مقالات ودراسات

العرض المسرحى ٣٠ فبراير بين المسرحة و الهلوسة


كمال النجمي

مسرحي مصري

ـ

على مسرح العرائس و ضمن فاعليات المهرجان القومى للمسرح المصرى و بالأمس كان الموعد مع الهلوسة المسرحية فى محاولة للوصول للدراما المسرحية و لكنها كانت غائبة نصا و عرضا ، لم يعطى النص للعرض و للمتلقى شكل مسرحى حتى و لو شكل بسيط يحفظ ماء الوجه لعملية المسرحة الغير موجودة تماما اللهم إلا فى عناصر مسرحية بسيطة منها الديكور و الإضاءة و الأداء التمثيلى للبعض ، بداية النص مهلهل و لا يمتلك حرفية الدراما المسرحية و لا قاعدة من قواعد الدراما حيث لا يوجد حدث درامى أصلا يتطور من بداية و وسط و نهاية و يتعقد و يتأزم و تحدث ذروات درامية و صراع درامى يشوق المتلقى ويستثيره فالدراما ما هى إلا صراع و ما عداها فهى هلوسة فقد تكون النص من ثلاث مشاهد:

مشهد أحلام و مشهد الدكتور النفسى و مشهد أحلام فى النهاية لدرجة أن مشهد الدكتور النفسى و ما تخلله طال لدرجة تبعث على الملل للمتلقى و أفقدته المتعة المسرحية فى عملية أبعد ما يكون على السيكودراما إلتى يدعيها النص فاللسيكودراما متعة لا يضاهيها متعة عند إتقان قواعدها و أشكالها بداية من أوديب مرورا بكريستوفر مارلو و شكسبير و تنظيرات سيجموند فرويد وصولا للمحدثين ، حتى الحوار عبارة عن سرد تقريرى خبرى و ليس إستفهامى كما يدعون أنه عبارة عن مسرح إستفهام فلا يوجد نوع من المسرحة يسمى المسرح الإستفهامى فالمسرح بطبعه يثير التساؤل و هو غير موجود فى النص فالحوار خبرى بحت ، أما بالنسبة للعرض و عناصره فالديكور البسيط و إن لم يتغير أثناء المشاهد تماشيا مع الحدث الدرامى المفترض يكون موجود و هو غير موجود بالفعل و لكن يكون مقبول و يتماشى مع عملية المسرحة ، و الإضاءة معبرة تماما عما تم عرضه و تدخل فى عملية المسرحة ، و الأداء التمثيلى بعيد تماما عن التطبيق الأمثل لقواعد فن إعداد الممثل فلكل نوع من الكتابة يناسبها نوع من الأداء التمثيلى فالنص هنا نفسى سيكو و لا أقول سيكو دراما للأسباب السابق ذكرها

هذا النص يناسبه تماما منهج التقمص و الإيهام عند قسطنطين ستانسلافسكى أما ما تم تطبيقه من أداء تمثيلى فى العرض هو المنهج التمثيلى المعاكس تماما لطبيعة و روح النص المؤدى فنرى أداء الدكتور النفسى يبدأ من عند الجمهور و ينزل و يطلع من الخشبة للجمهور كاسرا الإيهام و التقمص و كاسرا الحائط الرابع مستخدما منهج برتولد بريشت أو عمنا بريخت و هو لا يتماشى مع طبيعة النص النفسية إلتى تحتاج منهج ستانسلافسكى النفسى الإنفعالى التقمصى حتى تصل متعة الأداء للمتلقى و هى غير موجودة إلا فى شخصيتى الزوجتين اللتين تم أدائهما بحرفية ، الأداء الحركى مناسب نوعا ما و لكنه غير مناسب لعرض نفسى و الموسيقى غير مناسبة و لا متماشية مع طبيعة العرض النفسى

 الإيقاع بطئ جدا لدرجة الملل من طول مشهد الدكتور النفسى الذى حاول أن يبعث فيه الروح بالإيفيهات الجنسية الرخيصة و المتكلفة ليكمل لنا الهلوسة إلتى تم عرضها فى إدعاء أنها مسرح و هى بعيدة تماما عن عملية المسرحة إلتى تعيدنا إلى مربع كيف تم إختيار هذا العرض فى المهرجان و على أى الأسس يتم أختيار العروض ؟! 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock