الكاتب المصري محمود القليني وانطباعاته حول أول أوّل تجربة عربية لنصّ مسرحي مشترك بين “بو كثير دومة” التونسي والأردني “مفلح العدوان”!

المسرح نيوز ـ القاهرة| محمود القليني

ـ

 

تفاعلا مع الندوة التي خصّصتها الهيئة العربيه لتسليط الضوء حول أوّل تجربة عربية لنصّ مسرحي مشترك يوم 16 جانفي القادم بنزل افريكا بتونس ، الاديب المصري محمود القليني يكتب :

(بوكثير ) و ( العدواني ) يشتركان في : ( من قتل حمزة ؟ ) .
لا أفهم كيف يشترك أديبان مبدعان في كتابة عمل أدبي واحد ؟!

أفهم أن يشترك اثنان أو ثلاثة أو أكثر من ذلك أو أقل في كتابة عمل فكري أو نقدي كما حدث مع ( العقاد ) و ( المازني ) في ( الديوان ) ، ولكن الأمر مختلف مع العمل الإبداعي كما قلت ، وإن كان قد حدث هذا الأمر – بصورة أو أخرى – مع الدكتور ( طه حسين ) و ( توفيق الحكيم ) في كتابة ( القصر المسحور ) عام 1936.

ولا أدري من صاحب اقتراح الكتابة ، ( بو كثير ) أم ( العدواني ) ، ولكن المؤكد أنهما اتفقا على ذلك أثناء وجودهما في الجزائر أثناء حضور فاعليات مهرجان الهيئة العربية للمسرح الطبعة التاسعة في الجزائر في يناير 2017 ، ومن المؤكد أنهما اتما ما اتفقا عليه ، بدليل أن ( بوكثير ) نشر مشهدا على صفحته يتضمن حوار بين وحشي بن حرب ونفسه .

والتجرية – حقا – في غاية الغنى والثراء من عدة نواح .

• فكل من الأديبين سوف يضيف من عنده الكثير من الفن والإبداع الأدبي ، إذن العمل سيكون في غاية التكثيف والتركيز ، وكل منهما سيبذل قصارى جهده للتقديم أفضل وأبدع وأجمل ما لديه .

• التجربة – في حد ذاتها – تدعو إلى المتابعة والبحث والدراسة عن أثر كلا الأديبين في العمل الفني ، إلا إذا كان كل منهما سيعرفنا أين – بالضبط – إسهامه في العمل .

 

• العنوان يثير الكثير من علامات الاستفهام والتساؤل ، وإن كان مثيرا للتعجب ، فقد قال التاريخ كلمته وأجاب عمن قتل ( حمزة ) ، وإن كان الحدث يستحق الكثير من إلقاء الضوء ، فقد كنا نعتقد أن ( هند بنت عتبة ) هي التي حرضت (وحشي بن حرب ) لقتل (حمزة ) ؛ لأنه قتل واحد وثلاثين من الفرسان الأشداء في ( بدر ) وكان منهم أخوها الوليد بن عتبه مع والده وعمه ، وليس هناك أي علاقة بين ( وحشي ) و ( هند ) ، فقد كان- وحشي- مولى ( جبير بن مطعم ) ، وهذا الذي حرض ( وحشيا ) لقتل ( حمزة ) لأن حمزة قتل عمه ( طعيمة بن جبير ) ، ووعده : إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر .

 

• الحدث – قتل حمزة – متخم بالمشاعر الإنسانية الحادة والمتناقضة والحرجة بالنسبة لأكثر من شخصية :
– بالنسبة للرسول : فقد حزن حزنا لم يحزن بمثله على قتل حمزة فهو عمه وأخوه في الرضاعة وأحد وزرائه الأربعة عشر وكان يقول : ( خير أخوتي على وخير أعمامي حمزة ) ، وقال ( لن أصاب بمثلك أبدا ، ما وقفت موقفا أغيظ غلى من هذا …لولا أن تجد ( صفية ) لتركته حتى يحشر من بطون الطير والسباع )
– بالنسبة إلى وحشي ، فبعدما ضاقت عليه الأرض بما رحبت وأنفض كل من حوله عنه ، وهرب من مكة إلى الطائف ، ونصحه من حوله أن يذهب إلى رسول الله يستغفره ويعلن إسلامه وأخبروه أن الرسول سيسامحه ، وبالفعل قصد رسول الله فلما رآه قال : ( آنت وحشي ) قلت : نعم . قال : أنت قتلت حمزة .قلت : قد كان من الأمر ما بلغك .قال : فهل تستطيع أن تغيب وجهك عنى .

 

وأسلم وحشي وحسن إسلامه وشارك في الجهاد ويقال إنه هو من قتل مسيلمة الكذاب . إلا إن شعوروحشي بالذنب ظل يلاحق وحشيا وأظن أن هذا الوتر هو الذي سيعزف عليه الأديبان الكثير من النغمات التي ستسعدنا كثيرا .

 

• لا شك أن هناك قضايا تثقل كاهل الوجدان العربي في الوقت الحاضر ومآزق ومحن يتعرض لها الوجود العربي هي التي استدعت هذا الحدث التاريخي بالنسبة للأديبين العربيين ( بوكثير ) و ( العدواني ) ولا شك أنهما يحملان ويضفران وبنسجان ويعزفان – بما يتوافر لديهما من عبقرية أدبية وفنية تشهد بذلك أعمالهما وإبداعهما – على هذا الحدث التاريخي .

نتمنى أن نقرأ هذا العمل قريبا أو نشاهده ، فهو تجربة فريدة في حد ذاتها ، وتستحق الكثير من الاهتمام والتأمل والدراسة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock