مقالات ودراسات
الفنان “شاذلي فرح” يكتب عن المخرج الراحل “سامح فتحي” صاحب البسمه المنحوتة الوش اللي كأن الشمش بتبوسه!
المسرح نيوز ـ القاهرة| شاذلي فرح
ـ
سامح فتحي سامح فتحي صاحب البسمه المنحوته ووشه اللي بيميل للسمار وكأن الشمش بتبوسه في كل طلعه . كان مالي الدنيا ضجيج وصراخ
حبيب الكل . برغم صراخه وضجيجه الا انه كانت حنيه القلب محوطاه من كل جهه . كان بيحلم يبقي عصفور بجناحين نور يطير بيهم ف سما الفن . لف ودار وراح في بلاد خلق الله ( شلاتين . اسوان . اسيوط . السويس . المنيا . إسماعيلية ) عشان يصنع فن ويستمتع بيه . كان له في كل صحرا مغاره . وفي كل زرعه سيسبانه . وفي كل بحر مركب . وفي كل بلد بيت وصاحب . هو . صاحب صاحبة . سامح فتحي . زي ما بيوقع جريد النخل العالي وبعدها بنكتشف رعب الحقيقة ان الشمش بتدوس علي راسنا .
لما مات سامح ووقع . اكتشفنا رعب الحقيقة . إننا غلابه قوي وطيبين وجوانا نبته زينه . بنروح ونشيل شنطة همومنا واحلامنا فوق ضهرنا المحني بعذاب روتين مسرحنا ونسافر ونتعب وبنام في اي خرابه او علي مستوي خشبي من ديكور متهالك أو علي حصيرة مرميه ع التراب . وبنقضيها بأي لقمة حتي لو كانت فاضية من غير غموث . المهم نسكت وجع البطن وذلها .
حتي قروشها قليلة مش بنلحق نصرفها لأننا في الغالب مستلفين قدهم مرتين . وفي الأخر نموت واقفين كيف المارد في المسرح . كأننا متشعلقين فيه دنيا وأخره . سامح فتحي مات في المسرح والبروفة شغاله وشخصياته بتتنطنط حواليه . والديكور بيترص . والموسيقي بتجلجل . والاضاءه راميه نورها . ساعتها الضاحك بكي . سامح اصله زي رمز المسرح الضاحك الباكي . في عز البروفه هبط علية طير الموت رفرف بجناحاته وسد عين الشمش ومد منقاره وخطفه وطار بيه لسابع سما وفجأه رماه في سابع أرض . يومها استقبلنا الخبر ومكناش مصدقين . كلنا قلنا في نفس واحد . قوم يا واد من رقدتك وبطل هزار . والله النفس ما حامله الهزار .
قوم يا سامح الله يبارك فيك . قوم يا شقيقي افرد طولك وامسك بروفتك ده العرض بعد بكره . يا واد حنان مجهزالك عشا حيغنيك عن اللقم اللي من غير غموث . هتنسيك اللي شفته في غربه فنك . وأحمد وغرام فاردين حضنهم لجل ما يدفوا برد بعدك عنهم . طب وأصحابك في الواقع الحقيقي والواقع الافتراضي هنقول لهم ايه . لما يصحوا الصبح ويلاقوا ضجيجك غايب . يمكن المسرح هيكمل وحيدور والدنيا حتاخدنا في لفتها وقساوتها ويمكن المسرح هيكمل بروفته والعرض يبدأ . ويمكن البسمه والضحكه حتشق شفايفنا من تاني وتترسم علي وشوشنا .
لكن حزننا عليك وجرحنا بموتك هيفضل طول العمر متربع جوه قلوبنا . سامح فتحي جزء هام من مسرح الثقافة الجماهيرية وربما في المسرح المصري مخرجا وممثلا من طراز فريد . عند تقيمنا لسامح كممثل نجده كان لديه نضوج وخبره غير عاديه . وهو ابن شرعي لنوادي المسرح وجزء منها مخرجا وممثلا .
وكان اخر ايامه يتابع مهرجانات نوادي المسرح . كان يعشقها ويؤمن بيها وكان يري فيها مستقبل المسرح المصري . إحنا بكينا عليك وعروضك بكت كمان يا سموح ( حيضان الدم . نعيمه . شاه الريم . نشل البير . الخوف . اصل وعفريت . وغيرها ) بعدها اتعصر القلب واتوجعت روحنا عليك –
فلاش اخير هل نمت أخيرا أيها الفارس النبيل بعد معاركك ? هل حلقت وداريت الشمس ? هل تواريت تحت التراب ? هل استكان الجسد في رقدته الاخيره ? إذا ماذا نحن فاعلون . فليرحمنا الله ويلهمنا الصبر والسلوان . سلاما سلاما ايها الفارس النبيل . وربما يكون لقاؤنا عما قريب شاذلي فرح