التونسي حافظ خليفة يكتب: مسرحية زيدون و اصدقاؤه الطيبون.. انتصار احلام الأشبال على الأسود

عرض عبر الدورة الخامسة لمهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل بكربلاء

المسرح نيوز ـ تونس| حافظ خليفة

ـ

تم اختتام الدورة الخامسة لمهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل بكربلاء.. دورة ناجحة بامتياز و الف شكر لكل الساهرين على اعداد برنامج هذا المهرجان الفتي و الذي أثبت ريادته و تألقه دوليا..

اريد التنويه و بشكل خاص إلى عمل ارتأ بعض الزملاء النقاد من الحاضرين تجاهله ..ربما يعود ذلك لانشغالهم بوهج اسماء مخرجي بعض الأعمال المشاركة الاخرى و هي عادة حميدة و سنة مجيدة و سراط مستقيم دأب عليها للاسف نقادنا العرب المجاملون و التواقون إلى المدح و الثناء دون الاهتمام برعاية التجارب الجديدة و الاهتمام بها و دعمها و النظر إلى المستقبل عوض الدوران العبثي في حلبة الشكر و الثناء دون فائدة .


مسرحية زيدون و اصدقاءه الطيبون ..عمل يلج بك إلى عالم الطفل مباشرة دون وسائط و يمنحك فسحة من الحلم و الجمال بطريقة ذكية و طريفة و ببعد جمالي بسينوغرافيا متحركة و بلعب جميل و عفوي لشابين و طفل يستحقون منا كل الاهتمام و الرعاية الفنية لتقديم الأفضل..

يطرح هذا العمل فكرة في متناول جميع العائلات و هي نوم الطفل متأخرا لانشغاله بوسائل السوشل ميديا فيثور عليه كل من اللحاف و الفراش لحثه على النوم باكرا..كان لعب الطفل غاية في الروعة عن الرغم من صغر سنه و دعم هذا اللعب الممثلين الواعدين اللذين رافقاه في هته المسرحية المدهشة و التي كانت أكثر اتقانا مما اقترحه المهرجان في برمجتة لباقي العروض المشاركة..و حتى أن اعوز هذا العمل رؤية اخراجية متقنة و متينة مع الوهن في بعض الاحيان في الأداء و ضعف طفيف بالدراماتورجيا لتطوير النص و جعله أكثر تشويقا و إثارة او حتى مبنيا بطريقة تصاعدية و داعية للتطهير للطفل بطريقة أكثر حبكة و صنعة فإن هذا العمل عانق التفرد و نال الاهتمام بشكل لافت للذين يعلمون خفايا مسرح الطفل و اسراره، بعيدا عن المزاجية و الجهل بالاختصاص لهذا النوع الصعب من المسرح.


زيدون و أصدقاءه الطيبون نتاج لمخرج و مؤلف و سينوغراف و ممثلين واعدين و اشبالا ضاهوا الاسود معرفيا و فنيا و تجاوزوهم باحلامهم البريئة حتى و إن اعوزتهم التجربة و الخبرة ببعض الاحيان..فهو خير دليل على انتصار الأحلام الشبابية اليافعة على السائد..هذا العمل يدعونا إلى أن نفكر و نتأمل قليلا و ننتظر إلى مستقبل مسرح الطفل بالعراق الذي يشكو تصحرا مقيتا و الذي يستحق وقفة تأمل و دعم لبناء جيل مسرحي مختص بهذا المسرح الصعب..
يستحق هذا العمل مرتبة أرفع مما تنزل بها بالمهرجان و لكن هذا لا ينقص من أهميته و جعله متفردا و مهما.. عمل يستحق أن يكون موجودا و بشدة بالمهرجانات الدولية بتونس او غيرها من الدول.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص على المسرح‏‏ و‏ليل‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏على المسرح‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص على المسرح‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٩‏ أشخاص‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock