مقالات ودراسات

البحريني يوسف الحمدان وورقته النقدية بعنوان: الناقد والمؤلف .. علاقة إبداعية اشتباكية

ورقة مقدمة بمهرجان الكويت المسرحي التاسع عشر


المسرح نيوز ـ الكويت| يوسف الحمدان
ـ

 

أول الأسئلة : هل نستطيع أن نجزم أو نؤكد صحة اختيار العنوان المقترح للحلقة النقاشية بمهرجان الكويت المسرحي التاسع عشر ، وهو ( تكاملية العلاقة بين الناقد والمبدع ) والذي يقودنا بدوره إلى سؤال آخر : أليس الناقد بمبدع أيضا ، شأنه شأن المؤلف والمخرج في العملية المسرحية كونه يكتب نصه النقدي الإبداعي في التجربة المؤلفة والمجسدة في فضاء العرض أو يشاخص رؤية أو أفقا قد تمضي في سياقه الكثير من التجارب المؤلفة والمجسدة مسرحيا ؟ ولي في هذا السياق قراءات قدمت إحداها في تسعينيات القرن الماضي في إحدى قاعات النقد المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت على هامش إحدى مهرجانات الكويت المسرحي بدعوة من قسم النقد بالمعهد ، حملت عنوان : النقد بوصفه نصا مسرحيا ، رافضا من خلالها التابعية التقليدية الجائرة للعرض المسرحي والتي حكمت عقولنا المسرحية لفترة ليست بقصيرة طبعا ، جعلت من النقد هامشا رقيبا على العرض المسرحي أكثر من كونه محاورا فاعلا مستفزا لخلايا الوعي والمخيلة لدى منتجي العرض نفسه وبوصلة إبداعية يستضيئون بها حين يشرعون في تشكيل وهجهم المسرحي في أفضية عروضهم المسرحية .

وبالتالي أقترح العنوان التالي : (الناقد والمؤلف ..علاقة إبداعية اشتباكية ) ، متفاديا بذلك العنوان ، الوقوف عند مصطلح أو مفهوم التكاملية ، كون المسرح بوابة مشرعة على آفاق أسئلة شائكة وإشكالية ، تكاملها قد يلغي انفتاحها على المغاير والمتجدد ويسهم في تأطيرها ضمن دائرة مغلقة في الغالب ، ومتفاديا أيضا تهميش الناقد في زاوية أو خانة ضيقة بوصفه كائنا غير مبدع ..

في هذا المحور الإشكالي تتعدد أوجه العلاقة بين الناقد والمؤلف ، فهناك المؤلف الناقد والعكس ، الناقد المؤلف ، وهناك الناقد للمؤلف من خارج دائرة المؤلف الناقد أو العكس ، وهناك المؤلف المخرج الذي يكتب نصه على فضاء عرضه المسرحي ، وهناك المؤلف الناقد الذي يرتجل نصه وفق الموقف اللحظي ، وهناك وهناك ، حيث تتعدد أوجه العلاقات حد الالتباس بين الناقد والمؤلف .

ولنعد لبدايات تاريخ هذه العلاقة ، وتحديدا في المسرح الأثيني ، حيث مخرج العرض هو مؤلفه وناقده قبل أن يؤطرها المعلم الفيلسوف أرسطو في كتابه ( فن الشعر ) ، ولعل هذه العلاقة قد اتضحت بشكل جلي ، في مسرحية ( السحب ) لمؤلفها ومخرجها وناقدها أريستوفانيس ، الذي أرسى من خلال هذا النص أول منيفستو للنقد المسرحي في تاريخ المسرح ، حيث كان المسرح محورا رئيسا بكافة عناصره ومفرداته فيه ، ومخضعا لمجهره النقدي فيه ، ولي في هذا الشأن رسالة تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت والتي حملت عنوان ( أريستوفانيس بوصفه ناقدا مسرحيا ) ، كان ذلك عام 1979 ، وأزعم أنها أول رسالة تطرق أبواب النقد المسرحي من التأليف المسرحي .

في هذا النص تحسس أريستوفانيس بحسه الكوميدي الساخر ، روح الناقد المبدع في المسرح ، والتي أسهمت في بلورة مصطلحي التراجيديا والكوميديا لدى أرسطو في كتابه السالف الذكر .
وتستشكل هذه العلاقة أكثر ، وأكثر جدلية ، على الصعيد الإبداعي في مسرحنا المعاصر ، ونماذجنا فيما نذهب إليه في هذا المحور كثيرة ، نذكر بعضهم :
برتولد بريخت ، فقد كان مؤلفا ومخرجا ومفكرا ومنظرا لمسرحه الملحمي المركب ، ونظريته في هذا الاتجاه أصبحت منيفستو نقدي تبناها الكثير ممن يؤمنون بها من النقاد والذين أسهموا بدورهم في إثرائها وتجلية أبعادها التغريبية والفكرية والفلسفية ، فكان هذا المؤلف المفكر انموذجا مهما في حياتنا المسرحية المعاصرة للناقد المبدع حتى يومنا هذا .
وكذا الحال مع أنتونين أرتو ، مؤلف المسرح وقرينه وجسد يختبر العالم ، والذي أسهم في تشكيل تيار مسرحي عالمي ، ليس في فرنسا فحسب ، تبناه الكثير من المؤلفين والمخرجين والنقاد ، ليصبح من خلال هذه القراءة الشاخصة العميقة للمسرح ، أحد أهم المبدعين المفكرين في عالمنا المسرحي .
وكذلك رائد مسرح المقهورين أجوستو بوال ، الذي اكتنز وانطوى مسرحه على نقد ساخط مؤثر ، تشكل على ضوئه تيار مسرحي يقرأ النقد من عمق النص والعرض ، لتصبح العملية المسرحية برمتها أشبه بمادة نقدية تحلل وتفكك تضاعيف وتفاصيل ودقائق الحالة المجتمعية آنذاك ، وبرؤى أخرى حتى يومنا هذا .

وكذلك الحال مع غروتوفسكي ومايرخولد و بينا باوش وأريان نوشكين وبيتر بروك وأوجينيو باربا وتسادك وروبرت ويلسون وباتريس بافيس وتادوش كانتور ومونجيك ، كلهم شكلوا اتجاهات نقدية تتماهى مع التجربة الإبداعية وأسهموا في حراكها فكانوا منظرين لها ومبدعين في الآن نفسه .

وعلى الصعيد العربي لدينا نماذج مهمة وساطعة ومؤثرة في سياق هذا الاشتباك المؤسس والخلاق بين التأليف والتنظير ، وهم الكاتب الراحل سعدالله ونوس وتجربته مع ( بيانات لمسرح عربي جديد ) والتي وثقها في كتاب في أوائل التسعينيات ، وتجربته النقدية في مجلة الحياة المسرحية التي كان لفترة يرأس تحريرها ، والكاتب عبدالكريم برشيد وتجربته التنظيرية في بيانات المسرح الاحتفالي ، والكاتب عز الدين المدني وهو من أهم المبدعين التونسيين الذين مالوا إلى التجريب والحداثة والإبداع والابتكار في مجال المسرح، فقد قدم تصورا مسرحيا نظريا يعتمد على مسرحة التراث، وقراءته من جديد نقدا وحوارا وكتابة من أجل إعادة بنائه من جديد، وذلك لفهم الحاضر وقراءته قراءة تاريخية معاصرة قائمة على التغيير والتثوير والنقد العميق ، ومن المعروف أيضا أن عز الدين المدني أعطى الكثير والكثير للمسرح التونسي تأليفا وإخراجا وتنظيرا، فرفع من شأنه وشأوه لكي يتبوأ المكانة التي يستحقها بين المسارح العربية الأخرى .
كما يهمني ان أشير أيضا في هذه السانحة ، إلى الدور النقدي والتنظيري الريادي الذي لعبه الناقد والباحث البحريني الأستاذ الدكتور إبراهم عبدالله غلوم في ساحتنا المسرحية الخليجية ، فله كبير الأثر على كثير من التجارب المسرحية بالخليج ، وهو من أهم من وقف على الظاهرة المسرحية وكيفية تطورها وانعطافاتها في مسرحنا الخليجي ، كما نظّر لكثير من الاتجاهات المسرحية السبعينية تأليفا وإنتاجا في مسرحنا الخليجي .
ومن المهم أيضا الإشارة إلى الدور التأسيسي الفاعل للحركة النقدية في المغرب ، والذي اضطلع به وتصدى له الأستاذ الناقد الكبير حسن المنيعي ، الذي أسهم مع من شاركوه التأسيس ، في قيادة حركة التأليف ، بل الحركة المسرحية في المغرب ، نحو التجديد والإبداع .

هذه التجارب ، بلا شك وجدت من يتبناها ويترسم أفقها في وعيه النقدي ، ويقيس على ضوئها المسرح الذي يريد أو يطمح أن يكون ، وإن أخذ الشطط ببعضهم إلى درجة العمى ، حيث لا يرى أي مسرحية تستحق الاهتمام ما لم تترسم ما جاء في مثل هذه البيانات .

وتتحدر من هذه التجارب المؤسسة في حينها ، نظرا لعلو صوت المد الفكري والسياسي والمسرحي واشتباكاته الخلاقة إبان سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في وطننا العربي ، تتحدر تجارب أخرى في خارطتنا المسرحية العربية ، تقاطع واشتبك فيها التأليف مع النقد والتنظير ، وربما تكون تجربة مسرح الفوانيس الأردنية مع بيان مسرح الفرجة ، وبيان كاتب السطور في مسرح الشحنة الذي تشكل إبان وهج الحراك التجريبي في المسرح العربي ومدى تأثر مسرح الصواري البحريني به ، وانعكاس تأثير بيانات ونوس على هذا البيان ، ربما تكونان أقدم هذه التجارب ، كونها انطلقت مع بواكير تسعينيات القرن الماضي ، وإن لم تجد صدى مؤثرا على الصعيد العربي في الأردن والبحرين ، كما وجدته التجارب السالفة الذكر ، بيانات سعدالله ونوس والمسرح الاحتفالي ومسرحة التراث .

ومن بين هذه التجارب الاشتباكية الخلاقة التي تشكلت في رحم المؤلف الناقد أو الناقد المؤلف ، تجربة الدكتور الناقد سامح مهران من مصر مع التأليف ، والناقد الدكتور محمود سعيد من مصر والناقدين المغربيين الدكتور سعيد والدكتور خالد أمين في قرائتهم للمسرح المشروع الذي يتقصى أفق التجربة من كونها فضاء نصيا جديدا في المسرح ، وبالتالي يترسمه بوصفه مؤلفا جديدا له ومبشرا به ، إضافة إلى اهتمام الناقدين كريمي وأمين بالدراماتورجية التي فتحت أفقا جديدا لمحاورة النص وتجلية آفاق العرض .
ومن بين هذه التجارب أيضا ، الدكتور محمد مبارك بلال ، والدكتور فيصل القحطاني ، والدكتور علي العنزي ، والدكتور علاء الجابر والدكتورة سعداء الدعاس من الكويت ، وإن كانت في رأيي المتكيء على متابعة قريبة ومواكبة ، تظل تجربتي المؤلفة الباحثة العمانية آمنة ربيع ، والباحث المؤلف السعودي الدكتور سامي الجمعان ، أكثر هذه التجارب رسوخا ، ذلك لاتصالهما وتعالقمها مع الآفاق المسرحية والنقدية الحديثة ، كتجربة آمنة الربيع مع الخطاب التفكيكي لجاك داريدا والذي انعكس بوضوح ثقافي عال في أغلب نصوصها ، الأمر الذي ربما يثقفن النص إلى درجة يبدو فيها هذا النص وكما لو أنه خطابا نقديا أكثر منه نصا مسرحيا ، وتجربة سامي الجمعان مع الخطاب السيميائي لرونالد بارت ، والذي تبين بوضوح في تجربته المعنونة بـ ( موت المؤلف ) ، وهو ما دعا إليه رونالد بارت من خلال تأسيسه للخطاب السيميائي الاشتباكي الذي يفتح أفق قراءة التلقي والتأليف إلى أبعد مدى .

إنه استثراء ثقافي يدفع بالضرورة أي خطاب نقدي يتصدى لمثل هذه التجارب ، إلى الإلمام جيدا بالإتجاهات الحديثة في الأفق النقدي الحديث والمعاصر .

إنها اشتباكات وتقاطعات تسعى لردم هوة العلائق الثنائية بين الناقد والمؤلف للنص المكتوب ، وتذهب به بعيدا نحو بحث مغاير لعلائق متعددة ومركبة وإشكالية ، يتداخل فيها النقد مع مؤلف النص ومؤلف العرض والدراماتورج وراسم الصورة والضوء وناسج النص المرتجل ، ومستحضر كافة أشكال الطقس والميثولوجيا والأساطير ، لتؤسس هذه العلائق في نهاية الأمر لرؤى نقدية هي من صميم الحالة الإبداعية التي تشكلت على ضوئها هذه التجارب .

وتأخذنا هذه الحالة إلى ماهو أكثر إشكالية في تماهياتها النقدية والتأليفية والأدائية ، ففي مسرح الشارع ومسرح المهرج ومسرح المقهى ، من يؤلف النص والعرض ؟ وكيف يتحول المؤلف في مثل هذه العروض إلى ناقد ؟ أوَ ليس الجمهور في مثل هذه العروض مؤلفا ومخرجا وناقدا أيضا ؟ ، أليس هذا ما أطلق عليه رولان بارت بالقاريء الثالث ؟ أليس هذا ما أطلقت عليه آن بروسفيلد بالفضاء التخيلي للجمهور ؟ إلى أي حد ممكن أن يثري الناقد روح المخيلة أو عضلتها حسب أريان نوشكين في المؤلف ؟ وإلى أي حد ممكن أن يحفز هذا النص ممكنات النقد وآلياته الجديدة في الناقد ؟ .

من يقود الآخر للإبداع ؟ النص أم النقد ؟ إذا قاد الناقد المؤلف للإبداع فحتما أسهم في الارتقاء بعملية النقد إبداعيا ، ولدينا في ذلك أمثلة مهمة ، فمثلا يانكوت حينما أصدر كتابه الشهير ( شكسبير معاصرنا ) ، ألم يؤثر في أجيال من النقاد والمؤلفين ؟ ألم يغير مسارات الرؤية لدى كثير من الباحثين والنقاد الذين اختصوا في الكتابة والبحث في عالم شكسبير ؟ ألم يفسح المجال أمام رؤى جديدة تماهت إبداعيا في كتابتها التناصية مع شكسبير ؟ ..

وكذلك الحال بالنسبة للمفكر موريس بلانشو في قرائته للكارثة ، ألم يؤثر برؤيته العميقة هذه للكارثة على أجيال في فرنسا وأوربا نقدا وتأليفا ؟ ولدينا في البحرين الفنان المخرج عبدالله السعداوي الذي استثمر هذا الأفق البلانشوي في إحدى عروضه المسرحية ، وتحديدا مسرحية ( الكارثة ) .

ولا يمكن أن نتجاهل الدور الكبير والمؤثر لسيمياء رولان بارت في المسرح العالمي بما فيه مسرحنا العربي ، ألم يؤثر هذا المفكر في أنساق التأليف المسرحي في هذا العالم ؟ ألا يتعالق هذا التأثير مع الإبداع إلى درجة التماهي ؟ .

إنه المفكر والناقد الذي عمق أهمية السيمياء في العرض المسرحي وهو من أسهم في تشكيل حراك جديد في كتابة النص المسرحي والعرض ..

ويا ترى هل نستطيع أن نغفل دور الناقد والمفكر الإنجليزي مارتن إيسلين ، ألم يكن هو من أسس نقديا لمسرح العبث ؟ أليس إيسلين بناقد باحث مفكر مبدع ؟ ألم تجد رؤيته الفكرية في مسرح العبث صداها في كثير من النصوص على الصعد العالمي ؟ .

هل نستطيع أن نغفل دور المنظر الألماني الكبير هانز تيز ليمان في مشاكسته للدرامي في مسرحنا إلى ما بعده ؟ ألم يؤثر هذا التنظير على كثير من المؤلفين والنقاد في عالمنا المسرحي ؟ الم يسهم ذلك في صياغة حس جمالي جديد للمسرح الجديد يشاكس ويشكك بأولوية سلطة النص والدراما في المسرح ؟ ، وهنا لابد من الإشارة أيضا ، إلى الناقد المغربي الدكتور خالد أمين الذي ترجم كتاب ( ما بعد الدراما ) ، وإلى جهود الدكتورة مروة مهدي عبيدو في ترجمتها وتقديمها لكتاب ( جماليات الأداء ـ نظرية في علم جمال العرض ) لأستاذة الدراسات المسرحية بالجامعة الحرة ببرلين ( إيريكا فيشر ليشته ) ، وهي واحدة من أهم المشتغلات في فضاء المسرح ( الما بعد درامي ) .

ألم يخلخل ريتشارد فورمان مؤسس المسرح الهيستيري الوجودي بأمريكا ، وأحد رواد ما بعد الحداثة ، القناعات، ويقوض القواعد والفرضيات العقلانية التي طرحتها الحداثة، واستحالة تحديد المعنى، والتلاعب الواعي بالصور الخيالية، وأنماط تصوير الواقع، وبالرموز والمعاني، واستخدام فن الكولاج، وتدمير استقلالية العرض المسرحي ، ألم يكن لهذا المنظر تأثيرا على الحراك التأليفي للنص المسرحي ، والحراك النقدي في عالمنا المسرحي ؟.

هل نستطيع أن نغفل دور المفكر والفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو في استخدامه للمسرح بوصفه أداة نقديّة وفلسفيّة، لا مجرد شكل فنيّ، إلى جانب عرضه للعناصر والأدوات المسرحية التي يوظفها في أسلوبه الفلسفي بوصف المسرح شكلا من أشكال تمثيل الحقيقة وإعادة تشكيلها ؟ فلفوكو خشبات للحقيقة في المسرح حسب الباحثة الفرنسية أريانا سفورزيني .

إن اشتباك الناقد مع المؤلف يضمن لعملية النقد تجددها في الاكتشاف والبحث حد الإبداع ، مثلما يسهم في استفزاز مخيلة المؤلف التي من شأنها أن تقود الناقد للبحث عن آليات جديدة في النقد ..

وفي هذا الصدد أحب أن أشير وأؤكد ، بأن النص المسرحي الذي يخلو من الحس النقدي المعرفي المُرتأى إبداعيا ، هو نص ليس جديرا بأن يقرأ ، لأنه يعتمد على خواء ، لذا وكما أرى ان تجارب تأليفية مبدعة مثل تجربة المؤلف السعودي فهد رده الحارثي والمؤلفين الأردنيين ، هزاع البراري ومفلح العدوان ، والمؤلف الإماراتي مرعي الحليان ، والكاتبة الكويتية تغريد الداوود والكاتب المخرج الكويتي سامي بلال ، والتي تشكلت وشكلت رؤى جديدة وحداثية في الكتابة المسرحية ، تتكيء على اللقطة الطافرة والبرقية والعلامة الشعرية المكثفة وتتشاكس مع الشفرة الرقمية في كثير من الأحيان ، بحاجة إلى نقاد قارئين بوعي ودقة متناهيتين مناطق الجدة والمغايرة فيها ، كي يتمكنوا من الذهاب بها أبعد مما اتكأت عليه في أنساقها الإبداعية .
وإن الناقد الذي يعيد النظر في آليات رؤيته النقدية وأفقها كلما اكتشف جديدا مبدعا في النص هو في حد ذاته ناقد يقترح رؤية جديدة على نفسه من أجل تأسيس وعي جديد على الصعيد النقدي ..

كذلك النصوص التي تكتنز بالوعي الخلاق تنتج مؤلفين خلاقين ونقاد خلاقين ، أما النصوص التي تأتي خلاف ذلك فلا تنتج مؤلفا ولا ناقدا ولا مسرحا ، لذا لا ينبغي من وجهة نظري أن يوضع الناقد خارج دائرة الإبداع ، فللناقد مقترحات ورؤى أسهمت في ضخ ماء الإبداع في روح مسرحنا المعاصر ولا تزال ، وربما لولاه لكانت أرض الخلق في مسرحنا يباب ..

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏قبعة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏نظارة‏، و‏هاتف‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Sameh Mahran‎‏‏، و‏‏بدلة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock