حوارات

المسرحي الإماراتي عبدالله صالح: رسالة المسرح تكشف مواطن الخلل في الواقع


 

المسرح نيوز ـ الخليج

ـ

عند الحديث عن المسرح، لا بد لنا أن نقف أمام نص المسرحية الذي هو العمود البنائي للعمل المسرحي، فتقنيات الكتابة المسرحية هي الحافز الأول لنجاحها واعتمادها والاهتمام بها من قبل المشاهد، وحيثما اتجه الكاتب المسرحي في حراكه الفني لا بد له أن يخطو عبر فضاءات التنسيق بين الموهبة والكلمة.

ومسيرة المسرح الإماراتي حافلة بالنصوص الأدبية التي تركت بصمتها، عبر العديد من الكتاب والمؤلفين المسرحين الذين آثروا المشهد المسرحي والثقافي عبر إنتاجاتهم الأدبية، دافعين بالمسرح الإماراتي إلى الأمام حتى يأخذ مكانه الخاص والمتميز في المشهد المسرحي العربي.

ويعتبر الفنان عبدالله صالح أحد رواد المسرح الإماراتي، الذين أسهموا في صناعة المسرح تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً، كما كان له دور بارز في الحراك المسرحي عبر إشرافه ومشاركته في العديد من الندوات، وتدريب وتأهيل الفنانين الشباب.

وللوقوف على مسيرة عبدالله صالح في الكتابة والتأليف المسرحي كان ل«للخليج» الحوار التالي معه:

* ما صفات الكاتب المسرحي ؟ وما أدواته؟

– الكاتب المسرحي يجب أن تكون له صفات خاصة حتى يطلق عليه مؤلف مسرحي وليس مؤلفاً في المطلق، فعند الحديث عن المؤلف المسرحي ودوره في صياغة العملية الفنية المتمثلة في العرض المسرحي نجد أنه لابد أن تتوافر فيه مجموعة من السمات أولها أن يكون مُلما بحرفيات الكتابة المسرحية، إلى جانب قدرته على التعبير عن المضمون الذي يريد توصيله من خلال نصه المسرحي، كما أنه لابد أن يوازن بين الشكل والمضمون للنص دون أن يطغى أحدهما على الآخر لكي يخرجا في كلٍ متناغم.

ولكي يتمكن المؤلف المسرحي من أدواته عليه قراءة واستيعاب أكبر قدر ممكن من النصوص السابقة، بل وأن يعيش العديد من التجارب المسرحية حتى يتشبع بحياة المسرح وروحه وهذا يؤدي إلى تطوير خبراته الفنية وتكوين شخصيته التي لابد أن يثقلها بالدراسات في مجال المسرح إلى جانب الموهبة الموجودة لديه وبهذا يكون قادراً على التعبير عن أفكاره بشكل مكتوب تتوافر فيه شروط النص المسرحي الجيد.

كما يجب أن يمتلك الكاتب مضمون نصه، فالمضمون يتشكل طبقاً لأسلوب معالجته الدرامية إذ يختار نوع المضمون كوميدي أم تراجيدي، أم مزج بينهما، لأن الحدود بين هذه الأنواع الدرامية ليست فاصلة.

كما أنه على المؤلف المسرحي أن يكون خلاقاً ومبدعاً فيبتعد عن التكرار والتقليد، بحيث يأتي عمله أصيلا ومتفردا.

* ما دوافع الكتابة واختيار الموضوعات لديك؟

– في التأليف المسرحي واختيار موضوعاته معايير عامة ثابتة تتصل بتمكن المؤلف من أدوات الحرفة الكتابية وخبراته ودراساته، ولكن هناك معيارا متغيرا قائما على كيفية توظيف الثوابت السابقة في التعبير عن الفكرة التي يريد إثارتها لأن الفنان لا يوجد في المطلق ولكن هناك مؤثرات ثقافية وبيئية وأيديولوجية إلى جانب روح العصر الذي يعيش فيه، إذ تؤثر كل تلك العوامل في كيفية تمثيل عناصر التكثيف والبلورة وتدفق السياق في عفوية وحيوية تساعد كل القائمين على العرض المسرحي في الإنطلاق والإبداع.

وللمسرح رسالة أساسية هي تركيز الضوء من خلال متعة فكرية وفنية على مواطن الخلل بغية كشفها وتحديد المشكلة، وهذه الرسالة هي المنصة التي أنطلق منها دوما في اختيار الموضوع أو القضية.

* كيف ترى مسيرة الكتابة المسرحية في الإمارات؟

– كان لقلة كتّاب المسرح في السابق أثر سلبي نوعاً ما، حيث عمد المخرجون في السابق إلى الاستعانة بكتاب ومؤلفين من الأقطار العربية، ولكن هذه القلة خلقت الحاجة والدافع للكثيرين للتوجه نحو الكتابة، فظهرت أسماء كثيرة مبدعة ومازالت مستمرة حتى اليوم على رأسهم مرعي الحليان، وإسماعيل عبدالله، إضافة إلى ظهور جيل شاب مميز منهم سالم الخراج وحميد فارس، وأعتقد أن كتاب المسرح الإماراتي بدأوا اليوم يأخذون مكانا لائقا بين نظرائهم في الوطن العربي.

* كيف تقيم تجربتك في الورش المسرحية؟

– منذ التسعينات وحتى اليوم شاركت وأشرفت على نحو25 ورشة مسرحية، عمل فيها الكثير من شباب المسرح الإماراتي اليوم، وقد حاولت في هذه الورش أن أقدم أسلوباً مختلفاً، حيث كنت أتتبع مدى ثقافة المتدرب ومدى تطوره، إضافة إلى قياس التزامه وأخلاقه وتعاونه مع الفريق وجديّته، فمن المهم أن يعرف المتدرب ويستوعب أن المسرح ليس مجرد إعداد تقني وبدني، بل هو التزام أخلاقي ثقافي ومعرفي.

* هل يتعارض أن يكون المؤلف مخرجاً في الوقت نفسه؟

– في بعض الأحيان تحكم الظروف، فعندما يشرع المؤلف في الكتابة يتكون لديه تصور إخراجي ممتاز للنص، يدفعه إلى الاضطلاع بالمهمتين، ولكن هذا الأمر يضاعف حجم مسؤولياته، وعليه أن يكون حذرا ويتجنب الوقوع في مطب أحادية الرؤية والتي من الممكن أن تنقص من مكانة وأهمية العرض المسرحي

ـــــــــــــــــــــــــ

جريدة الخليج


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock