حوارات
بالصور.. ننشر حوار وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم .. خطط طموحة ومشاريع كبيرة.. للنهوض بالمسرح المصري بمناسبة اليوبيل الفضي للمعاصر والتجريبي 2018
المسرح نيوز ـ القاهرة | أجرى الحوار: كمال سلطان
ـ
الفنانة د. إيناس عبد الدايمتؤكد أن المهرجان التجريبي هو النافذة الكبيرة التي نطل من خلالها على العالم لجنة المهرجانات هدفها إعادة تنظيم المهرجانات المصرية ووضع خريطة محددة لها هناك مهرجانات تقام ولا تعود بأى فائدة على الدولة نسعى لإقامة مهرجان شامل لفنون الطفل لدينا خطة طموحة لصيانة جميع مسارح الدولة وسنبدأ بالثقافة الجماهيرية تمتلك الدكتورة إيناس عبد الدايم أحلاما وطموحات للمسرح المصرى، تسعى حثيثا لتحقيقها على أرض الواقع، ولا تألوا جهدا في متابعة جميع الأنشطة والفعاليات المسرحية المختلفة،
كما وتؤكد على أن التعاون الكبير بين جميع قطاعات الوزارة المختلفة، سيكون السبيل الذي يتحقق من خلاله هذا الحلم المنشود. وبمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي والذي يقام في الفترة من 10 وحتى 21 سبتمبر برئاسة الدكتور سامح مهران،
حملنا إليها العديد من الأسئلة التي تعنى بالشأن المسرحي المصري، وبالقلق الذي يعترى البعض بسبب لجنة تنظيم المهرجانات، وغيرها من القضايا الهامة، فأجابتنا عنها جميعا بصراحتها المعهودة ودون أي تجميل أو مواربة .. فإلى تفاصيل الحوار الحوار المستفيض الذي أجراه الإعلامي كمال سلطان
* الاحتفال بمرور ربع قرن على إقامة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي .. ماذا يعنى لك؟
** بالنسبة لي كفنانة وحتى قبل أن أكون مسئولة، أنا شهدت بدايات هذا المهرجان، ورأيت كيف أن المهرجان صنع حراكا مسرحيا وفتح أبوابا عديدة على العالم وصنع تواصلا بيننا وبينهم، وكان لي شرف المشاركة في فعالياته كعازفة في حفلات افتتاحه أكثر من دورة، والمهرجان أصبح عظيما بمن أداروه منذ بديته وحتى الآن، ويمتلك خاصية أنه أصبح النافذة الكبيرة التي نطل من خلالها على العالم، واكتسب سمعة عظيمة جدا على مستوى العالم.
* من وجهة نظرك كفنانة قبل أن تكونين وزيرا للثقافة، ما الذي أضافه المهرجان التجريبي للحركة المسرحية؟
** أضاف الكثير جدا، فقد أضاف العديد من التجارب الفنية المختلفة، طبعا المسرح المصري قوى جدا، ولكن الإضافات التي أضافها المهرجان التجريبي هو الانفتاح على الفكر الأخر والإطلاع على تجارب مسرحية جديدة وخاصة المعاصرة وهذا فتح مجالات جديدة، وفتح الباب أمام فرق فنية وفنانين ليطوروا من أسلوبهم، وأعتقد أن ذلك صنع حراكا مسرحيا مهما في مصر. * ساهمت المترجمات تصدر على هامش المهرجان في إثراء المكتبة العربية بالعديد من المراجع الهامة، فكيف ترين أهميتها؟ ** بالتأكيد هذه الإصدارات مهمة جدا، فمن خلالها يجد الباحثون والمخرجون والكتاب مرجعا هاما يطلعون من خلاله على أحدث ما وصل إليه العالم في مجال المسرح، ولذلك فوجودها مهم جدا ومفيد جدا للمسرحيين فهي في النهاية مرجع بحثي مهم.
* يتخوف الكثيرين من تقليص المهرجانات المصرية بعد إنشاء اللجنة العليا لتنظيم المهرجانات، فما هو الهدف الرئيسي لإنشاء هذه اللجنة؟
** هدف اللجنة هو تنظيم أجندة المهرجانات الموجودة على الخريطة المصرية، فأحيانا يكون هناك تضاربا في المواعيد أو تكرارا للمحتوى، وكل المقصود من وجود اللجنة هو وضع هيكل تنظيمي لتلك المهرجانات، بحيث تسمح للجميع بالمشاركة وتسمح للجميع بالمشاهدة فهناك محافظات محرومة تماما من وجود مهرجانات بها، فجميع العالم لها أجندة ولها خريطة محددة المعالم، ونحن دولة قوية وكبيرة وذات تاريخ كبير فى الفن، كما يجب أن تكون المهرجانات مدروسة من كافة النواحى فعلى سبيل المثال هناك مهرجانات لا يخدمها توقيت إقامتها في الوصول للهدف، خاصة المهرجانات الدولية التي تنفتح على العالم، ويجب أن نكون واقعيين ونعترف أن بعض المهرجانات لن تنجح فى جذب السائحين، فالسائح يأتي لهدف معين لكى يستمتع بآليات هو قد حددها مسبقا، كما يهمنا أيضا التوزيع الجغرافي العادل حتى تكون هناك عدالة ثقافية.
* وما هي أبرز القرارات التي اتخذتموها في اجتماعكم الأول؟
** تثبيت المهرجانات الراسخة الكبيرة وتم تشكيل لجان فرعية تدرس بقية المهرجانات الموجودة، وأحب أن أخبرك أن هناك طلبات تقدم إلينا لإنشاء مهرجانات جديدة، ليس لها علاقة بالمرة بمعنى المهرجانات، وهناك نقطة أخرى أود توضيحها أنه كانت هناك مهرجانات تقام لا تعود بأى فائدة على الدولة ولا تترك أثرا جيدا بل على العكس من الممكن أن تترك أثرا سلبيا على الدولة وعلى اسم مصر، ولذلك فعندما نتكلم عن أجندة مهرجانات فيجب أن تكون ذات محتوى ثقافي حقيقي ومحترم.
* يرى البعض كثرة المهرجانات الفنية في مصر فيما يرى آخرون أننا مازلنا بحاجة للمزيد، فإلى أي الرأيين تنتمين؟
** في رأيي أولا كفنانة أقول لك ليس الأمر في كثرة المهرجانات وإنما في تكرار نوعية المحتوى، وفى رأيي نحن لدينا نقص فى أن يكون لدينا مهرجانات متنوعة ومختلفة، فمصر غنية جدا فنيا ويجب أن يكون هناك تنوع وألا يكون الجميع متمركز فى نوع معين من الفن، وهو ما استشعرناه خلال الفترة الماضية، وهو ما سمح بدخول فكر جديد وأفكار جديدة تعرض علينا ونحن أيضا لدينا أفكار نسعى إلى تنفيذها، فمثلا بالنسبة للموسيقى نفتقد الكثير من المهرجانات الموسيقية، وكذلك في مجال المسرح لا نستطيع القول أن لدينا مهرجانات كثير طبعا بعد استبعاد المهرجان الدولى للمسرح التجريبى والمهرجان القومى للمسرح، وأقول لك خبرا أعلنه من خلالك لأول مرة وهو عودة مهرجان سينما الطفل، إضافة إلى أننا ندرس حاليا إقامة مهرجان شامل لفنون الطفل، فهذه نقطة هامة جدا فى الحقيقة.
* لماذا لا يتم تفعيل توصيات لجان التحكيم بالمهرجانات والعمل على تنفيذها على أرض الواقع؟
** لا تحاسبني على ذلك، لأنني في الوزارة منذ فترة ليست كبيرة، وعموما تنفيذ هذه التوصيات مسئولية القائمين على المهرجانات، فهو من يجب عليه أن يتمسك بها ويعرضها ويوصلها بالشكل الجيد، فهي بالتأكيد توصيات هامة، ويجب عرضها ومناقشتها، وأنا شخصيا عندما كنت فى الأوبرا كنا نتمسك كثيرا بتوصيات لجان مهرجان الموسيقى العربية وندرسها ونفعلها، كما ندرس إيجابيات وسلبيات المهرجان ونخرج بقرارات ونحاول تصويب الخطأ ودائما كان هناك إضافة كل عام.
* تعانى مسارحنا من القصور في العديد من الأجهزة والتقنيات، فهل هناك إستراتيجية للعمل على تطوير مسارح الدولة خلال الفترة المقبلة؟
** لا شك أننا جميعا ندرك هذا القصور، ولكننا أيضا نعلم التكلفة الكبيرة لمثل هذا الأمر، ولذلك فنحن حاليا في مرحلة عمل حصر لمشاكل المسارح الموجودة مع وضع آليات لها، وستكون البداية من خلال مسارح قصور الثقافة لأن بها أكبر عدد من المسارح وكثير منها غير مجهز، وقد قمنا بعمل حصر لجميع مسارح قصور الثقافة بالمحافظات وبدأنا فى وضع خطة لأن المسارح كثيرا وتحتاج إلى ميزانيات ضخمة ويجب جدولتها، فبدأنا بالمسارح التي تعانى من مشاكل قليلة حتى نسارع بافتتاحها، فهذا هو هدفي وهدف كل من يعمل معي، فتح جميع المسارح المغلقة، وإضاءة أنوارها من جديد.
* ما هي المعوقات التي تمنع وجود خشبات بديلة للمسرح التقليدي في ظل أزمة دور العرض وغلق بعض المسارح؟
** هذا الأمر بدأناه بالفعل من خلال انطلاقنا للمحافظات لأن لدينا مشاكل بالفعل فى خشبات المسارح وهناك مسارح مغلقة، والشكل الذى نعمل به حاليا بوزارة الثقافة أنا سعيدة به جدا وهو تعاون كل الجهات معا، فالأوبرا توفر مسارحها للبيت الفنى للمسرح وقصور الثقافة أيضا، وهذا التعاون سيساعدنا على إنجاز الحلم الذى نتمنى تحقيقه، ولذلك فقد خرجنا للمحافظات للاستفادة من مسارح قصور الثقافة، وهى مسارح جيدة جدا، إضافة إلى سعينا للوصول إلى أبناء تلك المحافظات الذين نجد منهم إقبال غير عادى على عروضنا، وبالتأكيد تواجهنا صعوبات يذللها هذا التعاون المبهر بين قطاعات الوزارة جميعا، ففي النهاية النجاح لا ينسب لشخص واحد أو جهة واحدة.
* ضاع علينا توثيق الكثير من العروض المسرحية الهامة خلال السنوات الماضية، فلماذا لا يتم توقيع اتفاقية مع إحدى الفضائيات لتصوير عروض مسرح الدولة وحفظها من الضياع؟ **
هذه حقيقة، وتتم حاليا دراسة لذلك، فضياع التوثيق من أهم الأشياء التى لاحظتها، وأعود لأقول أن هذا الأمر لا يعانى منه المسرح فقط وإنما موجود فى أكثر من جهة تابعة لوزارة الثقافة، وهذا أيضا ينقصه الإمكانات المادية، وفى دار الأوبرا استطعنا توثيق جميع حفلاتنا من خلال توفير أجهزة خاصة بنا، وإن شاء الله تعمم تلك التجربة وقد ظللت أبنى ذلك فى الأوبرا على مدار ستة أعوام.
* ما الدور الذي يلعبه المسرح في مواجهة قضايا الإرهاب والفتنة الطائفية؟ **
دور مهم جدا، فالمسرح هو الوسيلة الأسرع فى الوصول للمتلقى وبشكل مباشر، ودعنا نعترف أن هناك حراك مسرحي كبير يحدث وهناك تجارب ناجحة كثيرة جدا وعروض متميزة، وطبعا بجانب وجود عمالقة المسرح هناك شباب جدد كثيرون ممتازون حتى الكتاب الشباب لديهم أفكار جديدة ومختلفة، وهذا سر حرصي على التواجد والمشاركة فى أي فاعلية مسرحية جديدة، وقد شهدت مؤخرا عرضا ضمن الورشة التى يقيمها مسرح الشباب ولفت نظري جودة تدريب الشباب على كل فنون المسرح وإجادتهم.
المصدر : العدد الأول من نشرة التجريبي والمعاصر 2018