الناقد الكويتي محمد القلاف يكتب: مبادرة رائعة من المجلس الوطني لإعادة مسرح الطفل للساحة الكويتية . ولكن؟!

المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

 محمد القلاف. ناقد من الكويت.

للمسرح أهمية كبيرة في تهيئة الطفل و تطوير قدراته: العقلية والذهنية والنفسية والجسدية والتعليمية، فهو لا ينقص عن مسرح الكبار بشيء بل هو اللبنة الأولى -حجر الأساس- لتنشئة فرد مسرحي على مستوى عالٍ عندما يكبر.

لذا نجد الغرب يهتم بهذا النوع من المسرح سواء كان للطفل أو العائلة، الأمر الذي خلق علاقة حب مابين الطفل والمسرح ويساعد على كسر حاجز الخجل بل و يعالج الحالات الصعبة عند الأطفال من صعوبة وبطئ تعلم، وينمي لديهم القيّم والعادات والتقاليد وغرس مبادئ الاخلاق وروح الإنسانية.

جميل ولكن؟
سعدت بقراءة الخبر المنشور يوم الإثنين بتاريخ 2023.10.9 على صفحة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الخاص بدعوة الأمين العام المساعد لقطاع الفنون أ. مساعد الزامل لنخبة من الفنانين المخضرمين لتبادل الرأي والتباحث بشأن الحركة المسرحية، خصوصًا مسرح الطفل.

حيث جاء في الخبر أنه لبى الدعوة كل من:الشاعر أحمد الشرقاوي، والفنان عبدالرحمن العقل، والفنان عبدالناصر الزاير، والفنانة زهرة الخرجي، والفنان محمد الحداد.

في الواقع هو أمر جميل ومطلوب يشكر عليه الأستاذ الزامل في تلك الدعوة لبعض العاملين في مسرح الطفل ولكن من وجهة نظري وللمزيد من تعميم الفائدة كان من المفروض التوسع بالاجتماع ودعوة بعض رموز مسرح الطفل المعروفة في هذا المجال في ساحتنا المحلية ممن كان لهم دورًا كبيرًا في إرساء هذا الفن وتقديمه للأطفال ومنهم، الفنانة القديرة هدى حسين التي ساهمت في مسرح الطفل منذ بداياته، وكان لها الأولوية في الظهور منذ أول أعمال مسرح الطفل، و الأستاذ علاء الجابر الذي تشكل كتبه عن مسرح الطفل مرجعًا لجميع من يتناول مسرح الطفل.

حيث مارس نشاط مسرح الطفل سواء كتاباته وإنتاجه وورشه وندواته ومحاضراته وأيضًا الأستاذة القديرة رائدة مسرح الطفل عواطف البدر التي أسست عام 1976 فرقة مسرح البدر للاطفال للإنتاج والتوزيع الفني ولها خبرة طويلة في هذا المجال والتي لولاها ما كان لمسرح الطفل وجود في الكويت والمنطقة،وكل من الأستاذ خليفة خليفوه منتج ومخرج مسرح الطفل الذي قدم العديد من الأعمال من خلال فرقة السور في مجال عروض الأطفال، والأستاذ عبداللطيف البناي الذي يعتبر أول من كتب المسرح الغنائي للطفل.

هذه العودة نراها جيدة بعد توقف المهرجان العربي لمسرح الطفل في آخر دورتين له – السابعة والثامنة- بسبب جائحة كورونا ،وبعد الكثير من الإشكالات والهفوات التي مر بها هذا المهرجان بشكل عام.
معالجة جذرية
نتمنى عودة مسرح الطفل كما السابق وأفضل وعدم الاكتفاء
باللقاءات فقط، بل معالجة جذرية مكامن الخلل ووضع الأشخاص المناسبين في المكان المناسب وتشكيل قسم خاص لمتابعة النصوص والعروض للطفل وتقييمها سواء بالمهرجانات وعلى مدار السنة، مع إقامة الورش والدورات لمختصين لهم منجز وخبرة، عمل ندوات ومؤتمرات وتبادل خبرات من البلدان العربية والغربية.