مقالات ودراسات

المسرح نيوز ينشر آخر مقالات الراحل د. محمد نصار عن مؤلف “ليلك صحى”: غنام غنام بالفن ينتشر و ينتصر لقضايا أمته


 المسرح نيوز ـ الأردن ـ مقالات ودراسات

بقلم : د. محمد نصار *

استاذ التمثيل والاخراج |جامعة اليرموك و عضو نقابة الفنانين

ـ

مقدمة لابد منها بخصوص هذا المقال..

من كثرة الرسائل التي ترد إلى صندوق الرسائل في الفيس بوك فيما يخص الموضوعات التي أستقبلها من الزملاء والمهتمين للنشر في موقع المسرح نيوز.. تفلتت مني بعض الرسائل الهامة كان منها هذه الرسالة الواردة من الزميل سعد الدين عطية مراسل الموقع من الأردن الشقيق ..بتاريخ  السبت الموافق: 5 – 8 – 2017 الماضي.. للنشر حصريا في موقع “المسرح نيوز” وقد فوجئت بانتقال الدكتور محمد نصار إلى الرفيق الأعلى عليه رحمة الله

والرسالة تحمل مقالا ساميا للراحل الكبير عن مواطنه الفنان غنام غنام.. اتقدم باعتذاري لأنني لم أكتشف الرسلة الا الآن.. ولعل نشر المقال الآن يكون بمثابة المحبة والتقدير والاعتذار لروحه. / رئيس تحرير المسرح نيوز

وها هو نص المقال :

الابداعات الفنية التي تزاوج الفن بالسياسة ولد من رحمها عظماء خالدين منذ الاغريق ولغاية كتابة هذه السطور . ولعل غنام غنام من اؤلئك المبدعين الذين سطروا حكاية إبداعية رائعة قل مثيلها في تاريخ الفن المسرحي العربي المعاصر ، إذ قاد بمعنى الكلمة نهضة فنية مسرحية مؤسسية وأطلق العنان لحرية الفكر والرأي والمعتقد وألهم الكثير من فناني المسرح العربي والسياسين والمثقفين ورسخ اهمية الفن وقيمته الذهنية من خلال تجاربة التي خطها بيده وفسرها بعروض درامية حازت على اعجاب الجماهير العربية و اقرانه من المبدعين الاردنيين والعرب . واليوم ينطلق بهذه التجربة ( ليلك ضحى الموت في زمن داعش ) نحو العالمية الى اليابان ليترجمها الى مشاعر انسانيه وهموم عالمية . هكذا هو الفن هو ارث الانسان الى الانسان بعيدا عن الجغرافيا والتاريخ والحدود والاسلك الشائكة .

فن المسرح عند غنام أدب وفن حوار ومناظرة انسانيه ( سياسية واجتماعية وعبر ودروس و تاريخ وخيال وهموم كانت وما زالت ترجمها جميعها الى الواقع المعاش ) تجارب يعقبها نقاش يؤثر في جمهوره ومن خلاله كأنه يقول : “إذا أصلح الفنان اختياراته وإختار موضوعاته من رحم هم البشر صلح فنه كله “.

وعلى هكذا نهج سار غنام في ابداعاته الانسانية التي امتدت و تخطت المساحة العروبية وتجهت الى العالمية . وتجارب غنام الابداعيه و ابداعاته المسرحية قد تجاوزت الخمس و العشرين عاما تقريبا ترعرع غنام الفنان خلالها في حضن الابداع والمبدعين الاردنيين والعرب و توج مسيرته في الهيئة العربية للمسرح مولد ابداعاته الفنية فكأنها هديةً إلهية مكسية بحسن الفأل. والد هناك في الهيئة فإحتضنته كل دوائر الابداعات العربية المتنورة وساهم هو الاخر في رعايتها وعهد بتعليمها وتربيتها لأجّل الفن والفنان العربي . نعم هو عاش في عمان متجولا بين مسارحها وساحاتها ومقاهيها قادا ثورة فنية جريئة تمخض عنها إنتاج فكري متنور، أثرت بالفنان الاردني والعربي .

عمل مع معظم فنانينا وشجعهم واستعان بهم في عروضه مخرجا وممثلا. ولولا نخبوية غنام واختياراته الانسانية ربما كان مصيره مصير الكثيرين من المبدعين العرب الذين تلاشت ابداعاتهم واثرهم التدريجي في التاريخ الفني العربي . اخذ غنام مساراً أكثر تألقاً وبوحاً وانفتاحاً مع الهيئة العربية فاصبح غنام أحد نجوم الفن العربي الساطع . فأضحى الفنانين العرب يحجون الى ابداعاته المقروءة والمرئية في حين كان هو يزود نفسه بالعلم والثقافة العامة والثقافة الفنية واصبح اكثر انفتاحا على الاخر العربي والعالمي ويحصن نفسه بالتجربة والخبرة والممارسة حتى اصبحت ابداعاته توزن بالذهب وأصر على الابداع ودعم المبدعين العرب .

اسس اكثر من فرقة مسرحية وقدم عشرات العروض المسرحية محليا وعربيا سواء اكان مخرجا او ممثلا او اداريا يرعى الابداع والمبدعين العرب . قاد حركة فنية عربية وبها منح التاج المسرحي العربي الذي مكانه الى دخول الصفوف العالميةً مرموقاً فأصبحت لغة فنه عالمية . غنام لا زال يجوب عواصم بلاد العرب اوطاني من البحر الى النهر وله من العمر 63 عاما، فكأنما اختار المنفى في حياته رحالا بين عواصنا الفنية العربية . غنام قصة تأمل وشجون لأمة أركنت للتقليد والنقل والخمول ومنحت للابداع إجازة مرضية طال أمدها فقاربت على الاستيداع الاختياري وربما التقاعد. غنام قصة يجب أن تروى لأجيالنا القادمة وظاهرة فريدة تستحق من مدارسنا وجامعاتنا دراستها وتحليلها من منظور فني ابداعي عصري .

محمد نصار / جامعة اليرموك عضو نقابة الفنانين


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock