف انك ضجرت وانا

1

 

كذلك .. ولكن الا ترى لدي عمل وعلي انجازه . اصبر قليلا وسنعاود اللعب .

 

( تذهب الى ماكنة الخياطة تجلس تبدا بالعمل يهتز المهد مرة ثانية محدثا صوتا

 

اعلى تتوقف تنظر اليه) هذا يكفي ..  يكفي ( تقولها بصوت حنون )

 

اتوسل اليك ان تهدا ( تسحب قطعة قماش تنسحب الدمية معها تمسك بالدمية وتدفن

 

راسها بها وتجهش بالبكاء نشعر بذلك من خلال حركة كتفيها المهد لا يتوقف .

 

ترفع راسها )هذا يكفي ارجوك ( المهد لا يتوقف تذهب اليه وبيدها

 

الدمية ) ها قد اتيت .. كفى يا عزيزي .. ( تضع الدمية في المهد ) تريد المزيد حسنا

 

( تذهب الى الثياب المعلقة وتسحب احداها وتعود وتضعه في المهد) اعرف

 

اعرف لقد تاخرت عليك لفترة ولكن ليست بالطويلة ( تضحك ) لماذا انت

 

مشاكس.. اهدا وساغني لك (تمسك طرف المهد وتهزه برفق وهي تغني بصوت

 

حزين ) لول لول حبيبي لول لول لول حبيبي لول ( ومع هذا الصوت تتكور عند

 

المهد وتجهش ببكاء مر .. تسمع رنة الجرس تنتبه تمسح عينيها ..تنهض تخرج

 

وتعود مع امل وهي شابة في عقدها الثالث .امل تندهش وهي تنظر الى ثياب الاطفال المعلقة )

 

سميرة : اهلا تفضلي ..

 

امل :  يالله ما هذا ( تضحك ) هل هذا احتفال من نوع خاص .انه شيء مذهل !!

 

سميرة : دعك من هذا. اخبريني ماذا فعلت ؟

 

امل : المقالة نشرت (تفتح حقيبتها وتخرج منها صحيفة وتفردها ) وهذه صورتك.

 

سميرة : (وهي تاخذ الصحيفة )هذا جيد ..(تجلس عند الحاسوب . تنظر الى محتويات الصحيفة)

 

امل : في اول الامر اعترض رئيس التحرير ولكن قلت له ..اعتبره اعلانا مدفوع الثمن

 

ونحن غير مسؤولين عن محتواه . ضحك وقال هذه المقالة ان نشرت ستكون نكتة الموسم.

 

سميرة : نكته .. !

 

2

 

 

امل : اجل وقد استدعى احد الزملاء المحررين واخذا يقران المقالة ويضحكان وفي النهاية

 

صمتا ونظر كل منهما في وجه الاخر. وعلى الفور ايقنت ان المقالة ستنشر.

 

سميرة : وستكون هناك مقالات جديدة للصحافة الورقية .. بالمناسبة اليوم كتبت مقالة

 

جديدة على الحاسوب وباللغة الانكليزية ونشرتها على احد المواقع النسائية المهمة

 

في العالم ..تعالي وانظري.

 

امل : (تنظر) جيد. ليلة امس دخلت على الكثير من المواقع ووجدت الكثير من التعليقات المشجعة..

 

هناك تعاطف قوي جدا من العديد من المنظمات الانسانية والنسائية العالمية . ولا اخفيك

 

سرا انا ايضا ازداد تعاطفي معك في هذا الموضوع المثير والمجنون ..

 

سميرة : ( تنتفض ) مجنون!! … انه ليس كذلك ابدا ..انت صديقتي قبل هذا المشروع وظني فيك

 

ان تدركي ما اعانيه . لقد شرحت لك ذلك عدة مرات . الا يكفي ما تعرضت له الملايين

 

من الامهات واذا استمرت الاوضاع على ما هي عليه ربما تتعرضين انت الى ما تعرضت

 

اليه . الم يحن الاوان كي يتوقف هذا الحزن المخيف ..

 

امل : عفوا لم اقصد ( تتلعثم ) ولكنه موضوع مثير وغريب حقا ..

 

سميرة  : هو ليس غريبا ..الم تخرج نساء العالم في مظاهرات واحتجاجات وقمن باعتصامات

 

وعلى مر العصور .. ماذا كانت النتائج تهدءات وتطيب خواطر ولا خطوة حقيقية

 

لانهاء تلك المآسي والدموع والموت ..

 

امل : هذا صحيح (تضحك ) ولكن ..

 

سميرة : تضحكين ها …

 

امل : وماذا سنفعل يا دكتورة . هل نعلن اظرابا عن الزواج والحب .. ( تنظر الى ساعتها )

 

بعد نصف ساعة لدي موعد مع ..

 

سميرة  : حبيب القلب الذي حدثتني عنه ..

 

امل : ومن  غيره يا صديقتي ..لا اخفيك سرا انني اكاد اذوب عندما اراه وافكر فيه.

 

3

سميرة : هذه نعمة ((وما قيمة الحياة في نظر القلب لو خلت من نعمة الحب ))1 لكنهم

 

علمونا وتعلمنا ان نكون نحن النساء  معامل تفريخ ..

 

امل : اليست هذه سنة الحياة ؟

 

سميرة : سنة الحياة ! ان ننتج قطع غيار للحروب والصراعات مثلما تنتج معاملهم قطع غيار

 

لمختلف انواع الاسلحة .. ما الانصاف في ذلك.. اليس هذا مؤسف حد اللوعة؟

 

امل : دكتورة حقا انا متعاطفة معك في كل ما تقولين . وطرحك هذا سيكون مؤثرا وفعالا

 

سواء على المستوى المحلي او العالمي وكذلك على المنظمات التي تتقارب مع هذه الافكار

 

ولكن الا تخشين التبعات ؟

 

سميرة : انني واعية لما اقوم به والانسان سيد مصيره..

 

امل : ( تخرج كاميرا من حقيبتها ) ساسحب لك عدة صور تفضلي هنا . وكذلك عند المهد .

 

سميرة : اريده خاليا ..(تاخذ الدمية والثوب وتضعهما جانبا)

 

امل : بالضبط . وعند ملابس الاطفال (تسحب اخر صورة ) بالمناسبة ماذا ستفعلين بكل

 

هذه الملابس ؟.

 

سميرة : ستعرفين ذلك فيما بعد (تسحب ملفا من على منضدة الالة الحاسبة وتخرج منه

 

ورقة وتناولها لامل ) هذه مقالة جديدة ارجو ان توافيني بالمستجدات.

 

امل: ( تدس المقالة في حقيبتها وتغادر) مع السلامة .

 

سميرة : مع السلامة ( تذهب وتجلس عند الحاسوب وتقلب اوراق الملف . تضعه جانبا ثم تبدا العمل

 

على الحاسوب . تتغير الاضاءة وسميرة تواصل الكتابة . يدخل الزوج ينظر الى المكان )

 

الزوج :  .انها تزداد كل يوم . (ساخرا ) كم هو جميل هذا الهراء..

 

سميرة : ( تنتبه ) اهلا ..لقد تعبت ..و.

 

الزوج :  ما الذي يجبرك على ذلك .. ماذا دهاك الا تعتقدين بانك تبالغين .؟

 

سميرة : ارجوك ( تنهض) الم نتفق ان تتركني وشاني في ما يخصني ؟

 

4

 

الزوج : وهل تعتقدين بان وضعك (يغير لهجته) يا حبيبتي انظري حولك انك تخيفينني .تصوري

 

ان احدا ما جاء لزيارتنا وشاهد (يشير الى الملابس) كل هذه النشرات .. ماذا سيقول ؟

 

وأي انطباع سيتولد لديه ؟

 

سميرة : هل هذه الملابس خطيرة الى هذا الحد ؟

 

الزوج : لم اقل خطيرة يا سميرة ..اوه . ولكن انا في حيرة من امري. ما الذي يدور في راسك

 

ان وضعك يوحي ..يوحي..

 

سميرة : يوحي بالجنون .قلها يا زوجي العزيز وارحني..

 

الزوج : لم اعد افهم ماذا يجري (يشير الى الحاسوب والملابس والمهد ) ماذا تفعلين بكل تلك الملابس

 

سميرة : ( تقترب منه وتمسك يده بحنان) ساطلق نداء جديدا ادعو فيه كل الامهات ان لا يسمحن

 

ان يختطف ابناءهن وساطبع هذا النداء على تلك الملابس وسارسلها الى دول ومنظمات عدة .

 

الزوج : ولكن يا زوجتي العزيزة . هل تعتقدين بصحة خياراتك ؟

 

سميرة : من غير المنصف ان لا يكونَ للانسان خيارات يدافع عنها. كما وانني لا استطيع ان احترم

 

انسانا لا يملك قدرة الدفاع عنها. وانت تعرف ذلك جيدا..الا تتذكر كيف اخترتك عن قناعة .

 

وقتها كنت مستعدة للتضحية باي شئ من اجلك . الا تتذكر كيف اندهشت وبقيت في حيرة

 

من امرك.. وكيف اعترفت بخوفك (تداعبه) مني حتى ايقنت باني احبك حد اللعنة..

 

الزوج : انا اعترف ولكن ..

 

سميرة : ما الذي تغير..لا تخف يا حبيبي. لازلت في كامل قواي العقلية .. و لازلت الرجل الذي احب

 

واعشق.. وانت تستحق ذلك..

 

الزوج : انك تجعليني في حيرة وكأنكِ تدخليني في متاهة.

 

سميرة : لم اكن واضحة في يوم مثل وضوحي في هذه الايام..

 

الزوج : موقفك هو الذي يحيرني .. المعقول والمنصف هو ان تكوني اكثر ميلا مني لما قلته لك ليلة امس.

 

5

 

سميرة : وهو كذلك . ولكن الا ترى تلك الاسباب التي تمنعني لازالت قائمة ومستمرة حتى وصلت

 

حد المهزلة . الا ترى ذلك. كيف تريدني ان انحاز الى عواطفي ( تشير الى بطنها )

 

دون عقلي . اتعتقد ان هذا هين علي ؟ .

 

الزوج : انك تلغين ما تعارفت عليه البشرية..

 

سميرة : ولن استجيب قبل ان يُعترف لي بصحة ما ذهبتُ اليه.

 

الزوج : ( منزعجا ) سيعترف لك بجنونك وانحراف طبعك ..( يشير الى ما حوله ).

 

سميرة : انني اتحمل كل الذي يقال ولكن لا استطيع ان اتحمل مثل ذاك العذاب الذي يمزقني ( تصرخ

 

وهي تضرب بطنها ) لو لم انجبهم .. لو لم انجبهم ..( تجهش ببكاء مر ).

 

الزوج : ارجوك يا سميرة .. وماذا باستطاعتنا ان نفعل؟ هذا امر انقضى.. كفى هذه الافكار تبعدني عنك

 

سميرة : بل تقربني منك . اتعتقد انني لا اشعر بالحزن الذي ينخر قلبك .. ارجوك لا تعقد الامور اكثر.

 

الزوج : ( وهو ينظر الى الصحيفة) هي معقدة اصلا . وانت تزيدين الطين بله .الم تفكري بان سلوكك

 

( وهو يشير الى الصحيفة) هذا سيجلب لنا المتاعب.

 

سميرة : الكلام يجلب لنا المتاعب . والموت . الموت الذي يخطف اعز ما لديك. ان اقسى الاشياء على

 

قلوب الامهات ان يموت الابناء قبلهن ( تصرخ ) لماذا لا اجن اصغرهم ارسلناه ليجلب كيسا

 

من الخبز وعدنا به اشلاء في كيس .. والاخران اين هما يا زوجي المسكين ..هل فرمتهما

 

سرف المجنزرات ام نهشت لحمهما ضواري البراري . ايعقل هذا . وتريدني ان لا اجن

 

انت لا تعي كيف تشعر الامهات عندما يسمعن ضحكات

 

الابناء. انهن يحلقن عاليا مثل الملائكة . يحلقن بالف جناح تصور فجاة تتحطم اجنحتهن

 

ويسقطن في ذاك الحزن الرهيب. اين العدل في ذلك ؟ ماذا سيبقى في انفسنا من ود ورحمة.

 

كانت امي في النزع الاخير. ونحن واقفون حولها بنين وبنات واحفاد كانت بين الفينة والاخرى

 

تفتح عينيها وتنظر الينا. كانت تحلم لنا. وهي تحتضر كانت تحلم لنا. كنا نبتسم مع ابتسامتها

 

والدموع تنساب بهدوء على وجوهنا. قل لي يا زوجي العزيز بماذا كان

 

6

يحلم ابناؤنا عندما اختطفهم ذلك الموت العبثي واحدا تلو الاخر ؟

 

الزوج : لن يتركوك تقولين وتكتبين ما تشائين وتتصرفين على هواك. انك لا تدركين خطورة ما

 

تقومين به . لقد استدعاني مدير الدائرة وابلغني الحضور امام..

 

سميرة : ( تقاطعه ) عجبا هل تراني اؤذي احدا فيما اقوله واكتبه ؟ .

 

الزوج: انا مجنون ابن مجنون ان لم تكوني مجنونة. هل تحسبين نفسك في غابة الاحلام ام في

 

الجنة (يخرج ) .

 

سميرة : لن اتراجع واذا كان هذا الجنون ينقذني من هذا الالم فساذهب اليه بنفسي . ( تلتقط الصحيفة

 

التي سقطت على الارض وتضعها على منضدة الحاسوب. تجلس وتبدأ بالكتابة وكأنها ترسل

 

رسالة الى السماء) الهي هذه المصائب التي تحدث تدفعني الى الجنون (بقعة ضوء عليها فقط)

 

الهي امنحني القوة والصبر كي انجز هذا المشروع (الاضاءة تخفت ببطئ مع حديث سميرة )

 

كي تعي كل النساء ان الحروب تسرق ابناءهن كي يكونوا وقودا لقاطرات الموت ..

 

الهي على رحمتك ان تتحرك. انهم يدمرون كل جميل خلقت ( اظلام كامل. صوت منشار.

 

تشعل عود ثقب ) انا في حيرة من امري .. ( بقعة ضوء على اول كوه يحدثها

 

المنشار تشعل عود الثقاب الثاني) انا تعبت تعبت ولكن عليك ان تصمدي يا سميرة ( ينطفئ عود

 

الثقاب الثاني بقعة ضوء على الكوة الثانية وصوت المنشار لازال مستمرا.. ( تشعل عود الثقاب

 

الثالث ) عندما تفقد اعز ما لديك تفقد الحياة معناها وتصبح ليست ذات جدوى . (ينطفئ عود

 

الثقاب الثالث بقعة ضوء على الكوة الثالثة . تحدث جلبة يتوقف صوت المنشار واضاءة

 

مضطربة يدخل اثنان يفتشان المكان .

 

سميرة : من انتم.؟

 

(يقطعان الخيوط ويجمعان الملابس )

 

سميرة : ارجوكم من انتم .. من ارسلكم ( ياخذان الحاسوب ) توقفا توقفا (تحاول الوقوف بوجهيهما

 

احدهما يدفعها تسقط على الارض يحاول التقدم نحو المهد تقف حائلا بينهما )لا لا ارجوك .

 

7

(يركل المهد ويقلبه سميرة تصرخ) انه كل ما بقي لدي ( تحتضن المهد يخرج الرجلان وهما يحملان

 

الحاسوب والملابس وماكنة الخياطة . في الكوات الثلاثة نشاهد رجل دين ورجل امن ورجل عشيرة

 

والزوج في عمق المسرح . رجل الامن ممسك بورقة )

 

رجل الامن : سميرة عدنان سالم هذا هو اسمك اليس كذلك.؟

 

سميرة : نعم من انت وماذا تريد ؟

 

رجل الامن : دكتوراه في الاعلام الحديث واستاذة في كلية الاعلام ؟

 

سميرة : نعم..

 

رجل الامن : لديك بحوث كثيرة في الاعلام الحديث وتنشرين على مواقع عده منها الفيس بوك

 

والتويتر . ونشرت مؤخرا مقالة على احدى الصحف الورقية وبعد دراسة دقيقة لكل ما نشرت

 

وكتبت اتضح ان كتاباتك مضرة ومحرضة وتمس الامن الوطني . لماذا تضعين نفسك في مثل

 

هذه الورطة ؟

 

سميرة : ورطة .؟!

 

الزوج: انهم مطلعون على كل ما نشرت . وهذا ما حذرتك منه.

 

رجل الامن : كان عليك ان تمنعها.

 

رجل العشيرة : عليك ان تتوقفي وتجنبي عشيرتك عارا لا نقوى على تحمله . جنبينا المشاكل يرحمك الله

 

سميرة : أي مشاكل واي عار .

 

رجل الامن : انك تحرضين نساء بلدك ونساء العالم على عدم الانجاب وهذه جريمة بحق الجنس البشري.

 

سميرة : والحروب اليست جريمة بحق الجنس البشري..؟

 

رجل الدين :هذا منافي للشريعة والعرف.

 

سميرة : وهذا الموت الذي لا رحمة فيه اليس منافيا لشريعة الله؟

 

رجل الامن :انها افكار مخيفة وهدامة .

 

سميرة : يا ناس الحروب هي من تهدم كل شيء وتحرق الاخضر واليابس وتترك العالم في ظلام

 

8

وحزن وخوف . عجيب الا تحرك ضمائركم دموع الامهات ؟

 

رجل العشيرة : الاوطان بحاجة الى من يدافع عنها.

 

سميرة : عندما قتل قابيل هابيل لم يكن يدافع عن وطن. وتجار الحروب عندهم ما يكفي من الاسباب.

 

رجل الامن : لا تتحدثي بالألغاز ..

 

سميرة : اذا اوقفوا مشعلي الحرائق كي يعم السلام ويضحك الابناء وتبتسم الامهات.

 

رجل الدين : ان الله خلق النساء كي يلدن .

 

سميرة : ما بكم هل تبلد الحس الانساني عندكم..انا ام .ام ومهنتي صنع الحياة لا تدميرها ومن حقي

 

الدفاع عنها .ولن اتراجع قبل ان تعترفوا بحقيقة وصدق ما ذهبت اليه . اتحسبون بانني لا اعرف

 

حقيقة نفسي . حقيقة كوني انثى من جنس حملت بطونهن انبياء وعظماء ومفكرين وشعراء

 

وقادة وحتى مجرمين . اعي كل ذلك ولن اتراجع قبل ان ترجعوا الي ابنائي الذين شقوا هذه البطن.

 

عندما كنت اضع احدهم على صدري كان قلبي يخفق ويدق كانه طبل عرس. وعندما اتذكرهم

 

الان اسمع دقات قلبي وكانها طبول حرب تقرع للموت .

 

( الثلاثة رجل الامن ورجل العشيرة ورجل الدين ) : مجنونة مجنونة مجنونة  .

 

( يدخل اثنان وهما يحملان رداء المجانين ويتقدمان نحوها . يفردان الرداء .تتقدم سميرة نحوهما

 

و ترتديه دون مقاومة. الزوج يتكور على نفسه في عمق المسرح) .

 

سميرة :  ان اكون مجنونة افضل من ان اشارك في هذه الجريمة ..جريمة الموت العبثي .

 

( وعندما يطويان ذراعيها تصرخ ) اغلقوا فوهات المدافع كي نفتح ارحامنا .

 

النهاية

 

حامد شهاب الجيزناوي

 

2011

( 1 ) رواية آلام فيرتر .. فريدريك جوته.

 

9

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock