حصريا.. الكاتب السوري أحمد اسماعيل اسماعيل يكتب: سلسلة “مملكة المسرح”.. (4) زيد ضد عمرو الصراع في المسرحية!

المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل

ـ

أحمد اسماعيل اسماعيل

كاتب مسرحي سوري مقيم في ألمانيا

ـ

 

(4)

زيد ضد عمرو

الصراع في المسرحية

 

 

يحدث أحياناً أن نسمع أو نشاهد مشاجرة أو نزاعاً نشب في مكان ما: في شارعنا، أو حيّنا، أو مدرستنا أو مدينتنا.. أو حتى في بيتنا.

فماذا يحدث؟

ندخل دائرة الصراع، نشارك فيه بتعليقاتنا وانفعالاتنا، فقد نُعجب بأحد طرفي الصراع، أو نستهجن سلوك الطرف الآخر، أو نسخر من الطرفين.. ونحن في كل ذلك نتابع ما يحدث بتأثير من جاذبية وسحر غريبين.

وحال الصراع في المسرح كحاله في الحياة، لأن المسرح محاكاة (أي تقليد) للحياة، غير أن سحره في المسرح ممتع ومفيد، وليس ضاراً ومؤقتاً كما هو في الحياة، لأن حل مشاكلنا بالود والتفاهم والاحترام خيرٌ من حلها بالصدام، أو بالعنف الذي قد يسفر عن عواقب وخيمة.

وهذا السحر يأتي من كون الصراع يمنح الحيوية لكل عنصر من عناصر المسرحية، فلا حكاية مشوقة بلا صراع، ولا شخصيات حية أيضاً، أو أحداث شيقة أو حوار جذاب دون هذا العنصر: الصراع.

والصراع في المسرحية هو هذا التصادم الذي يحدث بين الشخصيات التي تسعى إلى تحقيق أهدافها المشروعة أو غير المشروعة، ويسبق ذلك، ويرافقه، توتر وقلق وتفكير وتدبير من قبل طرفي الصراع.

وللصراع أنواع: داخلي يجري داخل النفس الواحدة، كما يحدث عندما يجري بين العقل والعاطفة أو الضمير والرغبات. وصراع خارجي: يجري عادة بين قوتين متناقضين، فرد ضد فرد آخر، أو فرد ضد مجموعة، أو طبقة اجتماعية ضد طبقة اجتماعية أخرى مناقضة لها ومعارضة.

ويفقد الصراع سحره وجاذبيته، ولا يكون مقنعاً عندما يجري بين طرفين غير متكافئين، والتكافؤ المقصود هنا لا يعني أن يكون كلا الطرفين متشابهين في القوة الجسدية مثلاً، أو العقلية أو المالية، بل أن يكونا على الدرجة نفسها من الفاعلية والقدرة على التأثير، كأن يملك أحدهما قوة جسدية ويملك الآخر قوة أخرى عقلية أو مالية أو معنوية، مثل حب الوطن والدفاع عنه، ونجد ذلك في المسرحيات أو القصص التي يدور الصراع فيها بين ثعلب ماكر وأرنب ذكي، أو بين الثوار الذين ينتصرون على الظالم بقوة إيمانهم وعدالة القضية التي يدافعون عنها، و بين الغازي الذي يُهزم أمام الثوار على الرغم من امتلاكه لأحدث الأسلحة.

والصراع في المسرحية الجيدة حاضر في كل مشهد، مع اختلاف درجة حدته، لأن الصراع في المسرحية لا يتخذ شكلاً واحداً، أو لوناً واحداً، كأن تكون المسرحية أكثرُها قتال ومجابهات عنيفة، بل على العكس من ذلك، فمن شروط نجاحه أن يكون متصاعداً من أول المسرحية وحتى نهايتها، متفاوت الدرجات بين شدة وهدوء، علو وهبوط، مثل اللحن الموسيقي.

بقي أن نشير أيضاً إلى أن للصراع أقساماً هي: الصراع الساكن، والصراع الواثب، والصراع الصاعد والصراع المرهص الدال من طرف خفي على ما ينتظر حدوثه، وهو أفضل أقسام الصراع المذكورة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock