مقالات ودراسات

“حصريا” الناقد مجدي الحمزاوي يكتب عن عروض نوادي المسرح المصري موسم.. 2015 (2) عرض.. “اللعبة” العلاقة الأزلية بين الموت والحياة!


مجدي الحمزاوي*

كاتب وناقد مصري

ـ

ضمن فعاليات مهرجان نوادي المسرح الأخير . والذي أقيم على خشبة مسرح السامر بالقاهرة . قدمت فرقة نادي مسرح مصطفى كامل بالأسكندرية عرض ( اللعبة ) من تأليف لوزير برانيت وإخراج محمد عطا.

والحقيقة أنني لم أقرأ النص من قبل .  لذا فالحديث سيكون حول نص العرض دون اي إشارات . للنص الأصلي أو عالم الكاتبة المسرحي .

وتكرارا أقولها أنه حين يكون هناك نقدا تطبيقيا لعمل فني ما  من الفنون الدرامية . وخاصة العروض سواء كانت مسرحية أو سينمائية .. الخ . فيجب على الناقد الابتعاد تماما عن الأصل الذي هو النص المكتوب على الورق . والالتفات لنص العرض المقدم بما يحويه من لغات .  حيث أن تزواج اللغات السمعية والبصرية من الممكن أن تحيلك لمفهوم أو معنى آخر . قد يتوافق مع بعض المضمون الأصلي للنص المكتوب أو حتى يتعارض معه . عن طريق أدخل اللغات الأخرى لتكون هي التكأة الأولى للمخرج أو مفسر العرض . وبذا يكون النص الأصلي المكتوب ماهو إلا وسيلة إبراز وجهة النظر للمفصر , حتى وان اختلف معه.

وعودة للعرض , فنقول أنه يدور حول العلاقة بين الموت والحياة . والأمر بينهما ماهو ألا مجرد لعبة حيث يدور الأمر حول شخصيتين طبيعتين نجدهما أمامنا , الحياة / أنثى والموت/ ذكر . وتدور بينهما لعبة ما من العاب الحظ كمالنرد أو أوراق اللعب على من سيظفر بالروح الآتية . والروح الآتية هنا تكون شخصية من الشخصيات الي قررت الاانتحار نتيجة ظروف ما . لنجد أمامنا شابا وفتاة كلا منهما قررا الانتحار نتيجة الفشل في الحياة وخاصة الحب . وتدور اللعبة بين الموت والحياة . ولكن في خلال اللعبة تنشأ علاقة ة جب جديدة بين الشاب والفتاة . فالطبيعي هنا أن تفوز الحياة ويدخل كلا من الشاب دائرة جديدة من دوائر الحياة.

ومع التأكيد بأن الممثلين الذان أديا دوري الموت  والحياة كانا أكثر من جيدين . وحاول كلا من الشاب والفتاة أن يكونا على نفس الجودة . ومع محاولة المخرج لخلق صورة مبهجة لحد ما . ومع محاولة ابراز الطابع الكوميدي للأمر وخاصة من القائم بدور الموت . إلا أنه في المجمل العام خرج العرض متوةسطا ربما . ولم يقدر على بعث رسالته الأساسية .

من المؤكد أن من قدم العرض حاول ان يول رأيه في ما يتعرض له الكثير من شبابنا من معوقات حياتية . لدرجة أنهم يتمنون ةالموت بل وبعضهم يقدم على ذلك . وحاول بكل بساطة أن يقول لهم أن ( الحياة حلوة) برغم كل مافيها . وأن ضياع فرصة ما ربما تكون هي البداية لفرصة اكبر …  الخ.

ولكتن الحديث عن الموت والحياة واللعبة بينهما لا يمكن أن يكون بهذه البساطة . وهذا الحديث يستلزم له خبرة عمرية للخوض في هذه الفلسفة والعلاقة بين الموت والحياة . وأن تغلب الطابع الكوميدي على شخصية الموت وخسارته في الكثير من اللعبات بينه وبين الحياة لا يمنع من مقولته الأخيرة أن الكل سيأتي اليه جتما ,انه هو الرابح الأكبر في النهاية . خاصة وأن المخرج لم يلتفت ربما للمعنى العالم لكون الموت والحياة ذكر وأنثى . ولكم يجعلهما جنسا واحدا , وطبيعي ان الجنسين معا يؤديان لعلاقة ز والعلاقة بين الموت والحياة بكل بساطة تخلق الوجود ذاته . فالكل يموت والكل ينتهي . وهذا الانتهاء ليس انتهاءا عدميا بل هو ربما مقدمة لبعث آخر يأخذ المكان والوظيفة وربما يطورها وصولا للمعنى الحقيقي في الوجود . ومن هنا ستبدأ التساؤلات عن هذا المعنى . ولكن هنا ليس مجال البحث الفلسفي عن طبيعة الموت والحياة . ولكن للأسف نص العرض به هذه الفلسفة حت ووان غض الطرف عنها . وهذا التعارض الفلسفي . مع مقولة ان ( الحياة الحلوة) . والحقيقة ان الحياة نفسها مهي ألا مجرد وجها آخر للموت والعكس صحيح.

مع الوضع في الحسبان أن المخرج قدم لنا شخصياته بصورة طبيعية مكتشابهة معت الجميع فلا يوجد فارق بين الموت والحياة الشخصيتين الداخلتين لهما في فضاء العرض نصا وشكلا . فالكل يشترك في الطتابع الفيزيقي والملابس أيضا متشابهة . حتى الأصوات .ولو حدث تبادل في الأدوار مع نفس الأداء العام ماحدق فارق . وأعتقد ان هذا جاء نتيجة غياب التساؤلات عن المخرج حين قربر انتاج العرض وأثناءه أيضا . لم يسأل نفسه هل الموت والحياة لو صورتهما كاشخاص هل أصورهما بالصورة العادية مثل البشر؟ أم أطفي عليهم طابعا مثل آلهة الأولمب بحيث انهم يشتركون مع البشر في بعض الصور ولكنهم يختلفون نتايجة قدراتعم؟ ولم يسأل نفسه هل أنا أقدم فكرة خاصة فيما يتعلق بالموت والحياة أم أقدم واقعا. وماهو الفارق بين تقديم الأفكار والواقع على خشقبة المسرح؟ . لم يسأل نفسه عن طبيعة ذلك العالم الذي من الممكن أن يتقبل فيه الموت والحياة مع الأشخاص الراغبة في الانتحار. هل هذا العالم موجود في نفوس تلك الأشخاص ومع التخيلات الفكرية لاستشفاف ماهم مقدمون عليه وبذا يكون طريقا للمراجعة؟ أم أنه مكانا طبيعيا معلوما؟ هل الموت والحياة يملكان الحرية في الاختيار والتوجه ؟ أم أن هناك من يوجههما ويفرض عليهما القيام بالواجب المفوض لكلا منهما؟ … الخ.

أعتقد أن هذه الأسئلة لو كانت قد راودت المخرج أو ألأي عنصر من عناصر العرض لخرج العرض بصورة مختلفة .

فالاجابات كانت ستحدد المنظر العام/ المكان الذي يدور به الحدث . وطبيعي انه لن يكون طبيعيا . وغلآجابات كانت ستحدد الطريقة العامة للأداء مع التخصيصض لتميز ما, لكلا من الموت والحياة , ثم من الطبيعي ان يتواجد فارق في الأداء بالنسبة للشخصيات التي قررت الانتحار ساعة دخولهما للحدث والرغبة في الموت . وبين الأداء عندمكا يقرران التمسك بالحياة وعدم الإذعان للانتحار . وطبيعي أيضا لو كانت المسألة مسألة الموت والحياة فقط حتى لو كان الأمر بصورة طبيعية وأنته من الطبيعي ان تقابل شابا في الأتوبيس يقدم لك نفسه أنه الموت . وفتاة تقابلها في الحانة تقدم لك نفسها على أنها الحياة . اقول انه من الطبيعي حتى لو حدث هذا أن يكون أداء الموت واثقا ومنتصرا على الرغم من بعغض الخسائر المؤقتة لأن الكل حتما سيذهب اليه في النهاية دون أن يحرك هو ساكنا.

لذا فمن الممكن بكل بساطة ان العرض ماهو إلا صرخة شاب/ المخرج في وجه الصعوبات التي تدفع لأخذ موقفا من الحياة . بكل بساطة . ونقول أيضا ان المواهعب التمثيلية كانت جيدة . ولكن الجميع وقع في أسر مقولة ( الحياة حلوة). وهي مقولة جيدة ورائعة . ولكنها من وجهة نظري لا يمكن أن تخرج بهذا الاستسهال خاصة في نص يحاول ان يعالج العلاقة بين الموت والحياة . ولا يفطن المقدم ان الوجود ذاته ينحصر في هذه العلاقة ..

وأعتقد انه عرضا ربما يكون خطوة من الخطوات الأولى للفريق نحو التحقق والتميز .. فقط عليهم مستقلا إثاؤرة العديد من الأسئلة عما يقدمونه ولماذا وكيف.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock