حوارات
حصريا.. الفنان ياسر صادق لـ “المسرح نيوز”: حين كنت مديرا.. اصطدمت بالفاشلين .. وكممثل.. أعتز برأي الجمهور.. أما جوائز المهرجانات فلها معايير أخرى!
حاوره: كمال سلطان
ـ
استطاع الفنان ياسر صادق أن يخطف أنظار الجمهور ويحصد إعجاب النقاد عن دوره فى العرض المسرحى الناجح “يوم أن قتلوا الغناء” .. وهو الدور الذى توقع له الجميع أن ينال عنه جائزة أفضل ممثل من المهرجان القومى للمسرح فى دورته الأخيرة ..
حول تجربته كممثل فى هذا العرض وتجربته كمخرج فى عرض “الهرم ده بتاعى” وأشياء أخرى .. كان لنا معه هذا الحوار :
* ماهى الرسالة التى أردت توصيلها من خلال عرض “الهرم ده بتاعى”؟
** رسالتى هى أننا يجب أن نتمسك ببلدنا وتاريخنا وحضارتنا ، فنحن فى خطر ، وحتى تاريخنا الذى نتباهى به بدأ يسرق ، فحضارة السبعة آلاف سنة أصبحت مطمعا من الكثيرين ، فمرة يقولون ان اليهود هم بناة الأهرامات ومرة يقولون قوم عاد ، كل هذه المطامع سببها أننا لم نقدم للعالم ما يؤكد على أننا أحفاد بناة الأهرامات ، وهذا لن يتأتى إلا بإخلاص الشباب واجتهاده ليصنعوا مجدا مثلما صنع اجدادنا يجب أن يصنعوا ما نورثه لأحفادنا.
* العرض الأول كان بمدينة الاسكندرية .. فكيف وجدت استقبال الجمهور السكندرى للعرض؟
** جمهور إسكندرية هو أعظم جمهور يستقبل الفن على مستوى جمهورية مصر العربية ، وهذا هو سر اختيارها العاصمة الثقافية لمصر ، فهى مدينة ذات خصوصية خاصة من خلال البحر والثقافات المتنوعة التى وردت عليها من قبل ، أعطى لأهل هذه المدينة ذوقا رفيعا فى تلقى الفنون، وعلى المستوى الشخصى فبينى وبين جمهور الإسكندرية ألفة كبيرة ، ومن خلال هذا العرض اكتشفت ان جمهور الإسكندرية يقبل على العروض من خلال اسم المخرج ، وأول علاقة المحبة بينى وبينهم كانت من خلال عرض “ليلة اسكندرانى” عام ٢٠١٣ ، وقدمتها فى قمة مظاهرات الإخوان ، ورغم ذلك لاقت نجاح جماهيرى كبير جدا حيث كنت استعرض خلال العرض تاريخ الإسكندرية وفنانيها فى إطار غنائي استعراضي، قدمت من خلاله الزفة الاسكندرانى وكانت هى جسر المحبة بينى وبين جمهور الإسكندرية، وعندما توليت إدارة المسرح الحديث حرصت على عرض عروضى هناك وعندما أخرجت “حوش بديعة” للمسرح الكوميدى عرضته هناك وحقق إيرادات كبيرة جدا، وكذلك عرضنا مؤخرا “يوم أن قتلوا الغناء” وظل الإقبال الجماهيري يفوق الوصف ومن المنتظر أن نعرض هناك مرة أخرى.
* هناك مخرجون يفضلون عرض عروضهم بالقاهرة أولا حتى يصنعوا قاعدة جماهيرية وإعلامية، فما تعليقك؟
** منذ ثلاثين عاما فأكثر ، كان العرض بالإسكندرية هو المقياس الحقيقى لجودة الرواية ومدى إقبال الجمهور عليها وكان الكل وخاصة منتجى القطاع الخاص يفضلون عرض مسرحياتهم بالإسكندرية أولا، وبقدر ماهو جمهور محب للمسرح ، فهو قاسى جدا فى حكمه ولا يعرف المجاملة.
* هل اختيارك لأبطال العرض جاءت كما كنت تحلم بها أم اضطررت لبعض التغييرات؟
** بالتأكيد حدثت ظروف اضطرت بعض الفنانين للاعتذار ، ولكن الحمد لله اختياراتي كانت في محلها تماما وكل ممثل ملائم لدوره تماما ، وقدمت مها احمد ومدحت تيخة بشكل جديد تماما كان مفاجأة لجمهور الإسكندرية ، وسيفاجأ به أيضا جمهور القاهرة عند عرض المسرحية خلال الشهر المقبل، والحمد لله العرض نجح رغم عدم وجود خطة تسويقية ، كما أن الاقبال على مصيف الإسكندرية لم يكن كبيرا هذا العام لعدة اسباب أهمها الحالة الاقتصادية، فكانت الكلمة العليا لجمهور الاسكندرية.
* تم ترشيحك لجائزة أحسن ممثل في المهرجان القومى للمسرح، ولكن الجائزة ذهبت لزميل آخر ، فكيف تعاملت مع الأمر؟
** لم أر فى حياتى تنظيما اضعف من تنظيم تلك الدورة ، فأنا أعرف أنك عندما تريد ان تنهض بالمسرح فإنك تعظم جوائزه، أما ما شهدناه من تقليص وحجب للجوائز فهو امر عجيب ، فأن تلغى جائزة الدور الثانى وترفض اعطاء الجوائز مناصفة وترصد جائزة للمقال النقدى، لأنك تريد عمل توازنات ، فهذا ظلم بين وعدم تقدير، وأنا كان يجب على الانسحاب منذ البداية احتراما لنفسى لأنه لم يوجد عدالة فى التقييم. ويستطرد صادق: إذا كان التقييم يخالف رأى الجمهور فالعيب في التقييم ، فعندما يقول الجمهور كلمته في تميز أدائي للدور يصبح العيب فى السبعة وليس فى السبعة آلاف، أيا ما كانت قاماتهم ومع احترامي لكل الأسماء لكن الفن وجهات نظر.
* رغم خسارتك للجائزة إلا أنك حصلت على إشادات نقدية وجماهيرية كبيرة عن دورك بالعرض، فما تعليقك؟
** أنا نلت الجائزة بالفعل، من خلال آراء الجماهير والصحفيين والنقاد وكبار الفنانين، فانا خسرت الجائزة المادية، لكننى أشعر اننى نلت الجائزة فعلا.
* فى ظل كل الإشادات النقدية والجماهيرية ، ماهى الجملة الأكثر بقاءاً فى ذاكرتك؟
**مقالك عنى اسعدنى جدا، وجعل دموعى تنزل، والكاتبة فاطمة ناعوت التى حضرت للعرض بصحبة شخص تركى قال عنى صاحب أداء عالمى، والفنان يحيى الفخرانى والفنان فاروق الفيشاوى والمخرج حسنى صالح وماهر سليم الذى قال عنى “انتونى كوين مصر” ، وكثيرون من الجمهور العادى.
* فترة إدارتك للمسرح الحديث ، هل أضافت لك أم أخذت منك؟
** أضافت وأخذت، فقد أضافت للمسرح الحديث من حيث التطوير والإنشاءات ، وأخذت منى لأننى اصطدمت ببعض الفاشلين الذين سببوا لى ضغطا اضطرني فى النهاية لتقديم استقالتي، ومناخ الإدارة الذى يعتمد على “الطبطبة” مناخ سيء ويجب أن ينتهى من مصر، وألا نعطى مكافآت لمن لا يعمل أكثر ممن يعملون ، وان تتعامل مع رؤساء يعملون بأياد مرتعشة فهذا يجعلك تعمل بدون سند او ظهير يحميك، وتجد من يديرون من خلف الكواليس، والقوانين غير مجدية، فكل هذه المنظومة بحاجة للتغير، فان يكون الإداريين أكثر من الفنانين ويحصلون على مكافآتهم سواء عملوا أو لم يعملوا، فانا كنت أسير ضد التيار، لكن الحمد لله كان المخلصون كثيرون وكانوا يحبوننى ويساندونني، لكن كثرة الاحباطات بدأت تزعجنى وجعلتنى أنسحب بهدوء، وصفحتي بيضاء ولم أنل أى جزاء إداري.