حصريا.. الكاتب السوري أحمد اسماعيل اسماعيل يكتب: سلسلة “مملكة المسرح”.. (11) الديكور المسرحي فن وهندسة.. لا زينة وبهرجة
المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل
ـ
أحمد اسماعيل اسماعيل*
كاتب مسرحي سوري
الديكور المسرحي
فن وهندسة.. لا زينة وبهرجة
ما الذي يجعلنا نتعرف على هوية مكان ما فنقول عنه إنه: مطبخ أو صفّ أو غرفة استقبال أو دكان.. ؟
إنه الأثاث.
والديكور هو أثاث العرض المسرحي الذي يملأ مكان الحدث أو فضاء المِنصَّةِ بالمواد والأدوات والقطع المختلفة الأشكال والأحجام.
يبدأ عمل فنان الديكور بقراءة النص المراد تجسيده قراءة واعية بقصد كشف وتحديد أماكن الأحداث وزمنها. الأمر الذي يحتاج منه معرفة عميقة واطلاعاً واسعاً على ثقافات الشعوب المادية التي تشكل العمارة والأزياء وطرز الأثاث جزءاً أساسياً منها.
فتصميم ديكور نص مسرحي يتناول موضوعاً تاريخياً ينتمي لحقبة تاريخية معينة يختلف من حيث الزمان أو المكان أو البيئة عن تصميم ديكور مسرحية تاريخية أخرى، فتصميم ديكور مسرحية يوليوس قيصر لشكسبير التي تنتمي إلى العهد الروماني يختلف عن تصميم مسرحية ريتشارد الثاني للكاتب نفسه، التي تنتمي لزمن وبيئة انكليزية. وما ينطبق على المسرحيات التاريخية ينطبق بالقدر نفسه على تصميم ديكور المسرحيات الواقعية والاجتماعية: المحلية و الأجنبية، .
يُنفِّذ فنان الديكور تصميمه بداية على شكل مخطط مرسوم على قطعة قماش أو كرتون، يبين فيه تصوراته عن أبعاد وأحجام الديكور، وبما يتوافق مع أبعاد المسرح أو مكان العرض من ناحية: الطول والعرض والعمق.
شهد تاريخ هذا الفن الكثير من التغيرات والتطورات التي ترافقت مع تطور الزمن والتكنولوجيا والمذاهب المسرحية وتوجهات المخرجين.
كما شهِدَ المسرحُ أنواعاً كثيرة من أساليب وأنواع تصميم الديكور. مثل النوع الواقعي، والنوع التعبيري، والنوع الرمزي أو التجريدي. ولكل نوع من هذه الأنواع خصوصيته وسماته التي تميزه من غيره، من حيث الأدوات المستخدمة في التنفيذ وأسلوب التنفيذ.. ومناسبته لطبيعة النص المجسد وأسلوب العرض وطريقة المخرج.. شريطة أن يحقق كل نوع من أنواع الديكور التناسق والانسجام مع باقي عناصر العرض الأخرى من: إضاءة وأزياء وألوان وموسيقى.. وممثلين.
في العقود الأخيرة شهد هذا الفن تطوراً كبيراً تجاوز فيه مرحلة تصميم الديكور في العرض المسرحي إلى مرحلة أصبح فيه جزءاً من فن أكثر شمولاً هو علم أو فن السينوغرافيا الذي أصبح يتبوأ في المسرح المعاصر والجديد مركز الصدارة. وذلك لأهمية الدور الذي يمثله في هندسة مكان العرض: منصَّة وصالة، وبما يحققه من حرية أكبر للممثل وتواصل أفضل للمتلقي.
والديكور المسرحي في أبسط أشكاله وأنواعه أو أفضلها، هو تعبير عن مقولة العرض وتقديم صورة صادقة وجميلة عن موضوع النص المجسد. لا تقديم ما يبهر العين من زينة وبهرجة لا تخدم هدف المسرحية كما هو الحال في عديدٍ من المسرحيات المقدمة للطفل.
يتبع