المخرج الكبير عصام السيد يكتب عن تجربة الفنان “ناصر عبد المنعم”.. الخروج من أسر جماليات الجنوب المصري والفلكلور النوبي إلى جدلية “سيد الوقت”
المسرح نيوز ـ القاهرة | عصام السيد*
*مخرج مسرحي مصري
ـ
مقدمة لابد منها لموقع “المسرح نيوز:
المسرح نيوز يعيد نشر هذا المقال لأهميتة وهو للمخرج المسرحي الرائد والمعلم الفنان عصام السيد عن الفنان المبدع ناصر عبد المنعم وقد نشر هذا المقال في مجلة المسرح المصرية عام 2016.
نص المقال:
فى قاعة مسرح الغد قدم المخرج ناصر عبد المنعم عرضه الجديد ( سيد الوقت ) عن نص الشاعر فريد ابو سعده ( ليلة السهروردى الاخيرة ) ليفاجئ متابعيه بالابتعاد عن موضوعه الاثير و المحبب و هو الغوص فى ليالى الجنوب المصرى و الغرق فى فولكلور النوبة ، فقدم عرضا به مسحة صوفية يمتلئ بالمناقشات الفكرية فى قضايا الفقه و الفلسفة و هو ما يبدو غريبا على اختياراته السابقة و شاذا عن سياق مسيرته المسرحية .
و كنت انا احد مهنئيه بالخروج من اسر و اسار فنون الجنوب و موضوعاتها ، فمنذ فوزه بجائزة فى مهرجان القاهرة التجريبى عن مسرحيته ” الطوق و الاسورة ” يبدو ان ناصر وجد ضالته فقد استهوته تلك المنطقة بفنونها و عاداتها و تقاليدها و ايضا طقوسها و استغرقه الجنوب بعوالمه السحرية حتى ادمن هذا العالم ، فصار اكثر المخرجين اهتماما بمشاكل الجنوب ( الصعيد و النوبة ) و ظل ينهل من هذا الكنز حتى بات احد المتخصصين فيه و صرنا نؤمن بان هذه المنطقة المعجونة بالسحر قد سلبت لب ناصر و استولت عليه و ان ” ناس النهر ” قد سحبوه الى عالمهم و لم لا و هو يدرك ان فى تلك المنطقة مكمن تفرده و نجاحه .
و ربما لم تكن الجائزة هى الحافز الوحيد و لكن الاصول الاولى لناصر ، و انتماء جدوده لتلك المنطقة دخل كبير فى ذلك العشق و ” العرق دساس ” كما يقولون .
مالذى دفع ناصر للابتعاد عن موضوعه الاثير و المحبب ؟
اذا اردنا الاجابة على هذا السؤال علينا ان نراجع قائمة اعمال ناصر عبد المنعم ، و سرعان ما نسكتشف انه : اذا كان مخرجنا قد نجح و اشتهر من خلال عروضه عن الجنوب الا انه قدم عروضا متنوعة و مختلفة ، مرت بعدة مراحل ، لم تكن كل مرحلة فيها منفصلة عن الاخرى ، بل هى مراحل متداخلة ، و كأنها دوائر متشابكة يدور فيها ، كلما خرج من احداها عاد اليها مرة اخرى ، تميزت تلك الدوائر بالتنوع ، لكنها لا تتميز بالاختلاف الشديد فيما بينها بل تصدر عن منهج فكرى و فنى متسق ، فالمتابع لتلك العروض سيلاحظ بسهولة شديدة ان قضايا بعينها تحكمت فى اختيارات ناصر لعروضه و هى قضايا المقهورين و المهمشين ، قضية غربة المثقف ، قضايا المرأة ، قضية تهجير اهل النوبة ، قضية العلاقة بين الحاكم و المحكوم .
و هذا جلى فى النصوص التى تعرض لها خلال مسيرته ، حتى اذا تعذر عليه العثور على نص جيد يعالج تلك القضايا ،
فله اسلوبان لحل تلك المعضلة :
الاول : ان يسارع باللجوء الى القصة او الرواية يستمد منها قضية او موضوعا فالملاحظة الجديرة بالذكر ان ناصر هو اكثر المخرجين عملا على ( الاعمال المعدة مسرحيا عن قصص ) فقدم لنا : خالتى صفية و الدير لبهاء طاهر ، و طفل الرمال للطاهر وطار ، و ناس النهر لحجاج ادول ، ايام الانسان السبعة لعبد الحكيم قاسم و تعاون فى تلك المرحلة مع كاتبين اعدا له هذه الاعمال هما حازم شحاته و سامح مهران و ربما يعود هذا الى امرين اولهما ان تلك الاعمال الادبية تمثل حلا لمشكلة قلة النصوص الجيدة . و ثانيهما كونه قارئ نهم للادب فربما اراد اضافة بعدا جديدا و نفسا مختلفا للفن المسرحى.
و الاسلوب الثانى الذى يلجأ اليه هو تقديم جرعة موجزة و مكثفة معدة عن نص طويل مكتوب فى فصول ثلاث بحيث ان زمن كل عرض منها يكاد يصل الى نصف الوقت الاصلى للنص كما فعل مثلا فى رجل القلعة و ليلة السهروردى الاخيرة ( سيد الوقت ) و نجحت هذه العروض فى نسختها الموجزة
اذن نحن امام مخرج تحدد اختياراته ( القضايا ) و الاشتباك مع الواقع و من هنا جاء اختياره لسيد الوقت . ففى لحظة فارقة فى مسيرة الوطن تنطلق فيها دعاوى التكفير و تمتلئ المحاكم بقضايا ازدراء الاديان ( مرفوع على الكاتب الدكتور خالد منتصر وحده 4 قضايا ) فى نفس التوقيت الذى تتحدث فيه القيادة السياسية عن تجديد الخطاب الدينى ، و كأن المؤسسة الدينية فى واد و مؤسسة الرئاسة فى واد اخر ، و فى نفس الوقت تتبنى التنظيمات الارهابية خطابا دينيا تكفيريا يبيح قتل المختلفين معها يقدم لنا ناصر احد هؤلاء المقتولين : انه السهروردى احد اعلام التصوف و الشهير ” بالقتيل ” تفرقة له عن اخرين يحملون نفس الاسم . انه شهيد الاختلاف مع فقهاء عصره و شهادته تمت بناء على تكفيرهم له .
الغريب فى الامر برغم مرور كل هذه القرون على مقتل الرجل الا ان المواقع ” الالكترونية ” على الشبكة العنكبوتية مازالت تختلف حوله ، و تتصارع و تكفر بعضها بعضا بسبب السهروردى و امثاله و اصبح “الالكترون” ساحة اخرى للمعركة ، بلا استحياء من تقدم العالم و استخدامنا لهذا التقدم فى قضايانا العتيقة التى تستهلكنا منذ قرون .
اذن القضية آنية و ازلية فى وقت واحد ، فكيف عالجها المخرج ؟
منذ اللحظة الاولى التى يدلف فيها المشاهد الى القاعة فانه يجلس فى ظل حروف كثيرة منتظمة جماليا فى دوائر ، مطبوعة على قماش شفاف تشبه الكواليس و فى صدر المنظر دائرة كبرى من نفس الحروف العربية مما يوحى للمشاهد من اللحظة الاولى و بتأثير الاضاءة انه مقدم على عالم من الشفافية و الروحانية التى تثيرها علاقة الاحرف بالقرآن و ما توحى به صورة ” المولوى ” المكونة من احرف فى تكوين جمالى رائع ، و تظل الاحرف هى المسيطر حتى على كسوة المقاعد ، اذن فالحرف هو سيد الموقف الجمالى و لكن ليس فى حالته المفردة و الفردية بل فى حالة جماعية منتظمة ، اننا امام الحرف عندما يصاغ فى افكار و رؤى ، يوحى لنا العرض قبل بدايته بروحانيتها و شفافيتها و جمالها . و هكذا تصبح الصورة ( الاطار المرأى ) تمهيدا للمشاهد للدخول الى عالم العرض ، و بعد ذلك و على مدار العرض كله فان للمخرج قد استغلها لتأكيد معانيه .
• و يبدأ العرض بلا مقدمة موسيقية كتمهيد لبداية الاحداث ، بل يبدأ بصوت انفاس لاهثة توحى بالهرب من اقتراب الخطر ، انها انفاس تلميذ السهروردى المطارد بما يحمل من كتب استاذه و افكاره
و لكن أى خطر يقصده المخرج ؟ نكتشف فى اللحظات الاولى بانه خطر قتل المخالفين لما استقر عليه الفقهاء ، فهو يفصح لنا انه يتحدث ليس عن السهروردى القتيل منذ قرون فقط و لكن عن كل القتلى حتى عصرنا الحالى ، و التى لخصها المخرج فى حمل تلميذ السهروردى لكتب معاصرة ، ففى اشارة مباشرة لواقعنا المعاش يُخرج تلميذ السهروردى من حقيبته كتبا لفرج فودة و نصر حامد ابو زيد ، و هما رمزان معاصران بامتياز لما يصيب البشر نتيجة الاختلاف مع السلطة الدينية ، فالاول تم قتله و الثانى اختار المنفى بدلا من تنفيذ حكم تفريقه عن زوجته بعد اثبات ردته و كفره ( كما ادعو )
اذن : انه عرض مسرحى يدخلنا الى منطقة شائكة و هى قضية كل المخالفين للسلطة الدينية على مر التاريخ حتى يومنا الحالى .
ثم يروى لنا تلميذ السهروردى قصة خلاف الرجل مع فقهاء عصره و استمالته لحاكم حلب الملك الظاهر ابن صلاح الدين الايوبى حتى صار الملك من مريديه و مدافعا عنه و حاميا له ، فالسهروردى كان من اصحاب فلسفة الاشراق وإليه تنسب الطريقة السهروردية ومذاهبها في الفيض أو الظهور المستمر و يمكن تلخيصها كالآتي : ” إن جوهر النور المطلق – الله – يهب إشراقا متواصلا ليكون من خلاله أكثر تجليا وياتي بجميع الأشياء إلى الوجود باعثا فيها الحياة من خلال شعاعه وكل شىء في العالم مشتق من نور ذاته وكل الجمال والكمال من فضله والسلامة في بلوغ هذا الإشراق ” و كان السهروردي مغرما بالفلسفة و خاصة فلسفة أفلاطون ، و يعتبر نفسه متخصصا فيها و يفوق الجميع فى فهمها حتى قال إن مدى فهم الفلاسفة المسلمين لافلاطون كنسبة الواحد الى الألف .
و مع اقتراب السهروردى الشديد من الملك و انتشار دعوته التى اختلط فيها التصوف بالفلسفة و هزت اليقينى و الثابت فى اقوال فقهاء عصره ، عقدت له مناظرة مع قضاة المذاهب فى حلب انتهت بتكفيره و يقال بسبب قوله : ” أقرا القرآن وكأنه نزل في شأنك ” ولم يفهم الفقهاء المعنى الفلسفي العميق لهذه الفتوى ، اما فى العرض فقد تم اصطياد السهروردى من خلال سؤال : هل الله قادر على ان يبعث برسول بعد محمد عليه الصلاة و السلام ؟ و اعتبرت اجابته بنعم – من باب ان الله قادر على كل شيئ – انكارا لان محمدا هو خاتم الانبياء .
• و هنا نلاحظ انه فى مقابل بساطة ملابس السهروردى تأتى ملابس الفقهاء الذهبية و التى توحد مابينهم و كأنه زى رسمى برتب مختلفة ، و برغم ان المخرج اكد على تنوع شكلهم الجسدى الا انهم غالبا ما يظهرون ككتلة واحدة و حركتهم المسرحية تكاد ان تكون موحدة ، فى ايحاء بانهم صوت واحد مهما تعددت طبقاته ، و انهم من نبع واحد مهما تعددت اسماؤهم او اسماء مؤسساتهم او ” تنظيماتهم ” و كأنه ينبهنا الى انهم جميعا فى سلة واحدة .
و يتصاعد العرض بتصاعد الصراع بين السهروردى و الفقهاء فى مشاهد تتناوب بين الافصاح التام و الظهور من خلف غلالات رقيقة ، احيانا تختفى و احيانا تظهر ، احيانا جلية و احيانا غائمة ، مما يزيد الامر رهافة و شاعرية ، تغلف الاحداث قصة حب مستحيلة يحملها قلب فتاة ليل للسهروردى .
حتى نصل الى نقطة الصدام المحتوم ، عندما لم يجد فقهاء حلب أذنا لدى الملك الظافر وشوا بالسهروردى عند صلاح الدين وشاية جعلته يأمر بقتله ، و هكذا تعاونت السلطة الدينية و السلطة السياسية على اسكات الصوت المختلف . ثم يرصد العرض الخلاف التاريخى حول طريقة موت السهروردى و ان كان يؤكد على سعيه للموت فى سبيل افكاره كبطل تراجيدى فى نسخته الاسلامية كالحلاج و الحسين و غيرهما .
• و فى هذا الجزء من العرض يصدم الجمهور صدمة كبرى فى صلاح الدين و فى صورته المثالية المحفورة داخل كل واحد منا كبطل و محرر للاوطان و موحد للعرب ، و خاصة ان العرض قدم صلاح الدين كارها للسهروردى محرضا على قتله بعد ان ملأ انفسنا بحب السهروردى و الاقتناع برأيه و حجته ، ليس هذا فحسب فبينما يتألق امامنا السهروردى فى مقدمة القاعة و تحت ضوء خاص و بملابس بسيطة ، لا يظهر صلاح الدين بشخصه و انما هو ظل ضخم فى خلفية المشهد – و ان كان ظلا مشوها لا تتناسب فيه حجم الرأس مع ضخامة الجسم – تحيط به هالة حمراء ، يتكلم بصلف و يصدر اوامره فى عجالة و تسرع . و كأن المخرج يؤكد ان السلطة السياسية ايضا تتعاون مع السلطة الدينية فى اسكات المختلفين .
و هنا ربما يكمن موطن للخلاف مع المخرج اذ قدم لنا صلاح الدين فى هذه الصورة الشائهة دون ان يعرض لنا اسبابه و دوافعه ، فقد كان السهروردى برغم انه من السنة ، من اصحاب المذاهب الباطنية التى لا تأخذ بظاهر النص و هو فى هذا يتفق مع الفاطميين الذين انتهى حكمهم على يد صلاح الدين ، و لذا ربما ظن صلاح الدين ان دعوة السهروردى دعوة سياسية فى غلاف الدين ، و فى خضم معارك صلاح الدين مع الصليبيين لم يكن لديه الوقت للتحقق و كان لديه ايضا خوف من احياء افكار اعدائه الذين قضى عليهم و على حكمهم ، كما ان اى انتشار لدعواهم هو تفتيت للجبهة الداخلية فى حال الحرب . بالطبع لا نتفق مع الحكم باعدام شخص لمجرد ان افكاره مختلفة عنا ، و لكن كان من الامانة عرض موقف صلاح الدين بشيئ من التدقيق و خاصة ان موقفه كما قدمه العرض صدم كثيرين .
فى النهاية يضعنا المخرج امام الحقيقة المفزعة ، القتل بدعوى الكفر ، و ليس هذا فحسب بل يزيد الامر تعقيدا حين يطرح صلاح الدين على ولده قتل السهروردى فى مقابل العرش !!
و اذا كان ناصر قد قدم لنا قضية فلسفية و خلافا فقهيا و صراعا بين الفقهاء و المتصوفة ، الا ان مشاهد العرض التى تمتلئ بالجمال و تتحلى بصدق الاداء و الابداع فى تقديم صورة شاعرية قد خففت من وقع اصطدام الافكار و تصارعها و بات من يخرج من العرض قد تم شحنه سواء بالكلمة و الصورة – و حتى لو لم تصله كل الافكار فان الصورة كانت كافية – ضد قضية التكفير . فهل استخدم المخرج وسائل جديدة عليه ؟
فى الحقيقة ان المخرج قد لجأ الى ما اعتاد عليه من وسائل :
• فقد لجأ كعادته فى معظم عروضه الى الديكور الثابت بتغييرات طفيفة و ان الاضاءة هى ما تحدد مكان الحدث و انتقالاته ، و هو اسلوب اعتاده ليس من العمل فى القاعات – حيث يصعب تغيير الديكورات بالكامل – بل انه فى كثير من عروضه على المسارح التقليدية لجأ الى نفس الاسلوب
• نادرا – خاصة فى الفترة الاخيرة – ما تجد عرضا لناصر لا يمتزج فيه الغناء و الرقص بالنص و خاصة فى عروضه عن الجنوب و لكن الاغانى فى العروض الاخرى كانت ترتبط عضويا بالعرض الا انه فى سيد الوقت استخدم ما يليق بهذا العرض من اشعار صوفيه و رقص مولوى ( و ان كانت تنتمى لمدرسة اخرى فى التصوف لا علاقة لها بالسهروردى ) لكنها اصبحت لدى الجمهور مثالا للتصوف ، و اضاف راقصة قدمت معظم رقصاتها خلف الستار الشفاف حتى يضفى على تلك الرقصات طابعا روحانيا ، كل هذا من اجل تخفيف الجرعة على المشاهد و كان من القدرة انه لم يجعل المشاهد يحس بانها زائدة عن الحاجة بل كانت فرصة لالتقاط الانفاس .
• يهتم ناصر بالجماليات المشهدية اهتماما خاصا ففى عروضه لا تعدم وجود لوحات فنية جمالية تخدم العرض و لكنه فى هذا العرض تفوق فى هذا المجال
• لا يهتم ناصر بحركة الممثل ، فهو محاصر داخل منطقة محددودة و محددة بالاضاءة و لذا فكل اعتماده على مدى براعة الممثل فى الاداء و قدرته على ايصال ادق التفاصيل فى احساس الشخصية و انفعالاتها و التعبير عن صراعها الداخلى .
هل معنى هذا ان المخرج يكرر نفسه ؟ بالطبع لا و لكنه اصبح اسلوبا مميزا لناصر يجيد اللعب به ، و يضع من خلاله خطته الاخراجية و مدى نجاحها – و نجاحه ايضا – يكمن فى ان المتفرج غير المتخصص يراها جديدة كل مرة .
اذن المختلف فى هذا العرض هو نوعية القضية و ليس مدى اشتباكها مع الواقع المعاش فكل القضايا التى تناولها المخرج من قبل كانت تتماس مع اللحظة لكن الجديد – من وجهة نظرى – هذا الكم من الشاعرية فى التناول و الاهتمام بالجماليات . و اذا كان اختيار اسم العرض- خلافا للنص – هو سيد الوقت باعتبارها درجة من درجات التصوف و يسميها البعض ” قطب الزمان ” و هو القطب الاكبر لزمن معين ، فان المخرج كان بحق سيد العرض ، باختياره للنص و بقدرته على تكثيفه زمنيا و بادارة هؤلاء الممثلين ليظهر منهم افضل مافيهم و بوضع هذا النص الصعب فى اطار بصرى اخاذ و جاذب