الناقد حيدر عبد الرحيم الطيب يكتب: قراءة في إبداع المسرحيين العراقيين.. عمّار سيف أُنموذجا 

المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

بقلم : حيدر عبدالرحيم الطيب

 

يعد عمار سيف من ضمن اهم الاسماء في المسرح العرافي على صعيد التمثيل والتأليف المسرحي  . ينتمي الى عائلة فنيه كبيره حيث سبقه في المسرح الكبير الدكتور( محمد سيف ) والمغيب ( رائد سيف)  والذي ستناولهم  لاحقا . في هذه الأرشفة المتواضعة

بدأ الفنان عمار سيف مشوراه المسرحي  في بداية الثمانينات القرن الماضي بالتحديد عام ١٩٨٢ في مسرحية ( نبعة ) للمخرج الكبير مهدي السماوي ومن ثم مثل في مسرحية الخورة عن ( ناس وناس) تأليف الدكتور عبد الجبار سلمان وإخراج خضير الزيدي وتوالت عليه الاعمال المسرحية  ولكني  سأبدأ عن مشواره في عام ٢٠٠٥ لكوني معاصرا من هذا العام  له وسأذكر  المسيرة الابداعية

ليس لكونه صديقا لي . او مقربا لي . بل لمسيرته التي يجب تسليط الضوء هنا لان كان ممثلا مهما وكاتبا كبيرا  وسأكون منصفا

لتجربته  العريقة  . كان اولى اعمالي مع ( سيف ) في مسرحية ( قبور بلا شواهد ) للكاتب عمار نعمه جابر . وإخراج د. ياسر البراك كان ملهم جدا بالشخصية التي مثلها في حينها كما كان نصاحا ومرشدا لي بحيث اهتم بيه  وشجعني على الوقوف بكل صلابه وثقه وليس انا فقط بل كل الشباب الذين شاركوا معنا بهذه المسرحية كان يفرغ نفسه ليعلمنا اساسيات المسرح وكيفية الوقوف والحركة على المسرح بشموخ امام الجمهور وكان يزيل عنا القلق الذي يصيب الممثل الهاوي حينها . لكون هذه التجربة الاولى في المسرح  .

وفي العام نفسة اشركني عمار سيف في مسرحية اخرى ومنحني املا اخر حتى يعرف اسمي في الوسط الفني

. مع المخرج الراحل ثاثر خضير في مسرحية ( اكفان ومغازل ) ومنحت من خلاله  دورا لا يقل شأنا عنه آنذاك . ومابين عام ٢٠٠٥ و٢٠٠٦ كان لجماعة الناصرية للتمثيل عملا اخرا

تجريبيا لنهارات المدى مسرحية ( الموت والعذراء ) كان عمار سيف فنيا في ذلك الوقت لان جماعة الناصرية للتمثيل تعتمد عليه لان حريص جدا في اي مهمة تسلط له  . سأذكر الجميل الذي فعله مع الراحل

الفنان علي بصيص . عندما وزعوا وريقات فارغه على الجمهور

النظارة . ليدلوا بأرائهم في العرض المسرحي . اما في عام ٢٠٠٧

شارك في مسرحية ( موزارت وساليري ) من اخراج ياسر البراك

ولكن العمل لم يعرض في ذلك الوقت  وكأني شاهدت موزارت واقف على المسرح وفي عام   ٢٠٠٨ كان سيف في هذه المسرحية مثل فراشة يتنقل على خشبة المسرح حتى اقنعنا بأدائه المميز والمثير في مسرحية حرب الفلافل

ان إصرار عمار سيف ان يكون مجتهدا دائما حيث كان له انتقاله كبيرة على مستوى الاداء المسرحي لجماعه الناصرية للتمثيل والناصرية خاصة . للمتلقين النخبويين لعراقيين عامة .

مسرحية ( حرب الفلافل ) كانت من تأليف محمد الجوراني . واخراج ياسر

البراك .  حيث أداء دور  البطولة المطلقة بشخصية جونا اي

( عمار سيف ) اعطا للمسرحين درسا في الاداء المسرحي

بما يمتلكه من حرص وايمان بالمسرح والتضحية من اجل رسم البسمة والبهجة في وجوه مشاهديها . وكان سيف منظما جدا وحريصا جدا على التمرين وخصوصا موعد التمرين كانا نضبط الساعة عليه

ومن ملاطفات هذا العمل . كان عمار سيف يذهب معنا الى البيت ونحن او بالعكس اي نذهب معه لبيته . لاهتمامه وحبه لهذه الشخصية اي جونا كان حتى في الطعام والشراب يراجع في حفظ النص . باستمرار وفي أداءه في بعض الاحيان كان تارتا يبتسم وتراه يعصب يصرخ بنا تارة اخرى . انا والممثل المسرحي ستار الحربي . من هنا  اثبت ان اضواء المجد  لعمار سيف لا تنطفىء او تخفت  بنا قاعدة  رصينة وكبيرة لاسمه الفني  حيث اصبح على كل لسان محبيه واصبح نجم فايف ستار . وفي عام ٢٠٠٩ كان لعمار عملا كبيرا ايضا يضاهي عمل حرب الفلافل . هو مسرحية ( سجناء المرايا ) من تأليف ثابت الليثي . وإخراج د. ياسر البراك . عملا تجريبيا كبيرا وكان كاركتره مغايرا جدا وكان من المؤمل

ان يعرض في بغداد ولكنه لم يصل الى خشبه المسرح بسبب بعض الظروف الانتاجية وفي عام

٢٠١٠ عمل اخر ايضا لم يعتل خشبه المسرح . مسرحية  ( حلقه الشمر ) من تأليف علي عبد النبي الزيدي . وإخراج  ياسر البراك .

في عام ٢٠١٣ كان لعمار سيف اولى اعماله كموظف في قسم النشاط المدرسي مسرحية ( قمامة ) من تأليف علي الزيدي

واخراج احمد موسى . ولكنه كان فنيا وايضا اثبت انه كبير في منظومة الإضاءة كونه يفهم ماذا يحتاج الممثل من اضاءة وكيف يتنقل عليها وفي العام نفسه شارك

في مسرحية قناديل . من تأليف واخراج احمد موسى وايضا كان

فنيا لان العمل لمسرح الاعداديات . اما عام ٢٠١٥ شارك ممثلا

في مسرحيه ( في هذه الاثناء ) من تأليف واخراج عباس منعثر

ضمن مهرجان مسرح التربيات التي تقيمه وزاره التربية وايضا كان ساحرا في اداءه كان يطوع جسده بطريقة تجعلنا اكثر تحفيزا لنصل لمهارته  اي كان يفهم اللعب المسرحي جدا .

اما في مسرحية ( خريف التماثيل ) عام ٢٠١٦ كان دوره

حساسا جدا في ادارة اضاءة العمل حيث جعل الإضاءة عنصر مهم بالعرض وكان المتلقي منبهرا بالسقاطات الضوء على لعرض اي كان سيف احد اهم شخوص هذا العرض  . وفي ورشة جماعة  الناصرية للتمثل . التي تتضمن عنوانا ( تقنيات الممثل في مسرح المقهورين ) كان لوجستيا وايضا درب شخصية الملك وهي شخصية كوميدية جدا مما جعل المتلقي يستمتع باداء من مثلها حينها كنت ارى سيف كانه يمثلها . فضلا عن ذلك . هو عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين . ورئيس اتحاد المسرحيين في ذي قار

وعضو اتحاد الصحفيين حيث عمل في اكثر من صحيفه عراقية

والاكترونية من ضمنها جريدة الدستور والنهضة . والكترونيا

موقع سومريون نت وبعض المواقع الاخرى . كما لا بد ان نشيد

بمنجزه المسرحي كمؤلفا . حيث اقدمت له عروض مسرحية في معظم الدول العربيه مثل الجزائر . تونس . المغرب  والاردن وفلسطين ومصر وليبيا والامارات وتركيا وغيرها من الدول. ومحليا قدمت له عروضا في معظم

محافظات القطر مثل بغداد . الحلة . كربلاء . الكوت . ميسان  البصرة صلاح الدين والموصل والناصرية .

كما لابد ان نذكر ان كل نصوصه التي قدمت داخل وخارج العراق . كان لها أثر كبير على المتلقي العربي والمحلي وايضا حققت جميع نصوصه وخاصة  في مسرح الطفل حققت جوائزا كبيرة من ضمنها القناع الذهبي في الجزائر وجائزة افضل نص في مهرجان الاردن للاطفال . وخمس جوائز فرعيه في الامارات وجائزه افضل نص في تونس وجوائز والجائزة الاولى في مهرجانات مقل تونس ومصر وفلسطين ودول  عربيه  اخرى كثيرة  وخاصة في الجزائر وحصد اكثر من عشرين جائزه عربية في عدة مهرجانات ومعظم محافظاتها  .

 

وايضا نالت نصوصه حفنه من الجوائز المحلية في مهرجانات قطرية في مسرح الطفل واذكر منها جائزة افضل ثاني عمل متكامل في مهرجان مسرح الطفل في ميسان سنه ٢٠١٤ وفي المهرجان السنوي في محافظه بابل حقق جائزة افضل نص وفي نفس العام حقق جائزة افضل عمل متكامل . وفي الكوت في مهرجان مسرح الطفل حقق الجائزة الثانية في مسرح الطفل ضمن مهرجان مسرح الطفل في الكوت  وفي البصرية بكلية الفنون الجميلة حقق جائزة افضل ثاني عمل وافضل نص لقسم التربية الفنية . كما لابد من ذكر بوعي الكاتب والممثل عمار سيف على صعيد ادب الطفل  المسرحي حيث شارك بمجموعة من الورش كمدرب في كتابه النص المسرحي والجميل في سيف حينما يتعامل مع الاطفال والصبيه يتعامل معهم بعقليتهم حيث يوصل المعلومه لهم بطريقة محببة وجميلة تبقى في ذاكرة الاطفال كما لابد من الاشادة في السينما حيث كان ممثلا يجيد التعامل مع الكامرة وايضا كان يفصل بين اداءه امام الكامرة وبين اداءه المسرحي تُعجبني صداقته وأعتبره أعز أصدقائي ، يُعجبني الوفاء النادر الذي يمتلكه مع محبيه ، تُعجبني أناقته والألوان التي يختارها ، لايُبالي بكلام الآخرين الذين يسخرون من ألوانه لأنه يعرف مواطن الجمال التي لايعرفها أولئك ،

واخيرا توجد مشاريع كبيرة للمبدع عمار سيف على صعيد التاليف خارج القطر وله  كتاب مجموعة نصوص مسرحية للاطفال بعنوان ( احلام بطعم الحكايات

وكتاب اخر سيرى النور قريبا بعنوان ( رسائل الاطفال تحلق عاليا).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock