الناقد محمد بهجت يكتب: ظل الحمار..وظلال النجاح السابق!
محمد بهجت*
ناقد مسرحي مصري
ـ
فالعرض الأول للمؤلف الشاب محمود جمال مبنى على فكرة المشاهد القصيرة التى يبدو أنها ليست مترابطة، ثم نكتشف الرابط الرفيع شيئا فشيئا من خلال معاناة ذلك الجيل، أما «ظل الحمار» فهو بناء درامى أشبه بالكرة التى تسقط من منحدر، وكلما تحركت حملت معها تفاصيل جديدة، وزاد حجمها حتى تصبح قنبلة من السخرية تعرض للمشاهد كيف تنمو الكراهية بسرعة عجيبة، وكيف يتحول خلاف تافه إلى قضية يموت فى سبيلها العشرات، وتحرق المدن، والخلاف بدأ بين طبيب أسنان استأجر حمارا ليزور أحد مرضاه، وتعب فى الطريق فجلس يحتمى من حرارة الشمس بظل الحمار، وأحس صاحب الحمار بأن الرجل ينتفع من الجلوس فى الظل دون مقابل، فأراد أن يتذاكى ويطلب المزيد من الأجر لقاء الجلوس فى ظل الحمار، ويرفض الطبيب المثقف، على اعتبار أن ظل الحمار لا ينفصل عن الحمار الذى استأجره، ويستمر الخلاف فى تصاعد كوميدى شديد الذكاء حتى تصبح حربا أهلية، وصراعا دينيا لا علاقة له على الإطلاق بالخلاف الأصلي.
ولعل الخطأ الوحيد للمخرج الموهوب محمد جبر هو البحث عن المزيد من الضحك على حساب النص العالمي، فأدى ذلك إلى بعض التطويل فى المشاهد، لكنه نجح بالتأكيد فى تقديم عرض ممتع ربما مع بعض الاختصار وشد الترهلات الدرامية يزداد نجاحا وجاذبية، كما نجح فى اكتشاف ملحن موهوب هو أحمد نبيل، الذى حازت أغانية تجاوب المشاهدين بدرجة كبيرة، كما قدم مجموعة من الممثلين الواعدين، ومنهم محمود طنطاوي، وميشيل ميلاد، وإسلام علي، ولبنى مجدي، ونانسى نبيل، وأحمد الجوهري، وسلمى صلاح،ووضح أيضا مجهود الفنان أسامة رءوف مدير المسرح فى تطوير الأداء الإداري، وإن كانت أجهزة الصوت والإضاءة مازالت بحاجة لمزيد من الاعتناء حتى يتألق مسرح الشباب وينال القدر الذى يستحقه من إقبال الجماهير.
ــــــــــــــ
الأهرام