حصريا.. الكاتب السوري أحمد اسماعيل اسماعيل يكتب: سلسلة “مملكة المسرح”.. (7) العرض المسرحي وأركانه
المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل
ـ
للكاتب المسرحي السوري: أحمد اسماعيل اسماعيل
العرض المسرحي وأركانه
حين نقرأ نصاً مسرحياً، ونشاهد بعدها تجسيد هذا النص على مِنصَّةِ المسرح، فإنه لابدَّ أن نصاب بما يشبه الدهشة.
-لماذا؟
في النص المسرحي تُروى الحكاية بوساطة الحوار، من دون مساعدة عنصر آخر سوى قدرتنا على تخيل الأحداث وشكل الشخصيات وسلوكها وأسلوب حديثها. الأمر الذي يختلف تماماً في حال تجسيد النص نفسه على مِنصة المسرح، فالحكاية هنا تتجسد بوساطة أداء الممثلين، إضافة إلى عناصر أخرى تساهم بدورها في رواية الحكاية ومعالجة موضوع المسرحية، وذلك يشبه اللوحة التشكيلية النابضة بالحياة: شخصيات ترتدي أزياء مناسبة لأعمارها ووظيفتها ومكانتها وزمنها، وكذلك الأمر بالنسبة للمكان المؤثث بديكورات مناسبة لزمن الحدث ومكانة الشخصيات، وإضاءة توضح الزمن من ليل أو نهار.. وموسيقى تساهم بدورها في كشف ما في دواخل هؤلاء البشر الذين يتصارعون ويتحاورون، كل ذلك في حالة انسجام وتوافق لا أثر فيه لنفور أو تناقض يسيء للعرض الذي يجري أمامنا. أو لتفرد عنصر من هذه العناصر بالتعبير على حساب عنصر آخر، مما يزيد من متعتنا واستيعابنا لحكاية المسرحية وموضوعها.
وبالعودة إلى تاريخ هذا الفن سنجد أن العرض المسرحي أسبق في الوجود من النص المسرحي الذي يرجع إلى عام 490 ق. م؛ ميلادِ أول نص مسرحي هو (الضارعات أو المتضرعات) لمؤلفه أسخيلوس. فيما يعود تاريخ بدء العروض المسرحية إلى ما قبل هذا التاريخ، حيث كانت تقام طقوس وشعائر دينية تقدم من خلال الرقصات والأغاني أو الأناشيد الدينية الجماعية احتفالاً بإله يدعى ديونيزوس. وكان المشهد الذي تقدمه المجموعة يسمى (الديثرامب) ويعني الترنيمة. واستمر الحال إلى أن أقام حاكم أثينا (عاصمة اليونان حالياً) عام 534ق. م مباريات مسرحية أولمبية في مسرح كبير يسع كل أفراد شعبه، فكان لها الدور الكبير في تطور هذا الاحتفال إلى عرض مسرحي، ويعتبر تسيبس الذي فاز عام 535 ق. م بالجائزة الأولى في هذه المباريات بمثابة الممثل الأول في التاريخ، وذلك لأنه أول من أدى دوره خارج المجموعة.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، شهد تاريخ العرض المسرحي تغيرات وتبدلات عديدة، شملت كل عناصره المكونة من: منصة وبناء مسرحي وديكورات وموسيقى وإضاءة وأداء ممثلين.. ولم يُسّتَثنَ النص المسرحي من هذا التغيير، فأصبح مجرد عنصر من جملة العناصر المكونة للعرض المسرحي، بعد أن كان العنصر الأكثر أهمية على مدى قرون عديدة. ويعود سبب ذلك إلى التطورات الكبيرة في جميع مناحي الحياة التي شملت المسرح أيضاً.