مقالات ودراسات

العرض المسرحي..” في قلب بغداد” للعراقي مهند الهادي.. حين يكون الموت بالمجان والحياة بالمصادفة!


المسرح نيوز ـ تونس| إعلام الهيئة العربية للمسرح
ـ

 

قدّم المركز العربي للثقافة و الإعلام بالسويد مساء الأحد 14 جانفي 2018 بقاعة المونديال بالعاصمة آخر انتاجاته المسرحيّة بعنوان “في قلب بغداد” كتب نصّها وأخرجها ومثّل فيها مهند الهادي صحبة لبوة عرب وحامد الدليمي وحسن الهادي بسينوغرافيا لمحمد عودة.

“لا يا بلد” يصرخ منتحبا، ليست بغداد التي تسير وسطها دبابة بعلم امريكي وليست بغداد التي تقطع شوارعها بجدران الخرسانة، ولايمكن أن يكتب على جدران مدارس بغداد : لا تلقوا بالجثث هنا، “لا يا بلد” يكرر أحد الشخوص في عمل المخرج ” مهند الهادي، تحت سطوة حبوب الهلوسة التي يتعاطاها هربا من واقع بلد لم يعد يعرفه، بلد طالته التشوهات ومسّه المسخ بلد يقتل الناس فيه بالمجان، ويحيون بالمصادفة في ظل التفجيرات اليومية التي تحول الضحايا إلى مجرد ارقام في سجل القتلى.
و تقدّم “في قلب بغداد” العراق الذي يعيش مخاضا دمويا في معراج خلاصه لا تُعرف ساعة نهايته ولكن يكتوي بناته وأبناءه يوميا بنار التفجيرات فيه.
وتجسّد حكاية المسرحيّة ثلاث شخوص تحيا وسط موتها لتتحدّث عن تفاصيل الموت المعلن والمتكرر والمتصالح مع ضحاياه، الإضاءة حادة ومؤذية كسطوع الموت والركح مُستغلٌ في عمقه اكثر من مساحته الأمامية انسجاما مع تداعي الشخصيات التي جمعتها لحظة الموت غير المستهجنة و المتكررة.

اجتمعت في عمق المسرح ساعية الى الكشف عن عمق الألم الإنساني زاهدة لفائدة من يتصدرون المشهد الدموي ويصنعه ساسة وزعماء طوائف وأباطرة حرب.
المسرحيّة تقدّم بغداد في اللازمان أو في زمن الحرب الأبدية التي تضيف على همّ المرأة العراقية/العربية همّا، فيُقبر صوتها وتعلوه اصوات الرجال لتطمره بتعلاّت مختلفة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock