حوارات

الفنان الشاب علي صبحي .. ورحلة كفاح من “مسرح الشارع” إلى جائزة دبي


المسرح نيوز ـ القاهرة | مصطفى حمدي

ـ

هذا الشاب قصة كفاح تستحق إلقاء الضوء عليها، فالمسافة التي قطعها من التمثيل لسنوات في الفرق المستقلة حتي الوصول لمنصة التتويج كأفضل ممثل في مهرجان دبي تبدو كفيلم مثير يرصد قصة صعود بطل من هامش الحياة إلي نقطة الضوء الأكثر سطوعا.
علي صبحي الحائز علي جائزة المهر العربي كأفضل ممثل عن دوره في فيلم »علي معزة وإبراهيم»‬، مازال حتي هذه اللحظة يعيش صدمة المفاجأة، ولم لا والفيلم يمثل البطولة الأولي له بعد سنوات طويلة من الكفاح في فرق المسرح المستقلة،  فهو عضو مؤسس لمجموعة »‬حالة» لمسرح الشارع من 2001 وحتي 2010، قبل أن يؤسس فريق »‬قوطة حمرا» لفنون المهرج والسيرك الحديث في عام 2011، كما شارك في التمثيل في عدد من الأعمال الدرامية، ومن بينها مسلسلات »‬أهل كايرو»، »‬دوران شبرا»، كما شارك بأدوار صغيرة في فيلمي »‬عين شمس»، و»‬آخر أيام المدينة».
»‬لم أصدق فوزي بالجائزة عندما سمعت اسمي في حفل الختام !» هكذا قال علي عندما سألته عن رد فعله حول الفوز بجائزة كهذه وسط منافسة محتدمة مع ممثلين محترفين، حيث تابع قائلا : تسمرت في الكرسي عندما قالوا أنني أفضل ممثل في المهرجان، في الحقيقة توقعت فوز عمرو سعد مثلا عن دوره في فيلم »‬مولانا»، ولكن فور إعلان اسمي تمنيت أن تكون الجائزة مناصفة بيني وبين زميلي أحمد مجدي الذي قدم دور ابراهيم بروعة وتمكن في الفيلم.
يحكي علي عن رهان المخرج شريف البنداري قائلا : أكثر ما أسعدني ان شريف البنداري مخرج الفيلم راهن علي شخصيا، وكان حريصا علي دعمي ومناقشتي اكثر في تفاصيل الشخصية التي أؤديها، وبالفعل كتبت بعض الخطوط الرئيسية للشخصية مع السيناريست أحمد عامر، وساهم البنداري في تطوير الشخصية بشكل كبير، هذا في حد ذاته رهان أدين له بالكثير من الفضل.
التحضير لشخصية علي معزة استغرق وقتا طويلا، حيث استعان شريف البنداري بمدرب تمثيل يدعي »‬لوك لينر» اعتمد بشكل كبير في عمله علي خلق صداقة حقيقية بين علي صبحي وأحمد مجدي كي تنعكس علي شخصيتي علي معزة وابراهيم، وبالتالي كانت الجلسات اليومية وتطوير الشخصيات وخلق حالة تناغم بينها علي مدار عدة أشهر قبل التصوير هي نقطة الانطلاق نحو جائزة أفضل ممثل في دبي.
من هو علي معزة، ولماذا تحمس علي صبحي لهذا الدور تحديداً؟
يقول أفضل ممثل في مهرجان دبي : علي معزة شاب بسيط من منطقة شعبية يحب »‬معزة» ويتعامل معها أنها حبيبته أو خطيبته، هذا الشخص مرفوض بالطبع في مجتمعه حتي الاطفال يسخرون منه ويلقبونه بعلي معزة، وسط هذه الاجواء يقابل شخصا آخر غريب الأطوار مثله وهو ابراهيم والذي يسمع أصواتا عجيبة لا وجود لها في الحقيقة، يلتقي الاثنان في رحلة غريبة يجوبان خلالها عدة مدن مصرية مثل الاسكندرية وسيناء، هي رحلة تدفعهما لاكتشاف حقيقتهما والتصالح مع نفسيهما بشكل أكبر، وقد جذبتني الشخصية والفيلم لأنه يدور بالأساس حول ضرورة تقبل المجتمع للناس المختلفة، بغض النظر عن التنميط الذي يفرضه المجتمع علينا.
هذا النوع من الأفلام يبدو كإلقاء حجر في بركة التقاليد والاعراف الاجتماعية، وهو في ذات الوقت صيد ثمين لاتهامات مثل ترويج الشذوذ تحت مسمي تقبل الآخر، خاصة وأن علي الدور الذي يقدمه تحديدا لشاب يعيش علاقة عاطفية مع معزة!
ولكن علي صبحي يرد علي ذلك قائلاً: لا أعتقد أن الفيلم يروج لفكرة شاذة، أو لتقبل شخص شاذ، بقدر ماسعينا لتقديم حالة ساخرة غير واقعية ولكنها قد تكون موجودة في المجتمع، لدينا في المجتمع المصري نماذج غير واقعية وساخرة ورومانسية في ذات الوقت وليس شرطا ان تكون شاذة جنسيا، بمشاهدة الفيلم ستكتشف أن علاقة علي والمعزة أمر عاطفي كوميدي يعكس طبيعة مايعاني منه علي معزة من اختلاف غير واقعي وهزلي.
ويتابع علي : الجمهوري في دبي استقبل الفيلم بشكل جيد، هناك من ضحك ومن بكي علي ما شاهده من أحداث تناغمت بين الكوميديا والتراجيديا، وبالتالي أشعر ان هناك تقبلا للفيلم من الجمهور وأنتظر عرضه تجاريا في مصر.
أسأل علي صبحي، كيف تري خطواتك القادمة بعد هذه الجائزة،؟ فيجيب بتلقائية : فرحة الناس بالجائزة كانت أهم بالنسبة لي، ولكنني في المجمل أتمني تقديم أفلام تلمس مشاعر الناس، وتعبر عنهم، وهمي الاكبر أن أصل بمشروعي فرقة »‬أوطة حمرا» لكل الناس وأن تنتشر اعمالنا لأننا نحمل رسالة في اطار مسرح الشارع هدفها التفاعل مع المجتمع والتأثير فيه.

أخبار اليوم


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock