مقالات ودراسات

الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب: سدوم جيرودو .. نهاية العالم!


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

الناقد والمترجم: علاوة وهبي/ الجزائر

 

(فلمأجاء امرنا جعلنا عليها سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد) تلك هي قرية النبي لوط كما وردت في القران الكريم ولا يوجد خلاف كبير بين الذي ذكر في القران عن مدينة او قرية لوط وما يذكره عنها التوراة او الانجيل فهي واحدة في الكتب تلسماوية الثلاثة.

 

 

تري كيف تناولها الكاتب الفرنسي جان جيرودو في واحدة من اهم اعماله المسرحية. .وجان جيرودو(1882|1944)كاتب فرنسي وديبلوماس له العديد من الاعمال المسرحية والروايات والقصص القصيرة ويصنفه اغلب النقاد كأهم كاتب مسرحي بعد راسين لقوة اعماله وقسوتها احيانا ولاسلوبه الادبي الراقي وماساوية اعماله من اهم اعاله نذكر علي الاخص.حرب طروادة لن تقوم.اونودين. انفيتريون. اليكترا. سايغفريد جزأين .ومجنونة شايو واحدة من روائعه وروائع المسرح في فرنسا. عرفت اعماله استقبالا جيدا في المسارح الفرنسية .وترجم بعضها الي لغات اخري منها العربية علي قلة ما ترجم منها الي العربية عكس اللغات الاخري التي احتفت بالكاتب واعماله. سدوم.

 

 

سدوم تقع في وادي سيديم تحت مستوي سطح البحر الي جانب ثلاث مدن اخري هي سيويم وزوار. وادما حسب ما يذكره الكتاب المقدس. وتقول القصة ان ملكان ظهرا للنبي لوط وامروه بالخروج منالمدينة مع اهله لان الله امرهما بتدمير المدينة ويخرج لوط مع زوجته وابنتيه بينها يتخلف ازواج بنتيه لانهم اعتبروا ذلك مزاحا وقد امر الملكان لوط واهله بعدم الاتفات الي الي الخلف لكن زوجة لوك التفتت عاصية ما امرت به فحولت الي عمود ملح وبحسب الاسطورة فان عمود الملح الذي حولت أليه يوجد في جنوب البحر الميت في جبال سدوم.

 

وما يورده الكتاب المقدس وكذا الانجيل ليس فيه اختلاف كبير مع ما اورده القران عن قصة لوط وقومه الذين كانوا يمارسون الفاحشة باتيان الرجال دون النساء.ويري البعض ان سدوم كانت تتكون من سبع قري خسفها الله وتذكر القصة حتيةفي الديانة البراهمية .ويعتق اغلب الباحثين تقع في منطقة تلبحر الميت وغور الاردن وهي سدوم وعمورة وادومة وصبييم.هذه القصة تناولتها بعض الاعمال الفنية المسرحية والسنيمائية كذلك ومن اهم الافلام التي تناولتها فيلم المخرج الايطالي روبير الدريش وعنوانه سدوم وعمورة وفيلم تلمخرج المريكي ملفيل ويبر . ويبقي ان اهم الاعمال المسرحية التي تناولت القصة ولكن جعلته مغايرة بعض الشيئ هي مسرحية الكاتب جان جيرود بعنوان .سدوم وتعد من اهم التراجيديات لهءا الكاتب. تبدا المسرحية بالانذارات ومفتتح مع بستاني ورئيس الملائكة. البستاني..اروع رفر لستار لم يعرفه الجمهور من قبل وهو يرفع علي وقع صوت رئيس الملائكة.

 

 

رئيس الملائكة..تمتعوا بسرعة فلن يطول وما سيأتي بعده قد يكون مرعبا. البستاني..اعرف لقد ذكره تلانبياء انها نهاية العالم. رئيس الملائكة..هي واحدة من نهايات العالم. الاكثر رعبا. البستاني..يقولون ان سدون وعمورة ومستعمرتيهما حتي الهند وكل عالم التجارة سوفةينهار. رئيس الملائكة..ليس هذا هو الاكثر رعبا وليس هو هدف التاريخ .هناك امراطوريات اخري انهارت وعلي حين غرة.لقد رأينا مل شيئ عن الامبراطوريات المنهارة. ويعدد البستاني ورئيس الملائكة الاسباب الي ستؤدي لدمار العالم كلية ومنها الحروب بين البشر والسباق نحو التسلح وانعدام التراحم بين الناس والفقر والمجاعة .واشياء اخري . لتبدأ المأساة الجيرودية بعدها باستحضار شخصيات من التاريخ الانساني مثل شمشون ودليلة وايا وجاك وملائكة يبدو انهم يتلصصون علي الناس ويتدخلون في امور دنياوية يحبون النساء ويسعون حتي للتنافس مع تلبشر .ويكتبون تقارير الي الله عما يحدث في الارض ومقررين ان الله لم يخلق حواء من ضلع ادم ولكنه خلقهما في الاول معا ومتلاصقين .اليفصل بينهما بعدها .

 

 

واغلب الذي يقوله جيرود هنا هو قصص الحب والكره حب الرجل للمرأة وحبها هي للرجل وتقلباتها في ذلك موردا بعض قصص الاخلاص ولكن مع الغدر كما مع دايلة وشمشون . وبالاخص قصة ليا وجاك . جاك الذي يحري وراء ليا وليا التي كرهت من حبه وتسعي للتغيير . وفي ذلك تخون تلزوج المخلص تحت نظر الملائكة فتكون الخطيئة ويكون العقاب الرباني بتدمير المدينة بمن فيها من تلبشر عقابا لهم علي العصيان .عصيان امر الله ومخالفة تعاليمه . ويبدو الله عند جيرودو مثل البشر منتقما وغاضبا علي من خلقهم. جان جيرودو اذن وكما قال عنه نقاد عصره بالاخص هو خايفة الكاتب راسين في كتابة التراجيديا في المسرح بفرنسا واحد اهم الاسماء بعده علي الاطلاق. تلك قصة سدوم وعمورة كما ارادها جيرودو قصة عصور ما بعد لوط وانه اذا كانت سدوم قد دمرت بسبب المعاصي التي كان يقوم بها سكانها فان العالم الان ستدمره الحروب والسباق نحو التسلح .تلي جانب الاقتصد و والظلم وتلاستعمار واستعباد الشعوب وغيرها.سدوم جيرودو واحدة من التراجيديات المعاصرة التي في طياتها التنبؤ بما هو قادم من خراب ودما للعالم.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock