مقالات ودراسات

القصدية المشاكسة في مسرحية ” سي فور كَلواذا”


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

بقلم: حكيم جليل الصباغ

 

بما أن النصّ المؤلَّف هو نصّ يجمع بين الواقعية والرمزية — وأيضا الخصوبة الرائقة التي كُتب بها , فهو يمنح او منح الأستاذ المخرج احتمالية إبداعية وجعله يتسامى مع الدلالات كإشارات تكفي عن قول الكثير من الجمل والحوارات —

 

وبالتالي تعدد الرؤى التي منحها النصّ للمخرج والعاملين الفنيين على المسرحية انسحب -بدون شكّ – إلى المتلقي الذي تفاعل مع العرض وأبدى ردود أفعاله اتجاهها وبالتالي : خلق العمل الفني فرصة المتعة التي هي من أهداف الفن الرئيسة ثم التفكّر والتداعي مع التأريخ وتجسيد الحاضر المعاش بكل سلبياته وايجابياته وهذا أيضا من مكنونات العمل الفني التي تشرق عمليا أثناء العرض المسرحي -العمل المركب والمعقد في آن , ثم منح المتلقي خيالاً واسعا لتصوّر مستقبل المجتمع الذي يجب أن يكون بعد أن استوعب تأثير أدوات نقد العمل المسرحي للماضي – كحالة تنبع من الذاكرة الحسية للإنسان المعاصر , أو كحالة دونتها الكتب المختلفة –

تلك التي اطّلع عليها المتلقي الواعي الذي هو المستهدف من المسرحية لتفعيل وعيه الاستقرائي – والرمز دائما وأبدا هو التعبير عن استثنائية الحدث وأهميته – بإشارة لم ولن تكون عابرة مطلقا , وهو أي الرمز يُلخص محتوىً متّسعا في ذهن المتلقي ويأخذ امتدادا مركبا أحيانا يعكس ثقافة المبدع – والمتلقي معا بمستويات من التفاهم غير المباشر والاختلاف أحيانا ,ولكنه في كلّ الأحوال يخلق ردود فعل ترفع من العمل الإبداعي وتجبر عناية الذاكرة على استيعابه , وهو أي الرمز يحمل طاقة إيحائية مفتوحة وقصديه مشاكسة أحيانا تديم تواصل المبدع بالمتلقي تواصلا ايجابيا بعد أن يتوسع في ذهنه كجمال مجرّد وفكرة تمسك الإشارة الأكيد إلى الحدث.

وهنا يمكن اعتبار المخرج كانسان وعى النصّ وتفاعل معه تفاعلا احترافيا فنفّذه بوعي مهني كمخرج له تجربته العميقة وكإنسان مثقف يُسقط على النصّ ثقافته وإلهاماته الفنية والوجدانية وهكذا خرج العرض بمستوى من الرقي والحكمة الفنية المطلوبة — ولأن خصوبة النصّ هي المادة الأساسية به والمرافقة له مع مخرجين آخرين يتصدون للنصّ في زمن ما – نتوقع سيكون هناك إبداع يوازي الإبداع الحالي ولكنه في ثيمات مختلفة.

فكتاب : ماذا حدث لهاملت ؟ ترجمة جبرا إبراهيم جبرا, دليل على ذلك خصوبة النص التي أدت إلى تصورات مختلفة لمخرجين مختلفين بصدد نصّ هاملت. تحياتي وتقديري الكبير لجميع الجهود الإبداعية التي ساعدت في نجاح العرض المسرحي “سي فور كَلواذا” ومبارك لأخي العزيز الفنان ماجد درندش وللمخرج إبراهيم حنون وللمثل سعد محسن والممثلة أسراء رفعت والمجموعة التي أدت الرقصات التعبيرية ولجميع الفنيين مع خالص التقدير

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock