الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب: بيراندللو.. كاتب يبحث عن مسرح..ومسرح يبحث عن كاتب!

المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

لويجي بيرانديللو(جوان1867. ديسمبر1936) يعده الكثير من نقاد المسرح ومؤرخيه من اهم الكتاب في ايطاليا اولا ثم في العالم واحد الذين كان لهم تأثير كبير كذلك علي عدد من كتاب النصوص المسرحية .اذ راح عدد منهم يقلد نصوص بيرانديللو وخاصة في ثلاثيته الشهيرة . 1..لكل شيخ طريقته 1917 2.ست شخصيات تبحث عن مؤلف1921 3.الليلة نرتجل 1930 وهذه الثلاثية تكون اكثر اعمال بيراندييللو التي جلبت له الشهرة وكرسته كاتبا عالميا من كتاب المسرح الكبار . بيرانديللو الذي ولد باحدي قري صقلية هي قريةاغريجينتو .
بدا تعليمه بها حتي انتهاء المرحلة الثانوية لينتقل الي العاصمة روما منتسبا الي جامعتها لدراسة الادب .الا انه لم يمكث بها طويلا اذ سرعان ما غادرها بعد ان عبر عن عدم رضاه علي الدراسة بها وانتقل سنة1891 الي المانيا اين اتم دراسته الادبية متخرجا من الجامعة الالمانية ليعين بعدها مدرس لغة ايطاليا بنفس الكلية التي تخرج منها ولمدة سنة كاملة ثم يعود الي بلده ايطاليا سنة1895وينشر ثاني ديوان شعر له. بعد ان كان قد تزوج سنة1894.
بيرانديللو اذن ليس كاتب مسرح فقط بل هو شاعر وروائ وكاتب قصة قصيرة وله في كل هذه الاصناف مجموعة من الاعمال الهامة والتي بواته مكانة يحسد عليها من طرف العديد من كتاب بلده من ابناء جيله بواته مكانة في تاريخ الادب الايطالي .ليعرف بعدها تزاوج حدود ايطاليا الي الاداب العالمية ونيل جائزة نوبل للاداب سنة1934 مما قوي مكانته في الحركة الادبية وتوج مسيرته المسرحية بهذا اللقب العالمي. يقول بيرانديللو علي لسان الاب في مسرحية ست شخصيات تبحث عن مؤلف(ان علة البلاء في الكلام..كل واحد منا لديه عالم كامل في نفسه وكل واحد منا لديه عالمه الخاص. فكيف يفهم بعضنا بعضا .اذا كنت اضع في كلماتي التي اقولهاةمعاني وقيمةالاشياء كما افهمها في عالمي انا.بينما يفترض من يستمع الي ان كلماتي لها المعاني والقيم الخاصة بعالمه هو..نحن نظن اننا سوف اتقابل..
والواقع اننا لن نتقابل ابدا)الصفحة الرابعة من المسرحية.ويقول ايضا .(ان لكل واحد مناشخصيات متعددة بعدد الامكانيات التي تكمن فينا)هذه المقولات وغيرها تلخص بشكل جيد فلسفة بيرانديللو ونظرته للحياة ومكونات الحياة ومن يحيون هذه الحياة وهي الفلسفة التي بني علي مفهومه جل اعماله الابداعية ونصوصه المسرحية اذ يري بيراندللو بان الحياة سخرية .ولكنها سخرية مؤسية .
بمعني السخرية الحزينة او السخرية التراجيدية .يقول(انني اعتقد ان الحياة سخرية محزنة.لاننا نحمل في نفوسنا دون ان نعرف لماذا.وبسبب من ضرورة خداع..انفسنا علي الدوام بابتداع حقيقة نكتشف بين ان واخر انها زائلة وخادعة فمن فهم اللعبة لن يستطيع خداع نفسه .لن يستطيع ان يجد لنفسه. غير ان هذا العطف لابد ان تلاحقه سخرية القدر الذي يحكم علي الانسان بالخديعة)نحن محكومون بالخديعة اذن من طرف القدر .القدر الذي يلاحقنا من لحظة الولادة الي لحظة الرحيل عن الحية الساخرة والمحزنة.لم يتوقف بيرانديللو عن بث افكار فلسفته الحياتية هذهوفي ثنايا اعماله الروائية والمسرحية والشعرية و.قد جلبت له الغيرة من بعض معاصريه من الكتاب .خاصة وهم يرون النجاحات التي حققتها اعماله المسرحية وخاصة في الحقبة الممتدة علي مدي العشر سنوات الاخيرة من حياته (1920. …1930) وهي المرحلة التي عرفت صعود اسهم نجاحه وانتشاره عالميا خاصة بعد ان ترجمت بعض اعماله الي لغات اخري وعرفت بعض نصوصه عروضا في مسارح اروبية خارج ايطاليا .كما عرفت عروضا لها في اهم المسارح الايطالية وتتويجه بنوبل الاداب .
يمكن ان نذكر بعض عناوين مسرحياته وهي كالتالي. 1..الجرة 1915 2..ليولا19173.. 3..كما تشتهي1929 4..ستر اىعرايا1922 5..عملاق الجبل1936 6..واجب الطبيب1912. لكن تبقي شهرة بيرانديللو مرتبطة اكثر بثلاثيته الشهيرة كما سبقت الاشارة لذاك وهي الثلاثية المعروفة يثلاثية المسرح داخل المسرح بحيث يعتبر البعض بيرانديللو رائد هذا الاتجاه المسرح داخل المسرح رغم وجود هذه الظاهرة في اعمال مسرحية سابقة لبيرانديللو وعصر ليرانديللو وبشكل خاص في مسرحية هاملت للكاتب الكبير ويليام شكسبير.
ويمتاز الحوار في اعمال بيرانديللو كونه مليئ بالحركة وقد سعي الي التجديد ويبرز ذلك بشكل واضح في ست شخصيات تبحث عن مؤلف وفي اخواتها واما في مسرحية هنري الرابع والتي تختلف عن الثلاثية فانها تحكي قصة شخص شارك في مهرجان تنكري وكان يرتدي ملابس الملك هنري الرابع واثناء المهرجان يسقط هذاالسخص من علي حصانه يصاب بصدمة ففقد عقله وصار يعتقد انه هو هنري الرابع فعلا وتستمر معه هءه الحالة عشرون سنة. والمدهش والغريب عند بيرانديللو في هذه التراجيديا ان البطل الذي شفي من مرضه بعد اثناعشر سنة يستمر في تصنع والتظاهر بالجنون ثماني سنوات اخري مستلذا حياة الوهم الذي عاش به وعليه كذلك مجبرا نفسه علي العيش الخيالي في سجنه ومجبرا رفاق واصدقاء له علي العيش معه ممثلين هم كذلك مستشارين وخدم وحرس له كل ذلك سعيا لشفائه لكنه حين يشفي يجبره باجبار نفسه علي الاستمرار في تمثيل فقدان الذاكرة والاعتقاد انه هنري الرابع اجبارهم هم كذلك علي مواصلة تمثيل شخصيات الحاشية الملكية..
توقفت عند هذه المسرحية الجميلة والتي فيها سقوط هذا المشارك في المهراجن تماما كسقوط الملك هنري من علي حصانه .وقد اتخذ من هذه الحادثة .اتخذ منها بيرانديللو نقطة البدا لقول ماكان قد قتله مرات كثيرة في مسرحياته الاخري اقصد السخرية المحزنة التي يحملها كل واحد منا في نفسه دون ان يعرف لماذا لاننا نخادع انفسنا في كل مرة وابتداع حقيقة سريعا ما نكتشف انها زائلة وانه هناك حقيقة غير تلك التي ابتدعناها لانفسنا.تلك هي الماساة .وما استوقفني عند هذه تلمسرحية كذلك هو الترجمة لها تاي اللغة العربية وقد لاحظت اختلافا بين نصها بالعربية والنص الذي قراته بالفرنسية . وتساءلت لماذا يسمح بعض المترجمين العرب لانفسهم التصرف في العمل ان لم يصلوا الي معناه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock