وجوه مسرحية

الفنان حيدر عبدالرحيم يكتب: مراجعات في سيرة الكاتب المسرحي عمار نعمة جابر.. براعة التخييل المسرحي!


المسرح نيوز ـ القاهرة| وجوه مسرحية

ـ

 

بقلم: المسرحي العراقي: حيدر عبد الرحيم

 

 

عمار نعمه جابر ، كاتب مسرحي يعد واحدا من أبرز الكتاب المسرحيين في العراق ، وله كذلك حضورا واضحا في المسارح على إمتداد الوطن العربي . يمثل بتجربته التي تمتد لثمانية وعشرين سنة ، مثالا لحركة وديمومة المسرح العراقي في التسعينيات وبداية الالفية الجديدة ، مكملا لمسيرة المسرح العراقي الكبيرة والبارزة في مدينة الناصرية وكذلك عموم العراق .

 

تربطني بالكاتب صداقة منذ عام ٢٠٠٥ حيث عملت معه اولى اعمالي المسرحية ، وكانت من تأليفه ، مسرحية ( قبور بلا شواهد ) قدمتها جماعة الناصرية للتمثيل ، واخرجها الدكتور ياسر البراك عرضت في قاعة الشهداء وسط الناصرية . ليومين متتاليين . وفي في عام ٢٠٠٦ عملت معه عملا آخر ولكن ضمن أعمال النشاط المدرسي في الناصرية كممثل ، وكان النص أيضا من تأليفه  بعنوان ( أكفان ومغازل ) من إخراج الراحل ثائر خضير ، وعرض العمل في قاعه النشاط المدرسي في الناصرية ،

بعدها تواصلت في العام نفسه الاعمال المسرحية مع جماعة الناصرية للتمثيل ، حيث شاركت ممثلا مع المبدع عمار نعمه جابر في مسرحية ( الموت والعذراء ) تأليف أرييل دورفمان واخراج الدكتور ياسر البراك ، ضمن عمل ضخم وتجريبي ، انتج لنهارات المدى ، وعرض في العاصة بغداد على المسرح الوطني . وحقق صدىً واسعاً ونال اعجاب المتخصصين من المسرحيين والجمهور العام .

لقد كان عمار نعمه جابر في التمارين المسرحية التي شاركته فيها ، مخلصا جدا ، وحريص ايضا على ايصال العمل الى خشبه المسرح . على الرغم من كل المعوقات والمشاكل المختلفة التي تواجه تجاربنا المسرحية ، فلم اشاهد الضجر والملل في عينيه . كان هو المحفز الاكبر بعد المخرج للممثلين الاخرين . كما انه يمتلك لغة مسرحيه جيده في الالقاء . وسرعة عالية في الحفظ وتنفيذ الملاحظات . هاتان الميزتان في شخصية عمار نعمه جابر ، ميزتاه عن غيره من الممثلين الذين عملت معهم . وايضا نجده في كل الاعمال المسرحيه تقع عليه مهمه الادارة  المسرحية  ، وتصميم الموسيقى .

في عام ٢٠٠٨ شارك عمار نعمه جابر في عمل مسرحي اخر لجماعه الناصرية للتمثيل . بعنوان ( حرب الفلافل ) تأليف محمد الجوراني . وإخراج الدكتور ياسر البراك . كان ممثلا . في دور الملك . ولن انسى كلمته الشهيره آنذاك حينما قال لي ونحن جالسين في المقهى بعد خروجنا من التمرين . ” لن اصدق أن  هذا العمل سيعرض أبداً ، إلابعد ان اشاهد ستار المسرح يُفتح امام عيني ” قال هذا الكلام بناءً على الاحداث التي دارت في تلك السنهُ من انتهاكات وإشتباكات سياسية ، وأمنية في المدينة فضلاً عن مشاكل معقدة لدى الممثلين . ولكن بعد المعاناة التي استمرت ستة أشهر ، عرض العمل ووصل الى خشبة المسرح ، في عرض تتذكره الأوساط المسرحية والجمهور في مدينة الناصرية الى هذا اليوم . حيث كان ذلك العرض على مسرح المركز الثقافي في الناصرية .

اما الاعمال المسرحية التي شاركتها مع الكاتب ، والتي لم تعرض ،  وحاولت جماعة الناصرية تقديمها ، في تجارب كبيرة ومهمة ، فكان عمار نعمه جابر فيها جميعها ممثلا ومديرا للمسرح . اولى هذه الاعمال كانت ( موزارت وساليري ) ومسرحية ( الطبيب الطائر ) ومسرحية  ( سجناء المرايا ) ومسرحية ( حلقه الشمر ) .

 

وكما شارك ايضا عمار نعمة جابر . في مسرحية ( خريف التماثيل ) من تأليفه واخراج الشاب علي حسن الكناني . وكان دوره فنيا ومصمماً للموسيقى . وعرض العمل على قاعة النشاط المدرسي مرتين كل مرة عرض فيها بيومين متتالين . وعرض ايضا في محافظة البصرة ضمن مهرجان مسرح الشباب ٢٠١٧ ، وفاز بجائزة أفضل نص مسرحي.

 

لم تتوقف عجله الابداع للكاتب . حيث قام البراك بمشروع كبير لجماعة الناصرية . وهو ( مسرح المقهورين ) وكانت بدايته عبر ورشة مسرحية تحت عنوان ( تقنيات الممثل في مسرح المقهورين ) باعتماد منهج اوجستو بوال ، حيث كان اعضاء الفرقة جميعهم يعملون داخل الورشة عملا لوجستيا ومن ضمننا عمار نعمه جابر . وليس هذا فقط بل عمل على أرشفة الورشه عبر التصوير فوتغرافي والمقاطع الفيديوية ، حيث استمرت اربعة اسابيع . كانت نتيجة الورشة مسرحية جديده نفذها شباب الورشة  ، الذين وصل عددهم الى ست وعشرين ممثلا من بينهم عناصر نسوية . و عرضت الجماعة عملها الاول من رحم الورشة . للكاتب سعد الله ونوس واخراج الدكتور ياسر البراك . ثم أردف البراك الورشة بعمل آخر للكاتب عمار نعمة جابر  ابن الجماعة ، وهو سر من أسرارها ، وأنموذجاً للعضو المثابر والمتفاني فيها  ، وبعمل من تأليفه  تحت عنوان ( مفتاح الفرج ) وعرض على كورنيش الناصرية .

لقد تكللت مسيرة الكاتب عمار نعمه جابر بطباعة عشرة كتب له في التأليف المسرحي  ، حيث صدر له ( نادي .. للضحك ) عام ٢٠١٠ ، وكتاب ( شاورما ) عام ٢٠١١ وكتاب ( صلبان ومآذن ) وهو مسرحية طويلة عام ٢٠١٢ وكتاب ( مقامات نورانية ) ، ٢٠١٢ ، وكتاب ( خريف التماثيل ) عام ٢٠١٤ وايضا كتاب ( إنتباه ) مسرحيات قصيرة عام ٢٠١٩ وكتاب ( الطيور لا تعرف الاله ) عام ٢٠١٩ وايضا كتاب ( انزال ) مسرحيات قصيره عام ٢٠١٩ . وكتاب ( قصاصات من المسرح العراقي ) كتاب مشترك عام ٢٠١٩

وكتاب ( العشاء مابعد الاخير ) عام ٢٠٢٠ .

اما عدد النصوص المسرحية التي كتبها فيصل عددها  الى اثنتين وتسعين  نصا مسرحيا . اولهما نص ( حلوى ) عام ٢٠٠٢ واخرها نص (قرحة ) أواخر عام ٢٠٢٠ . كما عرضت له الكثير من النصوص المسرحية في العراق والبلدان العربية وبالاخص في  جماعه الناصرية للتمثيل . اما خارج العراق فقد انتشرت نصوصه من المحيط الى الخليج

الان نصوصه  تمتلك من التخيل المسرحي  عمقا فكريا واسعا أهَّلها لهذا الانتشار ، ففيها أسرار  قد لايعرفها الكثير غيره من المؤلفين . وربما يكون عمار ليس محظوظا في بقراءه نصوصه في مدينته الناصرية . لكنه عوض ذلك الاهمال في المدن الاخرى . والبلدان العربية البعيدة .

كذلك حصل الكاتب على انتماءات متعددة ، فبالاضافة لكونه عضواً مؤسساً في جماعه الناصرية للتمثيل . كان عضواً في اتحاد الادباء . وعضواً في اتحاد المسرحيين الشباب . وعضواً في نقابه الفنانين .

في الختام نتمنى لمبدعنا ومؤلفنا وفناننا المثابر عمار نعمه جابر المزيد من التألق والابداع المسرحي عبر قلمه السحري وخياله المتجدد ، وعطاءه المتميز  .

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock