بعد اعتذارها عن التكريم لظروف طارئة .. إيزيس المسرح المصري الفنانة سهير االمرشدي:أناعراقية وأعشق العراقيين، ولا أنسى كرمهم.. وتكريمهم لي تاج على رأسي.
المسرح نيوز ـ القاهرة| مسابقات ومهرجانات
بغداد| صفاء البيلي
بعد اعتذارها عن التكريم لظروف طارئة .. إيزيس المسرح المصري الفنانة سهير االمرشدي:
أناعراقية وأعشق العراقيين، ولا أنسى كرمهم.. وتكريمهم لي تاج على رأسي.
يشهد مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته الثالثة تكريم مجموعة من المسرحيين العرب المؤثرين في الحركة المسرحية، منهم الفنانة المصرية القديرة سهير المرشدي الملقبة بإيزيس المسرح المصري.
والفنانة سهير المرشدي يعشقها أهل العراق ويعرفونها، فقد عاشت بينهم عدة سنوات وكان ذلك في أواخر السبعينيات، بصحبة زوجها الفنان الراحل كرم مطاوع.
كان مولدها ونشأتها في مدينة طنطا بمحافظة الغربية ، بقرية خرسيت شمال القاهرة في مارس 1946. والدها هو المرشدي بك، الذي كان رجلا محبا للعلم والفن، تزوجت في بداية مشوارها الفني من الفنان كرم مطاوع وأنجبا ابنتهما الوحيدة حنان التي تعمل ممثلة ونالت شهرة كبيرة مثل والديها.
نشأت المرشدي نشأة دينية، وانتقلت عائلتها من القرية إلى القاهرة وعاشت في حي الحلمية الجديدة والتحقت بمدرسة الحلمية الثانوية للبنات. مثلت في المدرسة الثانوية، والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت منه.
قدمت عشرات الأفلام في السينما منها القاهرة 30 شنطة حمزة جريمة في الحي الهادئ أرابيسك، الجزء الخامس من ليالي الحلمية ، حكاية بلا بداية ولا نهاية، رصاصة في العقل، المرسى والأرض، البوسطجي ، الوعد الحق، بوابة الحلواني ، لا أحد ينام في الإسكندرية، النار والطين، أريد رجلا، طايع.. وغيرها من الأعمال.
وفي المسرح قدمت الكثير من المسرحيات منها: رقصة سالومي الأخيرة، إيزيس، النسر الأحمر، مراتي حنان، حدث في أكتوبر، زقاق المدق، معروف الإسكافي، المشخصاتية. ولكن هل يعلم أحد أن الفنانة القديرة التي لقبت بإيزيس المسرح المصري. إنها أصبحت فنانة “بالصدفة البحتة”؟ نعم بالصدفة البحتة؛ حيث لم يكن في مخيلتها إطلاقا أن تدخل عالم الفن، لأن أسرتها كانت تخطط لها أن تلتحق بكلية الطب.
لكنها في المدرسة الثانوية أهداها الله أمًّا ثانية هي ناظرة مدرستها (ماما رشيدة)، التي تصادف أنها مؤلفة وصدرت لها رواية بعنوان الأميرة العمياء. فرشحتها للمخرج أبو ضيف علام، وقالت له هذه بطلة روايتي التي تحولت إلى عمل مسرحي ناجح حينئذ. وكان هذا أول عرض مثلت فيه على خشبة المسرح.
وقد ساهمت تلك المسرحية في شهرتها كثيرا وعرفت الجمهور بها بطريقة لم تكن تحلم بها، لكنها كانت تجيد التمثيل باللغة العربية الفصحى، وساعدها في ذلك تربيتها الدينية وسط عائلة متصوفة، وقد استمدت حبها لللغة العربية من كثرة سماعها نشرات الأخبار والقرآن الكريم.
لقد عاشت الانسانة سهير المرشدي لحظات سعادة مديدة، كما ذاقت لحظات كثيرة من الألم والفقد وكان أمر هذه الأحزان على مدار عمرها، هو استشهاد شقيقها الأكبر في حرب أكتوبر عام 1973. ثم أختها مؤخرا والتي أورثها فقدانها حزنا شديدا لالتصاقها بها.
لكنها ما تزال تعطي للفن من روحها وحياتها.. فكافأها وأعطاها القبول والمحبة.. فحصلت على الكثير من الجوائز من المهرجانات العربية المختلفة؛ منها وسام الفنون والآداب من مهرجان قرطاج بتونس. انتُخِبتْ رئيسةً لمجلس إدارة جمعية أنصار التمثيل والسينما.
ومما يذكر لها حديثها المتكرر عن كرم أهل العراق ومحبتهم الشديدة لها ولزوجها الراحل الفنان كرم مطاوع الذي اصطحبها للعراق أثناء تدريسه في أكاديمية الفنون. كما أنها ما تزال تتذكر منطقة الوزيرية التي كانا يسكنان فيها…
أخيرا وفي مكالمة لي معها قبيل مجيئي للعراق جاءني صوتها شجنا وهى تقول: أنا عراقية أكثر من العراقيين، وأحبهم وأعشق العراق، وكنت أتمنى أن ألتقي بأحبتي من المسرحيين وأستعيد معهم ذكريات الشباب التي عشتها معهم.. لكنني أمر بظرف طاريء أدعو الله أن يمر على خير.. وأدعو الله أن يمد في أجلي وأسعد بلقاء أحبتي في الدورة القادمة بين أهلي الذين أحب ومسرحي الذي أعشق.
***
الصورة : الفنانان الكبيران كرم مطاوع وسهير المرشدي مع الفنان العراقي كريم عودا في بغداد