وجوه مسرحية

الكاتب شاذلي فرح السمطي يكتب للمسرح نيوز: “واحـــة الجـنوبي”.. الممثل البورصعيدي “محمد يس” أبريقه فضه ف السطوح العالي

الواحـــة.. تهتـم بفناني المظاليم


المسرح نيوز ـ القاهرة | وجوه مسرحية

ـ

 

شاذلي فرح السمطي

كاتب ومخرج مسرحي

ـ

واحـــة الجـنوبي واحــة تهتـم بفناني المظاليم

 

 

البورصعيدي أبريقه فضه ف السطوح العالي ضربوا يتامك . يا قليل العايبي نخل طويل وساند دي الدار مسروع مايه جابو له النجار – الحماس والتطلع للأمام وحب الحياة والنظر للبعد وتحقيق الهدف هي سمات البورسعيدي . العنترية و الحنق وسرعة الغضب والقلب الصافي والتقلبات المزاجية والحمية والقسوة الممزوجة بالحنو والعصبية والشهامة والكرم هي سمات الصعيدي . عندما تمزج الصعيدي مع البورسعيدي .

 

فماذا يكون الناتج . يكون هو ـ البورصعيدي ـ الفنان محمد السيد أيوب الشهير ب ( محمد يس ) . هذا الفنان الراحل الذي يجمع بين صفات البورسعيدي والصعيدي ليخرج لنا نموذج فريد من البشر ليملأ حياتنا سعادة وفرح . ولكن دائما الجمال لا يعيش . الطيب لا يدوم . الخير حباله قصيرة . البورصعيدي يرحل ويترك عالمنا لعالم لا نعلم عنه شيء إلا إنه عالم يرحم ويقام فيه العدل ـ ولد الفنان الراحل في مدينته بورسعيد عام 1960 ويحصل علي معهد فني تجاري . يسير محمد يس في أحدي ليالي الشتاء القارصة بجوار سور الميناء وهو يرنو للسماء تارة وللسفن العملاقة التي تشق القناة تارة تتجسد له ذكرياته أمام عينيه ويتذكر أول فرحه عامرة تقتحم حياته وتقلبها للسعادة .

 

كاد البورصعيدي محمد يس يطير من الفرحة وذلك لقبوله بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم دراما ونقد . يعود محمد يس بذاكرته مره أخري ويكمل سيرة بجوار الميناء وهو يركل بقدمه أي شيء يصطدم به وتنقلب أسارير وجهه للحزن العميق فيعود للماضي بذاكرته وهو يتذكر ذلك اليوم وهو يوم أن ترك المعهد وهو في السنة الثانية . هذا جرح أخر في قلب الراحل . كاد يموت غيظا لان ظروف عائلية اضطرته أن يترك المعهد وتأزم بعض الشئ . ولكنه أبدا لم يترك فنه . فأخذ يعمل علي المسرح ليل نهار يمثل ويخرج وكأن قلبه بدء يستشعر إنه سيفارق الحياة سريعا . فقدم البورصعيدي محمد يس أعمال كثيرة كممثل مثل ( ست الملك / حدث في 29 / ويا بهية وخبريني / الزوبعة / النقرزان / ولا العفاريت الزرق / هنغني لمين ـ المسرحيات السبعة من إخراج سمير زاهر / ملاعيب للمخرج حسين عز الدين / جحا في المزاد للمخرج السعيد حامد / الحضيض و مارا صاد للمخرج خالد توفيق / حفلة للمجانين للمخرج صلاح الدمرداش / الغجري للمخرج جمال مهران / سلام سلاح للمخرج طارق حسن ) – البورصعيدي محمد يس يؤسس فرقة جمعية نادي المسرح التابعة للشؤون الاجتماعية ببورسعيد .

 

ثم يتم تعينه موظفا بالهيئة العامة لقصور الثقافة ويشغل منصب رئيس قسم المسرح بفرع ثقافة بورسعيد – ولا يكتفي البورصعيدي محمد يس بالتمثيل . فيقدم العديد من التجارب الإخراجية وبل يشارك في العديد من الندوات . وقام بالإعداد لبرنامج تدريب الممثل بالورشة .

 

ثم يشارك بورشة مسرحية بقصر ثقافة بورسعيد وقبل وفاته بأيام معدودات يتم اعتماده مخرجا في فرق الأقاليم بعرضه الأخير غنوه الليل والسكين ولم يمهله القدر لاستكمال المسيرة وهذه بعض من تجاربه كمخرج ( ما أجملنا لمحفوظ عبد الرحمن / العمة والعصايا لرجب سليم / خالتي صفية والدير لبهاء طاهر ) – رحلة مليئة بالنجاح وبكسر الخاطر تارة وتارة أخري بجبر الخاطر . وعاشها محمد يس تلك البورصعيدي المذهل ورحل منها وترك خلفه دموعنا تبكيه وتنزل علي وجنتينا وتحفر قناة تجري فيها دموعنا كطوفان صاحب الدوار والدوار عالي صاحب الدوار أبو زيد الهلالي يا طبيب طبب . وخد حلقي خرج الطبيب وما جيه علي غرضي

 

* فـــلاش أخــير

 

ـ إيه يا محمد . ركبت قطر الهلاك وهاجرت لبلاد الموت . أتلفحت بكفنك الأبيض وتغطيت بالتراب ورقدت . جسدك نزل تحت وروحك طلعت لفوق . أعلم يا محمد إن رب العزة أحن وأجمل وأروع من اللي تحت . ثم يا غالي أنت رقدت وعرفت مكانك . لكن إحنا . لسانا مش عارفين فين مكانا . قابلتك وجلست معك مره واحده وكان ثالثاً حمدي حسين . بعدها طليت في وشك كتيير . لقيت الرحمن خط علي وشك خطوط أمان وطمأنينة وحنو يقضي العالم بأسره وربما يفيض . دنيا كدابة وخوانه والمتلفح بيها عريان يا محمد . سلاما عليك وسلاما علي فنك . وسلاما علي أبنائك وأهل بيتك . سلاما سلاما . وسلاما علي بورسعيد مدينتك التي عشقتها وها هي الآن تحوي عضامك وروحك تحلق فوق سماها . محمد يس عاشق المسرح . رحمه الله عليك . ونحن يتولانا الله برحمته

 

شــاذلــي فـــرح السمطي

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock