حوارات
الكاتب والناقد المسرحي الجزائري “ياسين سليماني”: عشقت المسرح.. بسبب الشغف الذي حكاه عنه توفيق الحكيم
المسرح نيوز ـ الجزائر |لطيفة داريب
ـ
الكاتب والناقد المسرحي الجزائري ياسين سليماني له عدد كبير من الدراسات والبحوث المتجذرة في مجال المسرح.. منها: سؤال الدراما. خطوط غير مستقيمة.العين والمدى.. والتي أصدر أحدثها تحت عنوان القارئ والعلامات .. كما يكتب في مجلات محكمة وصحف عربية عديدة.. كان معه هذا الحوار..
نص الحوار:
** متى بدأ اهتمامك بالمسرح؟
المسرح فن مدهش بالفعل..هل أقول أنه أول الفنون التي اطلعت عليها قراءة قبل الانفتاح على حضور العروض ثم المهرجانات.. ابتداء من كتابات توفيق الحكيم وسيرة حياته.
أم هل أقول أنه فتنني من خلال “زهرة العمر” والشغف الشديد الذي حكاه الحكيم عن هذا الفن المشاغب..هل أقول أنني عندما نلت البكالوريا ذهبت إلى دراسة الفلسفة في قسنطينة وعيني وقلبي على المسرح في جامعة وهران التي بقيت تراودني عن نفسي حتى انتميت إليها؟ هل أقول أنني يحدث أن أغادر وهران إلى العاصمة من أجل مشاهدة عرض واحد وأعود؟ لا أدري سببا مباشرا لمحبتي للمسرح ولكن إن شئت كلاما أكاديميا في مدح المسرح وذكر فضائله فلن يكفي بياض الاوراق ولا الحبر ولا الوقت…المسرح فن الحياة بل هو الحياة..
** حدثني عن مؤلفك الجديد “القارئ والعلامات”؟
القارئ والعلامات كتابي الأحدث المنشور هذا الخريف عن دار نور حوران السورية كتاب في الدرس النقدي المساوق للمسرح. يحاول أن يوقف اللحظة الفنية المتسارعة ضمن العملية الفرجوية في إطار يتساءل عن البنية المفاهيمية والرؤيوية ثم الآدائية للأعمال المسرحية.. الكتاب يحاول أن يشارك في توقيف القطيعة الممارسة كثيرا بين ممارسي المسرح ونقاده..وإخراج النقد من ضيق الجامعة إلى رحابة المجتمع..يهمني جدا المشاركة النقدية في الملتقيات العلمية المتخصصة والكتابة ضمن مجلات علمية.
لكن يهمني بدرجة قوية أن ينفتح النقد على القارئ الذي لا يحضر هذه الملتقيات ولا يقرأ تلك المجلات..من هنا جاء القارئ والعلامات. كما أن الانفتاح أيضا كان على مجموعة من التجارب المسرحية الهامة والجديدة التي وجدت ان الدرس النقدي أهملها. اهتمامي النقدي يحاول ألا ينساق لسطوة الاسماء المكرسة اعلاميا كما يفعل الكثير من النقاد الجزائريين. اني اهتم بالعمل الذي يستحق ان تشتغل بالكتابة عنه بعيدا عن اسم صاحبه بل بقيمة منجزه. لذلك سيجد القارئ اسم رولان بارت وآن اوبرسفيلد وغيرهما إلى جنب أسماء شابة قد لا يعرفها إلا بضع عشرات من الناس.
** هل تعتقد بوجوب احتساب كاتب النص لردة فعل الجمهور، حينما يكتب أعماله، أم انه حر لا يفكر في ردة فعل أيا كان؟
الفنان أو المبدع نبي مجتمعه..يحلل وينتقد ويستشرف برؤية جمالية. وليس عليه أن يفكر في ردود فعل. هو عليه الفعل الخلاق المبدع والجمهور يتلقى الأعمال بحساسيات مختلفة. ليس بالضرورة أن يصطدم المبدع مع جمهوره لكن وقع هذا الاختلاف فللفنان كامل الحرية في التعبير عن آرائه شريطة أن يحوز العمل على القيم الفنية والجمالية المطلوبة.
**ماذا عن الكتاب الجماعي “جنون المسرح وجنائنه، مقاربات نقدية في مسرح أحمد بودشيشة”؟
اشتغلنا على جنون المسرح وجنائنه طوال سنتين. الاهتمام بالمسرح في الجزائري أساسي في اشتغالي النقدي وإنجاز كتاب عن تجربة الكبير أحمد بودشيشة كان مهمة شاقة وشيقة في آن. الكتاب يتضمن مشاركات لسبعة باحثين من جامعات مختلفة: القاهرة ووهران.عنابة.سطيف. الوادي. يدرس الكتاب النصوص البودشيشية بمناهج مختلفة ورؤى متنوعة. تحاول استنطاقها واستكناه قيمتها. علينا أن نحيي الأستاذ بودشيشة الذي ساعد في توفير مجموعة من النصوص المشاركين ثم في احتفائه الكبير بخبر صدور الكتاب. هذا الكتاب محاولة لقراءة نقدية مثمرة لمنجز مسرحي لواحد من أهم العلامات المسرحية عندنا.
** هل مغامرة كتابة مؤلف فردي شبيهة بالإشراف على كتاب جماعي؟
أشرف منذ سنوات وأشارك أيضا في مشاريع جماعية داخل الجزائر وفي الوطن العربي. الإشراف على الكتب الجماعية ينفتح على رهانات كبيرة. شخصيا أستفيد من الرؤى المختلفة التي يشارك بها الباحثون. العمل على كتاب جماعي ورشة كبيرة للأفكار والأطروحات الثرية..أوجه الدعوة دوما إلى الزملاء من الباحثين في الجامعات الجزائرية والعربية وتربطني بالمئات منهم علاقات راقية تخدم العمل البحثي. يبقى الجزء الإجرائي من العمل يأخذ وقتا كبيرا وجهدا يكون مضاعفا أحيانا خاصة عند مراجعة الدراسات المشاركة وطلب التعديلات في بعض الحالات التي تصطدم بظروف بعض الباحثين فتأخذ وقت طويل لإنجازها وإعادة إرسالها. الكتاب الفردي والجماعي كلاهما مغامرة بحثية لها رهاناتها الفكرية والمنهجية.
** هل تعاني من مشاكل النشر ؟
مشكلات النشر قد يعاني منها المؤلفون في بدايات حياتهم. حاليا لدي سبعة كتب فردية وغيرها من الجماعية وأكتب في مجلات كبيرة وصحف عربية هامة. العمل يفرض نفسه ويجذب الجهة الناشره إليه..
** هل ستشارك في الصالون الدولي للكتاب؟
في معرض الكتاب بالجزائر سيكون كتابي “جنون المسرح وجنائنه” حاضرا بجناح الدار النشر الجامعي الجديد . وكتاب “خطوط غير مستقيمة” في جناح دار التنوير الجزائرية
ــــــــــــــــ
بتصرف عن جريدة المساء الجزائرية